رام الله (وكالات) - طالب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس بتدخل دولي فاعل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وناشد الدول والجهات المانحة دعم حكومته بما يمكنها من القيام بواجبها في توفير المزيد من مقومات صموده الشعب الفلسطيني والوفاء بالالتزامات المالية المطلوبة منها، فيما دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مساعدة السلطة الفلسطينية لمنع انهيارها.
وقال فياض، خلال استقباله رئيس البرلمان الألماني وحاكم ولاية بافاريا الألمانية هورست زيهوفر في رام الله، “إن الانتهاكات الإسرائيلية ضد شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة، تتناقض مع القانون الدولي، خاصة تصاعد اعتداءات المستوطنين الإرهابية على أبناء شعبنا، وممتلكاتهم ومصادر رزقهم ومقدساتهم، وإمعان الحكومة الإسرائيلية في سياسة الاستيطان في مختلف المناطق, خاصة في القدس الشرقية ومحيطها، وكذلك سلسلة من الإجراءات التي تستهدف الوجود الفلسطيني من خلال أوامر وإخطارات الهدم والإخلاء لتجمعات سكنية ومنازل الأهالي ومصادر رزقهم في المناطق المُسماة (ج) بما فيها الأغوار، واستمرار الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية لمناطق السلطة الوطنية الفلسطينية”.
وأضاف أن الممارسات الإسرائيلية والتي اشتملت أيضا على استمرار القيود والتضييقات المتعلقة بنظام التحكم والسيطرة في الضفة الغربية المحتلة والحصار المفروض على قطاع غزة، ومنع السلطة الفلسطينية من السيطرة على مواردها واستثمارها والقيام بمسؤولياتها تجاه المواطنين في أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية وهي المناطق المُسماة (ج)، وفشل الجهود السياسية الدولية في إلزام إسرائيل بوقف هذه السياسة والانتهاكات، ترافقت أيضا مع صعوبة الأوضاع المالية بفعل عدم ورود ما يكفي من المساعدات الملتزم بها من الجهات المانحة. ورأى أن كل تلك العوامل أدت إلى إضعاف مكانة السلطة الفلسطينية، والحد من قدرتها على الاستجابة لاحتياجات الفلسطينيين، والتدخل لمعالجة الآثار المترتبة على صعوبة الأوضاع المعيشية الناجمة عن ارتفاع أسعار عدد من السلع الأساسية.
وقال فياض “يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية، واتخاذ خطوات عملية ملموسة لإلزام إسرائيل بوقف جميع انتهاكاتها والتقيد بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، “بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا المحتلة، ويُمكن شعبنا من تقرير مصيره، والعيش بحرية وكرامة في كنف دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.
من جانب آخر، دعا نتنياهو مساعدة السلطة الفلسطينية على اجتياز الأزمة المالية الخانقة التي تتعرض لها وذلك من أجل الحيلولة دون انهيارها. وقال في تصريح بثته الإذاعة الإسرائيلية “إن المبالغ التي تقرر تحويلها إلى السلطة الفلسطينية هي جزء من العائدات الضريبية التابعة لها ولا يتم إنفاقها من خزانة دولة اسرائيل”. وأضاف “هناك صلة بين الاستقرار الاقتصادي في أراضي السلطة والاستقرار الاقتصادي لمواطني إسرائيل”.
عدد اليوم
