الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسماعيل عبد الرحمن: أعشق هندسة الميكانيكا منذ كنت طفلاً صغيراً

إسماعيل عبد الرحمن: أعشق هندسة الميكانيكا منذ كنت طفلاً صغيراً
26 سبتمبر 2011 23:46
العين (الاتحاد) - يوجد في حياتنا الكثير من المهن التي لا يمكننا الاستغناء عنها في أي مكان وزمان، وإن كانت التكنولوجيا والآلات الحديثة تحاول بشكل أو بآخر إرغامنا على الاستغناء عن بعض الأيدي العاملة، لكنها في الحقيقة لا يمكنها فعل ذلك، وإن كانت نجحت في تخفيف عدد لا بأس به من العمالة التي كانت تقوم بمهام تلك الآلات. كما أصبح لدينا تفرعات في المهنة الواحدة وتخصص في جزئياتها على العكس مما سبق، وفي المهنة التي سنتناولها اليوم وهي مهنة المهندس الميكانيكي سنبرز الفرق بينه وبين الميكانيكي، وللخوض في تفاصيل أكثر التقينا المهندس الإماراتي إسماعيل عبد الرحمن الذي يعمل في بلدية دبي كمهندس ميكانيكي مركبات أول منذ ما يزيد على عام. هندسة الميكاترونيكس يعود إسماعيل عبد الرحمن 24 سنة بذاكرته إلى الطفولة التي تبدأ فيها ملامح الموهبة والهواية واستشراف المستقبل ويقول: عندما كنت طفلاً صغيراً كنت أهوى الألعاب الكهربائية كالسيارات والطائرات وأجلس أفككها وأتعرف على أجزائها وأحاول إصلاحها إذا ما تلفت، وعندما كبرت قررت أن أدرس هندسة الميكاترونيكس التي تجمع بين الهندسة الميكانيكية والكهربائية وهندسة الحاسب والإلكترونيات، فالتحقت بكلية التقنية العليا في دبي، وعملت أثناء الدراسة لمدة عامين كإداري في هيئة الطرق والمواصلات واكتسبت خبرة إدارية بحتة، وفي نهاية دراستي في الكلية، أي في فترة التدريب، تم ابتعاثي من قبل الكلية إلى شركة الفطيم للسيارات فتدربت هناك لمدة أسبوعين، ومن ثم انتقلت برغبة مني إلى بلدية دبي لأكمل تدريبي هناك حيث عملت كميكانيكي براتب كأي موظف”. ويضيف: على الرغم أنني شرعت بالعمل كميكانيكي في بلدية دبي مخالفاً في ذلك دراستي حيث لم أتخصص في هندسة الميكانيكا وإن كنت درست بعض علومها ومهاراتها لكنها لا تزال جديدة بالنسبة لي، وشعرت وكأنني بدأت أتعلمها من الصفر واكتسبت خبرة جديدة وجميلة في ذات الوقت في علم لم أتخصص به، كما قامت الجامعة بقبول تدريبي في هذا المجال لوجود تشابه بين التخصصين حيث يتطلب عمل الميكانيكي العلم بأنظمة المركبات كالنظام الهوائي والهيدروليكي الموجود فيها، وهذا ما تعمقت به أثناء دراستي لهندسة الميكاترونيكس وأفدت به الميكانيكيين الذين عملت معهم في البلدية فكنا نكمل بعضنا البعض. وحظي إسماعيل بتدريب في وحدة العمرة والخراطة في البلدية، تلك الوحدة التي تعنى بحسب إسماعيل بإعادة تأهيل الأجزاء الحركية الأساسية للمركبات الثقيلة كالمحرك وناقل السرعة والناقل التفاضلي، واستمر التدريب لمدة عام كامل ومن ثم ترقى على إثرها ليصبح مهندس ميكانيكي مركبات أول. تحديد طبيعة العطل ويشير المهندس إسماعيل إلى أن عمله كمهندس ميكانيكي مركبات أول اختلف عن عمله السابق كميكانيكي في فترة التدريب، حيث ينطوي عمله الحالي على تحديد طبيعة العطل الموجود في الأجزاء الأساسية للمركبات الثقيلة سالفة الذكر ووصف العلاج المناسب لإصلاحها دون المباشرة الشخصية بإصلاحها، حيث يقوم بذلك الميكانيكي الذي يعجز عن تحديد العطل ويعتبر المهندس الميكانيكي مرجعا له، تماما كالعلاقة بين الطبيب والصيدلي، فالأول يحدد طبيعة المرض ونوعه والعلاج المناسب له والصيدلي يعطي الدواء في ضوء تشخيص الطبيب، كما يقوم بكتابة تقرير للجهة المعنية بعمل المركبة لديها ضمن أحد أقسام البلدية يوضح فيه نوع العطل الموجود في المركبة وأسبابه، وعن مدى وجود تقصير أو إهمال من أحد الأطراف سبب هذا العطل مثل الورشة نفسها أو السائق أو الجهة المعنية، وذلك من أجل تجنب الوقوع في نفس الخطأ مستقبلاً لطالما أن تلك المركبات مرتفعة الثمن وإصلاحها يتطلب مصاريف باهظة أيضا. استيعاب كل جديد ويذكر المهندس إسماعيل أنه يحرص على تطوير مهاراته وأدائه في العمل، وذلك من خلال عدم اكتفائه بدراسته وتدريبه، إذ يعمد إلى قراءة المزيد عبر الإنترنت عن ميكانيكا المركبات ليزيد مخزونه العلمي والثقافي في ذلك حيث تختلف كل مركبة عن الأخرى في تكوينها وأجزائها فتتطلب المزيد من المعرفة والخبرة في كيفية التعامل مع ذلك، كما يستفيد على حد تعبيره من الكتيبات والنشرات والأقراص المدمجة المرفقة مع القطع الجديدة الخاصة بالمركبات في فهم واستيعاب كل جديد في عالم المركبات الثقيلة، ما يضفي على مهنة المهندس الميكانيكي نوعاً من التحدي في كل يوم ويبعده عن الروتين والملل والرتابة. ويبتسم إسماعيل لدى سؤاله عن مدى اختراق الفتيات لعالم ميكانيكا السيارات أو المركبات في الدولة، مؤكداً على عدم تشجيعه لهن للدخول في هذا المجال لأنه لا يتناسب مع طبيعتهن، حيث لا يمكنهن العمل تحت أجواء حارة أو مع أدوات وآليات ثقيلة، فالعمل الميكانيكي يتطلب جهداً بدنياً حركياً في الدرجة الأولى لا يتناسب مع قدراتهن الجسدية التي خلقن بها. مفهوم خاطئ يشجع المهندس إسماعيل عبد الرحمن الشباب، وبالأخص المواطنين، على دخول مجال هندسة الميكانيكا لأنه مطلوب وجميل على الرغم من التحديات الموجودة فيه، ويلفت إلى ضرورة تصحيح المفهوم الخاطئ لدى الكثيرين، والذي يشير إلى أن الشباب المواطنين يرفضون العمل في مجال الميكانيكا لأنه متعب ومرهق وأنهم شباب مدللون ولا يحبون سوى الوظائف الإدارية، معللاً نفيه في ذلك بوجود عدد كبير من الميكانيكيين الإماراتيين الشباب يعملون معه جنباً إلى جنب في بلدية دبي، وهم فخورون ومعتزون ومتميزون في عملهم لأنهم اختاروه عن رغبة ومحبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©