السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هواجس الألمان: التجسس الأميركي والتشدد الإسلامي

12 أكتوبر 2014 00:00
طغى الخوف من تنفيذ مقاتلين إسلاميين عائدين من سوريا هجمات في ألمانيا على الجدل الدائر في البلاد بشأن عمليات التجسس واسعة النطاق. وعزز تقدم مسلحي «داعش» في سوريا والعراق الحاجة إلى التعاون بين وكالات الاستخبارات وهمّش الجدل عن أنشطة وكالة الأمن القومي الأميركية في ألمانيا، بينما يجري محققون تحقيقات حول التجسس الأميركي وتسجيل مكالمات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وفي مقابلة أجريت في الثاني من شهر أكتوبر الجاري، أشار رودريتش كيسيفيتر، عضو البرلمان عن حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» الذي تنتمي إليه ميركل، إلى أن الجمهور الألماني أصبح لديه وعي أكثر بأن «أجهزتنا الاستخباراتية بحاجة إلى معلومات لمواجهة هذه التهديدات الإرهابية». وحددت الحكومة الألمانية التهديد الأسبوع الماضي، عندما صرح وزير الداخلية توماس دي مايتسيره بأن أكثر من 100 شخص شاركوا في القتال في الشرق الأوسط عادوا إلى ألمانيا مؤخراً. وذكر الوزير أن ما يزيد على 450 ناشطاً متشدداً غادروا البلاد، ومعظمهم فعل ذلك للانضمام إلى صفوف مقاتلي «داعش». وأضاف للصحفيين قائلا إن «الوضع تغير في الشهور القليلة الماضية». وأكد الوزير الألماني على أنه بالإضافة إلى إجراءات؛ مثل إلغاء جوازات السفر وبطاقات الهوية، يتعين على السلطات أن تتعقب نشطاء الحركات المتشددة، ويتضمن ذلك تقاسم المعلومات مع حكومات أخرى. والرد الأوروبي على صعود «داعش» التي تتقدم نحو بلدة عين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية، أجبر الحكومات على المشاركة. وانضمت فرنسا وبريطانيا إلى الولايات المتحدة في شن ضربات جوية ضد «داعش»، بينما تجد بعض الدول، ومنها دول اسكندنافيا، نفسها أمام مخاوف أمنية من المتشددين. وبعد مرور عام على ظهور تقارير بشأن التجسس على الهاتف المحمول لميركل، مما تسبب في صدع في العلاقات عبر الأطلسي، تساعد ألمانيا في الجهود التي تتزعمها الولايات المتحدة لدحر مقاتلي «داعش» في سوريا والعراق. وكسرت ميركل في أغسطس الماضي أحد محاذير حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن قررت شحن أسلحة إلى قوات الأمن العراقية التي تقاتل المتشددين. وذكر استطلاع أجرته وكالة «أي. إن. إس. أيه»، لصالح صحيفة «بيلد» الألمانية، يوم 22 سبتمبر، أن 63 في المئة من الألمان يخافون وقوع هجوم من «داعش» على الأراضي الألمانية، وأن 20 في المئة منهم لا يرون احتمال وقوع مثل هذا الأمر. هذا مع العلم أن ألمانيا لا تشارك في العمل العسكري ضد «داعش». ويصف وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله، وهو أكبر أعضاء حكومة ميركل سناً (يبلغ من العمر 72 عاماً) نفسه بأنه مدافع عن العلاقات الألمانية الأميركية، ويعتقد أن الأزمات العالمية طغت على الخلافات مع إدارة أوباما. وفي كلمة له في برلين الأسبوع الماضي عن الدعم الأميركي للوحدة الألمانية عام 1990، قال شيوبله: «اليوم في مواجهة التهديدات المشتركة تقف أوروبا وأميركا متحدتين». وأضاف أن «رد العالم الغربي على التحديات التي مثلتها الحكومة الروسية الحالية وداعش أكثر تنسيقاً وحسماً مما رأينا منذ فترة طويلة». والتعاون مع الولايات المتحدة هو أساس تصرفات ألمانيا حتى بعد أن بلغت التوترات بشأن أعمال التجسس قمتها في العاشر من يوليو بطرد رئيس محطة وكالة التجسس المركزية الأميركية (سي. أي. أيه)، وحدث هذا بعد تقارير تفيد بوجود جاسوس من «سي. أي. أيه» داخل المخابرات الألمانية. وتحدثت ميركل عن انتهاك الثقة بسبب التجسس الأميركي والخلافات العميقة بشأن قضايا الخصوصية. لكنها حرصت على التأكيد على حاجة ألمانيا للتعاون الاستخباراتي مع أقرب حليف عبر الأطلسي. وقالت ميركل بعد أسبوع من طرد رئيس محطة «سي. أي. أيه» من ألمانيا، «لا يمكن تحقيق المصالح الأمنية الألمانية دون تعاون مع أجهزة الاستخبارات الأخرى». وأضافت أن الولايات المتحدة مازالت «أهم حليف» لألمانيا. وذكر تقرير حول مكافحة التجسس في ألمانيا لعام 2013 أن هناك اشتباها في أن أكثر من 43 ألف شخص في ألمانيا تم تجنيدهم في الجماعات والحركات الإسلامية. وذكر وزير الداخلية الألماني أن نحو 6300 شخص في ألمانيا لهم علاقة بإحدى الجماعات السلفية السنية. ولجنة التحقيق في البرلمان الألماني تجري تحقيقاً في الوقت الحالي بشأن مدى تورط أو تصادم جهاز «بي. إن. دي» الألماني للاستخبارات الأجنبية مع وكالة الأمن القومي الأميركية في عمليات التجسس الكبيرة. وسوف يناقش شاهدان استجوبا يوم التاسع من أكتوبر الجاري سياسات جهاز «بي. إن. دي» حول حماية البيانات. وصرح مسؤول من موقع استماع تابع للجهاز في مدينة «باد ابيلينج» في ولاية بفاريا، خلال جلسة استماع اللجنة الأسبوع قبل الماضي، أن مقتطفات التجسس التي تم تسجيلها من مناطق النزاع في الشرق الأوسط وأفغانستان والصومال، لا تتضمن معلومات عن تسليم مواطنين ألمان إلى وكالة الأمن القومي الأميركية. ومثلت مدينة «باد ابيلينج» التي كانت تستضيف محطة مراقبة تابعة لوكالة الأمن القومي الأميركية، محور تقرير عن تسريب لإدوارد سنودن نشر في «دير شبيجل» العام الماضي وكشف عن عمليات تجسس ألمانية أميركية واسعة النطاق من خلال استخدام تكنولوجيا اعتراض إشارات الاتصالات. وذكر كونستانتين فون نوتز، عضو لجنة التحقيق عن حزب الخضر المعارض الذي انتقد بشدة جمع المعلومات على نطاق واسع وعمليات التجسس، أن ظهور التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط أظهر ضرورة تغيير عمل أجهزة الاستخبارات. وفي مقابلة صحفية أشار «نوتز» إلى أن «جيشاً قوامه 15 ألف متشدد ظهر فجأة ويزعزع مناطق بأكملها بينما أجهزتنا للاستخبارات الأجنبية منشغلة بفرز كل بريدنا». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©