«الأبيض» يحتاج إلى «المنقذ» الصريح

ربما يكون الفريق الذي أشعر ببعض الظلم، وأنا أتحدث عنه، هو "الأبيض" الإماراتي، لأنه كان الأقرب للفوز على الكوري الشمالي، في المباراة الأولى، ولم يفز، وكان الأقرب للفوز في المباراة الثانية مع العراق، ولم يفز، أو حتى يتعادل، وعندما تكون بدايتك هكذا، فمن الصعب أن تكمل المسيرة بنفس القوة والطموح في المباراة الثالثة، وهو فريق يضم عناصر متميزة في كافة الخطوط، ولكنه يفتقد فقط إلى المهاجم الصريح أو بمعنى أصح" المنقذ" الصريح الذي يمكنه أن يترجم الهجمات والسيطرة، والمهارات، والتمريرات إلى أهداف في مرمى المنافسين. وأنا أقول ربما يكون المنقذ موجوداً، ولكنه لم يستغل بالشكل الجيد، وربما يكون عدم التوفيق أمراً طبيعياً، ولكن الفرص لا تأتي، إلا أصحاب الجرأة في المبادرات، ومن تابع مباريات "الأبيض" الثلاث يستطيع أن يقول إن المباراتين الأولى والثانية ونصف الثالثة " قماشة واحدة" وهذا ليس جيد لأن كل مباراة لها وضعيتها الخاصة، ولابد أن تكون لها حساباتها الخاصة، فالتوازن الدفاعي والهجومي في مباراة قد لا يكون المطلوب في التي تليها، والاندفاع الهجومي في مباراة قد يكون ليس مطلوباً في الأخرى، والمهاجم الصريح الذي بحثت عنه، ولم أجده في المباريات الثلاث للأبيض هو اللاعب الذي يقف في منطقة جزاء المنافس طوال 90 دقيقة، والذي يضغط دائماً ويرهق المدافعين، ويوقعهم في الخطأ، ويستفيد من أخطائهم، ويقفز في كل الكرات العالية، والنموذج الواقعي لهذا النوع هو اللاعب القطري سباستيان سوريا الذي ربما لم يسجل كثيراً، ولكن دوره كان واضحاً في كل المناسبات القطرية الهجومية المهمة.