لليوم الثاني على التوالي يتواصل الحوار مع يوسف حسين أحد الرجال الأقوياء باتحاد كرة القدم الإماراتي·
كان الحوار بالأمس قد انصب على دورة الخليج التي تأكل الأخضر واليابس هذه الأيام·
وفي الوقت الذي أعلن فيه عن تفاءله بمنتخبنا الوطني في هذه الدورة رفض في نفس الوقت إعطاء أي وعد بتحقيق البطولة من منطلق أن البطولات لا تأتي بالوعود ·· ومؤكداً أن اتحاد الكرة قد قام بواجبه على أكمل وجه على صعيد تجهيز المنتخب ولم يتبق سوى دور اللاعبين وجهازهم الفني وقال إنهم قادرون على تحقيق حلم الجماهير·
وكان يوسف حسين ''أبوسلطان'' قد رفض مفهوم تبرئة الذمة من الآن من ذنب المنتخب إذا لا قدر الله أخفق قائلاً: إن في ميدان التنافس تكون البطولة واردة تماماً مثلما الاخفاق وارد، غير أن الاخفاق إذا حدث فلن يكون اتحاد الكرة هو المسؤول المباشر عن ذلك·
وصب رئيس اللجنة الفنية لدورة الخليج جام غضبه على المناخ الكروي الذي يصيب الشرفاء في مقتل قائلاً: من غير المعقول أن نترك مثلاً شخصاً متهوراً بكلمات غير محسوبة وهو يكيل الاتهامات لاتحاد الكرة ويشكك في ذمته بخصوص بيع حقوق دورة الخليج·
ومن خلال حلقة الأمس أيضاً أعلن يوسف حسين أنه ذاهب إلى اعتزال العمل الرياضي برمته في أعقاب دورة الخليج مناشداً صديقه يوسف السركال أن يتركه في حاله هذه المرة·
إلى متى؟!
واليوم بادرته بسؤال كان يشغلني ويقلقني والسؤال كان حول هذا الضعف الإداري الرهيب للكوارد الإماراتية خلال دورات الخليج·· فهي كانت دائماً وأبداً من أصحاب الصوت الخافت في مقابل تصريحات نارية على الجانب الآخر·· وهذه التصريحات النارية في بعض الأحيان كانت تصيب الملعب في مقتل وتؤثر ربما بشكل مباشر على خط سير البطولة·
؟ قلت ليوسف حسين، هل قرأت تصريحات الشيخ طلال الفهد الذي قال إن على الإمارات أن تنتظر 16 عاماً أخرى إذا لم تفز بالدورة الحالية ·· وهل قرأت ما قاله رئيس الاتحاد القطري مؤخراً من أن قطر أصبحت أكبر من دورات الخليج ومن ألقابها، وسألته ألم تستثر كم هذه التصريحات، وإلى متى ستتركون اللعب من خارج الملعب للآخرين حتى في دورتكم ؟!·
؟؟ قال يوسف حسين بنفس النبرة الهادئة الذي كان يخفي بها غضباً مستتراً في داخله·· قال: بالعكس أنا فرحان بهذه التصريحات، وأقول لأصحابها ''برافو''·· وفرحان أكثر بهؤلاء الناس الذين يدخلون البطولة وهم يعتبرون أنفسهم فوق دورة الخليج·
يا أخي أسهل شيء أن تطلق تصريحات نارية وأن تشن الحملات الإعلامية·
كل واحد منا ينظر للأمر من خلال منظوره الخاص·
سأعطيك مثالاً بسيطاً جداً يلخص لك مفهوماً في هذه القضية·
السياسة الخارجية لدولة الإمارات سياسة هادئة لدرجة أنك لا تشعر بها·· لكنك إذا تعمقت فيها وفي تأثيرها، من السهل عليك أن تكتشف أنها من أفضل السياسات ولها تأثيرها الكبير على الوطن العربي والعالمي·
يحدث ذلك دون تصريحات نارية ودون حملات إعلامية·· وأعتقد أن هذه هي سياستنا أيضاً في المجال الرياضي·
نحن لا نفضل الدخول في مهاترات مع أحد·· هذه هي تربيتنا نحن أبناء الإمارات، وهكذا علمنا الشيخ زايد رحمه الله· نحن لا ننزلق إلى هذا الطريق ونعالج مواضيعنا بأسلوبنا الخاص· إنه أسلوب أبناء دولة الإمارات·· الأسلوب الذي يفرض احترامه على الآخرين·
إننا في مثل هذه الأحوال نقابلها بالتجاهل·· هذا هو علاجنا وهذه هي رؤيتنا وسياستنا·
؟ هل تغارون من قطر؟
؟ سألته ولا أعرف لماذا سألته هذا السؤال بعد اجابته الماضية·· قلت يا أخ يوسف هل تشعرون بغيرة من الأشقاء في قطر·· ؟
قال: بالتأكيد لا نشعر بالغيرة ولا نحقد لا سمح الله عليهم·· لكن المهم أن نعترف أنهم بخطوات محسوسة في المجال الرياضي·· وتشعر أن هناك فكرا إداريا متميزا·· لكن عليك أن تدرك أن ظروف قطر تختلف عن ظروفنا·· في طبيعة البلد وفي المساحة الجغرافية وفي الامكانيات وخلافه·
ودعني أقول لك بكل ثقة إن الكفاءات في دولة الإمارات أثبتت أنها من أفضل الكفاءات في منطقة الشرق الأوسط بأكمله·· وهذه الكفاءات ليست فقط في المجالات الاقتصادية بل في الرياضية أيضاً·
أقول لك مرة أخرى ليست هناك غيرة·· بل نحن قادرون بإذن الله أن نعمل أضعاف ما يحدث في قطر·
؟ قلت له طالما أن الحديث من قطر فلابد وأن تأتي سيرة التجنيس ما رأيك؟!
؟؟ قال أولاً نحن تأخرنا فيه كثيراً وأنا لا أريد أن أخوض كثيراً في هذه القضية فليس وقتها الآن ودعني أؤكد أننا نثق في قدرات لاعبينا إلى أبعد الحدود ورب ضارة نافعة·
وبصفة عامة فتجنيس لاعب خطوة ليست صعبة·· وليس صعباً أيضاً أن يشكل منتخبنا قوامه من اللاعبين المجنسين·
نحن لا يمكن أن نقارن أنفسنا بقطر في هذه القضية فهم لديهم توجهاً وقناعة نحن نحترمها·· فقد نجحوا فيما ذهبوا إليه·· والتجنيس ليس عيباً ولا حراماً ولست بالمناسبة ضده·· أنا مع التجنيس ولكن للحاجة فقط وفق أسس معينة·· وسوف نتحدث في هذه القضية إذا شئت باسهاب بعد دورة الخليج·
السلاح النفسي
؟ وجرنا الحديث إلى حيث السلاح النفسي مع لاعبينا من منطلق أنه سلاح أساسي ربما يفوق غيره من أسلحة·· وقلت هل بدأتم الإعداد النفسي؟
؟؟ قال يوسف حسين اللجنة الفنية لم تبدأ عملها الفعلي بعد إننا مع التجمع القادم والأخير للمنتخب سيكون لنا دور كبير في هذا الموضوع، ولو تلاحظون فقد تشكلت اللجنة من أسماء لها مكانتها وتاريخها مع دورات الخليج، وبالتالي نحن ندرك أهمية الجانب النفسي في هذه البطولة على وجه الخصوص فهو بالفعل أحيانا يلعب دورا أكبر من النواحي الفنية، وسوف نسعى جاهدين لاعطاء هذا الجانب الأهمية التي يستحقها·
الدور الإعلامي
ولأن الدور الإعلامي ويثق الصلة بالجوانب النفسية فقد سألته رأيه·· وعن ماهية الدور المطلوب·· فقال لا يوجد اثنان يختلفان على أننا نملك في الإمارات واحداً من أفضل الأجهزة الإعلامية في الوطن العربي·
لدينا كفاءات كبيرة ومعروفة لكننا في نفس الوقت لدينا بعض الأقلام غير الموضوعية'·
لا أنكر أن الغالبية العظمى من أصحاب الخبرة ولهم باع طويل في المهنة وأقلامهم محترمة· ولاشك أننا نتذكر الاجتماع الأخير الذي عقده سمو الشيخ حمدان بن مبارك رئيس اللجنة العليا للدورة فقد أكد سموه على الواقعية والاعتدال في تناول الحدث وضرورة إدخال اللاعبين في جو البطولة دون شحن وشد لأن اللاعبين يدركون دورهم وهم بصراحة ''مش ناقصين''·
ولعلني أدرك أن الشكل مستشعر المسؤولية·· فالإعلام شريك حقيقي لنا في الدورة·· أما الجماهير فلست متخوفاً منها فسوف تأتي وتساند وتؤازر كالعادة في البطولة الكبيرة· والمناخ العام للدورة فيه وقفة صادقة من أكبر المسؤولية بالبلد·· واهتمام شيوخنا بالمنتخب يفوق اهتمامنا في اتحاد الكرة·· ومع توالي الأيام القادمة أنا على ثقة أن كل منا سوف يشد من أزر الآخر سعياً وراء تحقيق حلم الجماهير·
اللجنة المنظمة لا تهمش دورنا
؟ قلت ليوسف حسين هناك تهميش لدور اتحاد الكرة من اللجنة العليا المنظمة·
؟؟ قال بالعكس فلأول مرة من تاريخ تنظيمنا لدورات الخليج يكون هناك ''''4 أعضاء من اتحاد الكرة في عضوية اللجنة المنظمة وهم الرئيس يوسف السركال ونائب الرئيس المنظمة وهم الرئيس يوسف السركال ونائب الرئيس محمد خلفان الرميثي الذي هو مدير البطولة في نفس الوقت إضافة الى الأخ محمد بن دخان والمتحدث· نحن نشعر أننا مشاركون وبفعالية·· غير أنه من مصلحة الدور توزيع المسؤوليات·· فنحن في اتحاد الكرة مسؤولين عن الجانب الفني·· واللجنة المنظمة مسؤولة عن الجانب التنظيمي·
عدد اليوم
