الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أولياء أمور يعيشون هواجس تربوية مع انطلاق العام الدراسي

أولياء أمور يعيشون هواجس تربوية مع انطلاق العام الدراسي
26 سبتمبر 2011 23:48
في كل عام ضمن موسم الفترة الدراسية، يتجدد القلق لدى أولياء أمور الطلبة، وربما ليس له علاقة بوزارة التربية ولا المناطق التعليمية، وربما تكون هناك علاقة مباشرة مع تلك الجهات، لكنه يأتي متزامناً مع فترة العودة إلى المدارس، ولكل أسرة مجموعة من التحديات التي تواجهها تختلف باختلاف خصوصية كل أسرة سواء كانت الأم عاملة أم لا، إضافة إلى المرحلة العمرية للأبناء. (دبي) - بعد مرور ما يقارب الشهر على انطلاق العام الدراسي، دارت عجلة الحياة الروتينية في معظم بيوت الأسر التي لديها أطفال في المدارس، حيث يبدأ يومهم بإرسال الصغار إلى المدارس، وينتهي بإرسالهم إلى الأسرّة باكرا، مروراً بإطعامهم ومساعدتهم على أداء واجباتهم المدرسية، وتلبية احتياجاتهم. الجو المدرسي يقول عبدالرحيم الحمادي والد طفلة في الروضة، إنه أراد أن يعود طفلته على الجو المدرسي، ولذلك أدخلها العام الماضي في حضانة كانت تعلمها طرق التعامل مع الآخرين ونبذ الأنانية. لكن القلق الذي شعر به منذ أن دخلت ابنته الروضة عدم التركيز على التربية داخل المدارس بالشكل الذي يلائم ما يكتب عن فوائد الحلقات التي تقدم الوجبة اليومية من المنهج، ولأن أولياء الأمور بحاجة إلى تركيز المناهج على التربية وليس على التعليم فقط، وأن يكون هناك تعاون وإخلاص وزرع لروح الإخاء والصدق بين الطلاب وبعضهم لأنه بدون التربية لا تنجح العملية التعليمية بالشكل المخطط له. ويكمل أن أولياء الأمور هم شركاء للمعلمين، ولذلك كان المعلم قديماً يهتم بالتواصل مع أولياء الأمور، ليس كصديق ولكن كراعٍ ومسؤول ولأن لديه حساً تجاه الأمور الأخلاقية التي يجب أن يربى عليه كل طالب. ويضيف “من المهم أن تهتم الإدارة المدرسية برفع مقترحات للمناطق التعليمية بخصوص رعاية كل طالب يكتشف أنه مصاب بالبرد أو الحمى، وذلك بنقله مباشرة إلى الطوارئ بعد الاتصال بأحد والديه كي لا تزداد الحالة سوء”. تصرفات سيئة يجد الحمادي أن القلق لا يتوقف في كل بيت منذ سنوات عدة، حين أصبح الطلبة والطالبات يعودون للمنزل قرب صلاة العصر، وتلك الفترة الطويلة التي يقضيها الطالب في المدرسة تجعل منه متلقياً لسلوكيات تربوية سيئة من الطلبة الآخرين، ويصبح تأثير تلك التربية في المدرسة أكبر تأثيرا على الطالب من المنزل، نظراً لعدد الساعات التي يقضيها في المدرسة. ويطالب بأن يتحلى المعلمون بالمسؤولية وأن يضعوا مخافة الله نصب أعينهم، لأن من يتق الله في نفسه سيتقيه في أبناء الآخرين، وسيقوم بواجبه إن لمس منهم تصرفات أو ألفاظاً سيئة، ولن يقول بينه وبين نفسه أنه معلم فقط وليس تربويا، ويكفيه طول اليوم الدراسي والتحضير يوميا للتعليم. ويلفت إلى أن إجازة نهاية الأسبوع في الماضي كانت يوما واحدا، وعلى الرغم من ذلك كان بقاء الطالب في المدرسة قليلاً، حيث يعود الجميع إلى منازلهم في حدود الواحدة ظهرا، واليوم أصبح اليوم الدراسي منهكاً للطالب والمعلم وولي الأمر. والدة الطالب عمر الحمادي تقول إنهم يعانون إدخال أطفالهم للنوم باكراً، وإن كانت الساعة التاسعة مساء كافية للطالب كي يتناول وجبة غداء ثم عمل بعض الواجبات والاستحمام ثم الاستعداد للنوم بعد تناول العشاء، فمجمل عدد الساعات التي قضاها الطفل مع والدته أو والده لا تتجاوز 7 ساعات، لكنها فترة ملأى بالواجبات والفروض المدرسية. محور العملية بالنسبة للأمهات اللواتي لديهن أطفال في مرحلة رياض الأطفال أو الابتدائية فإن القلق الثاني يأتي من تلقي الطالب بعض السلوكيات السيئة من طلبة آخرين ويعتقد أنها سلوكيات عادية لأن ساعات احتكاكه مع أولئك الطلبة أكثر من المنزل، فهو حين يعود يكون منهكاً فينام ثم يستيقظ ليستذكر دروسه ثم يعود لينام، ولذلك عدد الساعات قليل جداً لتلقي قيم تعدل من تلك السلوكيات. وأم سلطان المازم تذكر أن ما يقلقها عدد الطلبة في الصف الواحد، ومستوى المعلم في المادة ثم مستوى المعلم الأخلاقي مع الطلبة، ثم ما يقدم من وجبات ربما تبدو في هيئتها صحية، ولكنها ربما لا تحمل القيمة الغذائية المطلوبة، وفي بعض المدارس تحرص الإدارة على توفير وجبات ذات قيمة غذائية عالية، ولكن المشكلة تكمن في عدم توافر المكان المناسب كي يتناول الطلبة وجبتهم، فهم يتناولون الوجبات بشكل سريع وتحت الظروف المناخية حسب حالة الطقس في فناء المدرسة، وهي تتساءل متى سيتمكن الطالب في الإمارات من تناول وجبة غذائية مدعمة بالقيمة المناسبة له في أجواء مناسبة؟ وتشارك أم عبدالله السعيدي أم عمر رأيها لأن لديها أطفالاً في المرحلة العمرية ذاتها، وتركز على القلق الثاني الذي يأتي من تلقي الطالب بعض السلوكيات السيئة من طلبة آخرين لأن ساعات احتكاكه مع أولئك الطلبة أكثر من المنزل، مشيرة إلى أن كثيراً ما يتلفظ الأطفال بكلمات لا تتردد أبداً داخل المنزل. إنهاك وتعب مريم الحمادي لديها طالبات في المنزل، وهن بنات أختها، تقول إن أكثر ما يقلق الأهالي هو سلامة الأبناء منذ خروجهم من المنزل، سواء كانوا في الحافلة أو في المدرسة، ويستمر القلق حتى عودتهم إلى المنزل. أما القلق الثاني الذي يتكرر أيضا كل عام فهو المنهج المنهك للطالب، والذي يحاول أن يفهمه لأجل الشهادة، ولذلك يكرهه، وما إن يحصل على شهادته حتى ينساه. من جهتها، تقول أم سارة درويش إن هناك خوفاً من المقرر أو المنهج الدراسي، ففي كل عام يزداد صعوبة، ولو اطلع كل من يسافر إلى دول أوروبية أو ولايات أميركية فسيجد الفرق بين سهولة تلك المناهج واختباراتها وبين ما يقدم لأبناء الدولة إذ أن هناك اختلافاً كبيراً لصالح المناهج في الخارج، كما أن هناك معلمين غير أكفاء من الناحية النفسية، وهم يؤثرون بشكل سلبي على الطالب؛ فالطالب يمكن أن يستوعب مادة صعبة بسبب معلم رصين محفز. ويمكن أن يكره الطالب المادة ويرسب فيها بسبب معلم يبعث الرعب في قلوب الصغار فينفرهم ليس فقط من المادة بل من المدرسة، ولذلك المطلوب من وزارة التربية أن تقيم نفسية المعلمين وأن تدرس الظروف التي يعيشون فيها قبل تشغيلهم لأن الأهالي لا يرغبون في أبناء قلقين أو مضطربين نفسيا خشية الذهاب إلى المدرسة لأن هناك معلماً لديه اضطراب نفسي. الطابور الصباحي أم عبدالله سلطان، تقول إن هناك فترة طويلة للطابور الصباحي ما يؤدي إلى حالات من الإغماء شهدتها المدارس، وقد أبلغت بها إدارات تلك المدارس المناطق التعليمية لأن حالة الطقس في الإمارات لا تناسب إقامة طابور صباحي في ساحة مكشوفة، ولو كان الطابور في قاعات مبردة لكان أهون، خاصة أن دولاً كثيرة في العالم تلغي طابور المدرسة في حال كانت الحرارة شديدة في شهر ما. وفي الإمارات هناك أشهر من الحر الشديد والرطوبة، وهناك مئات من الطلبة الذين يعانون الربو أو الحساسية من الرطوبة. وتطالب بأن يعاد النظر في طول مدة اليوم الدراسي لأنه لا يزيد الطلبة وأولياء أمورهم إلا إنهاكاً ويمنعهم من التواصل لفترة أطول قبل النوم. أم عيسى البلوشي، تقول إن هناك خوفاً من المنهج الذي تزداد صعوبته عاماً بعد عام، وعلى الرغم من أن وزارة التربية تطالب ألا يتكل أولياء الأمور على الدروس الخصوصية، إلا أن الأسرة لم تتمكن من الحد من انتشارها لأسباب عدة، منها عدم توافر الوقت الكافي للوالدين لتدريس أبنائهم، ولأن الوالدين عليهما أن يدرسا المنهج ذاته أو المقررات كي يتمكنا من مساعدة أبنائهم، فيكون الحل أن تأتي الأسرة بمعلم كي يعمل على تدريس أبنائهم، حيث لم يعد وقت الأسرة كافياً لقضاء وقت للمراجعة والاستذكار، ولكن هناك أملاً في أن يعاد النظر في الكثير من الشؤون المتعلقة بالتدريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©