الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوقود الأحفوري.. ومحاذير «الاحترار»

18 سبتمبر 2015 21:49
كيف سيبدو العالم، إذا ما أحرقنا كل النفط، والفحم والغاز الطبيعي الموجود فيه؟ الإجابة وفقاً لدراسة نُشرت هذا الأسبوع في مجلة«ساينس أدفانسيز» التي تصدرها «الجمعية الأميركية لتقدم العلوم»، أن العالم لن يكون جميلاً، إذا حدث ذلك. فالغطاء الجليدي الموجود في القارة القطبية الجنوبية، سيذوب بالكامل ما سيؤدي لزيادة مستوى سطح البحر بما يتراوح بين 50 و60 متراً. علاوة على ذلك، فإن المدن العالمية الكبرى، التي يتم تعريف حضارتنا بها، بما في ذلك نيويورك، وطوكيو، وهونج كونج، وشنغهاي، ستتحول إلى مواقع تحت سطح البحر، مع استمرار هذا المستوى في الارتفاع خلال الـ100 قرن قادمة. لتوضيح ذلك قالت «ريكادا وينكلمان» الباحثة الرئيسية في الدراسة المذكورة في مؤتمر صحفي:«هذا بالطبع لن يحدث بين عشية وضحاها؛ ولكن النقطة التي تحير العقل هي أن أفعالنا اليوم هي التي تغير وجه كوكب الأرض كما نعرفه، وستستمر في ذلك لعشرات الآلاف من السنين القادمة». في هذه الدراسة، وهي الأولى من نوعها التي تسعى لمعرفة تأثير انبعاثات الوقود الأحفوري التي تحدث بدون ضابط على الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية. وقد قامت د. وينكلمان بحساب تأثيرات آليات التغذية الراجعة الإيجابية، مثل عدم استقرار الغطاء الجليدي، الذي قد يسرّع من عملية الذوبان. على الرغم من المتغيرات العديدة، ومجموعات البيانات غير الكاملة، فإن الباحثين عبروا عن ثقتهم في الاستنتاجات التي وصلوا إليها، حتى وإن لم يتمكنوا من تقديم سياق زمني دقيق بشأنها. ويشار إلى أن الباحثين قد اعتمدوا في دراستهم، على تقديرات فحواها أن جميع احتياطيات الوقود الأحفوري الموجودة في العالم، تعادل 10 آلاف مليار طن من ثاني أكسيد الكربون. وبالمقارنة، فإن البشرية بمجملها تتسبب في انبعاثات مقدارها 32 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام، وفقا لـ«جمعية معلومات الطاقة الأميركية». «كانت الفكرة هي أن نحسب ما بدأناه بالفعل من التسبب في الانبعاثات الغازية الناجمة عن حرق الفحم أو البترول- وأن نحلل إلى أين سيأخذنا هذا في المستقبل» هذا ما أشار إليه «كن كالديرا» المحرر المشارك في الدارسة، والذي يعمل في معهد «كارنيجي» للعلوم بجامعة ستانفورد. وكانت دول العالم الصناعية المتقدمة، وعدد من الدول النامية قد اجتمعت في العاصمة الدانماركية«كوبنهاجن» عام 2009، في محاولة للتوصل إلى اتفاقية تحل محل بروتوكول كيوتو الصادر عام 1992. وقد نظر لهذه المباحثات على نطاق واسع على أنها كانت فاشلة، وإن كانت الوفود المشاركة فيها نجحت في الاتفاق، وإن بشكل غير ملزم، على رأي علمي فحواه، أن الزيادة في درجات الحرارة في العالم يجب أن تكون أقل من درجتين مئويتين، فوق درجات الحرارة التي كانت سائدة في عصور ما قبل الصناعة. «بيل ماك كيبين» الخبير البيئي أشار في ورقة مميزة نشرتها مجلة «رولنج ستون» عام 1912 تحت عنوان: «بيانات حسابية مرعبة عن الاحتباس الحراري في العالم» إلى حقيقة مفادها «أن العالم أصبح أكثر سخونة بنسبة 0.8 درجة، وأن غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تسببنا في انبعاثه، سيؤدي إلى زيادة درجة حرارة العالم بمقدار 8.0 أخرى، وهو ما يعني، حتى دون أن نحرق جزيئاً واحداً آخر من الهيدروكربون، أننا قطعنا ثلاثة أرباع الطريق إلى الحد الذي حددناه لأنفسنا. ويقول»ماك كيبين«إننا إذا تسببنا في انبعاثات مقدارها 565 مليار طن أخرى من ثاني أكسيد الكربون، فإن الاحتمال الأرجح أننا سنصل إلى عتبة الدرجتين. وبإيقاع خطواتنا الحالي، فمن المرجح أن نصل إلى هذه الكمية خلال الأعوام الستة عشر التالية». ما هو أكثر من ذلك، أن «ماك كيبين» أشار إلى أن احتياطيات الفحم، والبترول، والغاز المؤكدة، المملوكة لشركات الوقود الأحفوري، تصل إلى 2,795 مليار طن من انبعاثات الكربون وهو ما يعادل خمس مرات ذلك الحد الذي نسعى لعدم الوصول إليه. ويضيف ماك كيبين: «علينا أن نحتفظ بـ80 في المئة من هذه الاحتياطيات في أماكن آمنة تحت الأرض، حتى نتفادى هذا المصير». أوليفيا لوينبيرج* *صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©