الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين التفاؤل والثقة

12 أكتوبر 2014 00:05
التفاؤل عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج. وهو من المشاعر والصفات الإيجابية التي يجب أن نتصف ونـتحلى بها في مجمل منظومة حياتنا. فهذا الشعور الإنساني الجميل، يجب أن يكون نابعاً من أعماقنا، فهو من الأشياء والعوامل التي تدفعنا إلى السعي والعمل الجاد الذي يُحقق لنا الكثير من الإنجازات والطموحات على المستوى الشخصي والعام. والمثل الشعبي الذي يقول: «تفاءلوا بالخير تجدوه». فالإنسان يجب أن يكون متفائلاً بالخير، مع الابتعاد عن كل الأفكار السلبية التي تُكدِرُ صفو حياته. هل يمكن اكتساب صفة التفاؤل؟ بالتأكيد يمكن ذلك، فمثلاً نحن تعلمنا منذ الصغر، من آبائنا القيم والعادات العربية الأصيلة، في أسمى معانيها الخلاقة. وهذا المثـل، وغيره من الأمثال التي تحث على القيم والسلوكيات القويمة، هو واحد من تلك المعاني السامية التي اكتسبناها وتعلمناها من آبائنا. فهم ومن خلال سلوكياتهم العملية التي طبقوها في مجريات حياتهم، علمونا كيف نتعامل مع المفاهيم الاجتماعية وقيمها النبيلة؟. فعلينا أيضاً أن نغرس في أفئدة أبنائنا، ومنذ الصغر هذه القيم الجميلة التي تُنمي من قدراتهم العقلية والوجدانية. عندما يشعر الإنسان بالتفاؤل، فإنه سيشعر في داخله بالراحة والرضا والاطمئنان، بعيداً عن الشعور بالتوتر والضيق في حالات كثيرة، كحالة الفشل مثلاً في تحقيق أمنية. عندما يفشل الإنسان في تحقيق أمنية ما، فإن ردة فعله غالباً ما تكون سلبية، وربما تُشعره هذه السلبية بالإحباط، مما يؤدي إلى تعطيل قدراته الذاتية، ولكن الشعور بالتفاؤل يبعد عنه تلك السلبية، ويوّلِدُ في نفسه طاقة إيجابية، من الأفكار والأفعال، مع ضرورة وجود الإحساس بالثقة في قدراته، والتخطيط السليم، وتحديد الهدف لما يرغب في تحقيقه. هذه العوامل وغيرها هي التي تساعدنا على تحقيق كل ما نصبو إليه من الأماني والطموحات. الثقة والتفاؤل أعتقد أنهما وجهان لعملة واحدة، فمثلاً عندما تكون لدي الثقة في نفسي، مع الإرادة القوية، فإن هذا حتماً سيشعرني بالتفاؤل، وبالتالي سيدفعني هذا لبذل المزيد من العمل والعطاء لما أريد تحقيقه. إن العمل بروح التفاؤل، ينـتج عنه التغلب على كثير من السلبيات والتحديات، فهذه التحديات تتطلب منا أن نتحلى بالصبر والبصيرة والواقعية، في مواجهة تلك التحديات، من خلال التعامل معها بواقعية التفاؤل التي تقوي من العزائم والهمم. فأصحاب الهمم الصلبة والعزائم القوية، هم الذين يشقون طريقهم بثبات، وعمل متواصل، وصولاً إلى النجاح والتفوق. وهكذا، نرى المتفائلين في أفكارهم وأفعالهم، ينظرون إلى الحياة بنظرة إيجابية، وأمل متجدد، كتجدد أحداث الحياة. لهذا وغيره من الاعتبارات، نرى المتفائلين، يحققون النتائج الطيبة، في مجريات حياتهم بمستوياتها المختلفة. فما أجمل للإنسان أن يكون في حياته متفائلاً، مع حرصه على العمل المتفاني، والإخلاص الأكيد الذي يرتقي بمستوى الطموحات، ونعني بها طموحات الفرد والمجتمع، التي تـنصبُ أولاً وأخيراً في خدمة الوطن الغالي. فما أسعدنا في وطن الخير والعطاء. صالح اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©