الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مالي: «كيتا» و«أولاند» يعلنان النصر

21 سبتمبر 2013 22:31
بابا أحمد وكريستا لارسون باماكو قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يوم الخميس إن الحرب ضد المتطرفين الإسلاميين في مالي قد تحقق فيها النصر وكللت بالفوز، على رغم تعهده بالإبقاء على القوات الفرنسية طالما استمر التهديد في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا. جاء ذلك ضمن كلمة ألقاها أولاند أمام أكثر من اثني عشر رئيس دولة في مراسم تنصيب الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، الذي فاز بأغلبية كبيرة في الانتخابات التي حثت فرنسا مالي على إجرائها بعد أشهر فقط على طرد الجماعات المتطرفة المسلحة من شمال مالي. وقال أولاند مخاطباً الحشد الذي اجتمع في ملعب لكرة القدم في العاصمة المالية باماكو: «لقد فزنا في هذه الحرب؛ وطردنا الإرهابيين؛ وأمنا الشمال؛ وأخيراً... قمنا، قمتم بتنظيم انتخابات والفائز فيها الآن هو الرئيس المالي». وأضاف قائلاً: «ولو لم يكن ثمة تدخل، لكان الإرهابيون هنا اليوم في باماكو». ولاحقاً في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة المالية، تعهد أولاند بأن تستمر القوات الفرنسية في مساعدة الجيش المالي «طالما ظل التهديد قائماً». كما تعهد بمواصلة البحث عن الرهائن الفرنسيين الخمسة المحتجزين لدى الفرع الشمال أفريقي من تنظيم «القاعدة» قائلاً: «يتعين علينا أن نسعى للقيام بكل ما نستطيع من أجل تحريرهم». يذكر هنا أن عدداً من المجموعات الإسلامية المقاتلة كانت قد تمكنت من بسط سيطرتها على شمال مالي في أعقاب انقلاب عسكري في مارس 2012 في العاصمة المالية باماكو. وعندما كانت هذه المجموعات في السلطة، قامت بفرض تأويلها المتشدد للشريعة، وأرغمت النساء على ارتداء الحجاب في الأماكن العامة. وبينما كانت هذه المجموعات تهدد بالزحف على الجنوب، أطلقت فرنسا عملية عسكرية في يناير الماضي انضم إليها لاحقاً جنود من عدد من البلدان المجاورة. ونتيجة لذلك، تراجع المتطرفون من مدن كبيرة في الشمال مثل تمبوكتو و«جاو». غير أن بعض المحللين لا يخفون تشككهم في النصر الذي أعلنه أولاند. وفي هذا الإطار، يقول آندرو ليبوفيتش، وهو محلل مختص في القضايا السياسية والأمنية في منطقة الساحل وشمال أفريقيا، إن ثمة «تقارير متواترة تفيد بأن المتطرفين إما بدأوا يعودون إلى مالي تسللاً أو أنهم لم يغادروها أصلاً». ويقول ليبوفيتش: «إذا كان التدخل الفرنسي قد أوقف زحف المتطرفين على الجنوب وأضعف بشكل مهم قدرة المجموعات الإرهابية الإقليمية على العمل في مالي، وقتل أو فرَّق عدداً كبيراً من المقاتلين والقادة المتشددين، فإنه من المبالغة القول إن الحرب قد تم الفوز فيها». ومن جانبه أجاب أولاند يوم الخميس عن أسئلة حول الأسباب التي جعلت فرنسا تتدخل في مالي عسكرياً ولا تفعل الشيء نفسه في سوريا، قائلاً إن الرئيس المالي هو الذي طلب المساعدة الفرنسية، مضيفاً «إن كل وضع مختلف». هذا وكان الرئيس المنتخب «كيتا» قد أدى اليمين قبل أسبوعين مثلما ينص على ذلك دستور البلاد. وفي يوم الخميس، تقاطر عشرات الآلف من الماليين مرتدين أفخر ثيابهم وأزيائهم التقليدية على ملعب لكرة القدم لحضور مراسم حفل التنصيب، مروحين بأوراق كتب عليها برنامج المراسم من شدة القيظ، محتمين بالمظلات من أشعة المشمس اللافحة. ثم دخل الرئيس الجديد الملعب واقفاً على متن مركبة عسكرية رباعية الدفع لفت بالأعلام المالية، مرتدياً وشاحاً أصفر على حرفيه اللونان الآخران للعلم الوطني -الأحمر والأخضر. وكان الجنود يجرون بمحاذاة مركبته ممسكين بأيادي بعضهم بعضاً مشكلين حاجزاً يحول دون اقتراب المهنئين من المركبة الرئاسية. وخصص «كيتا» جزءاً كبيراً من خطابه لشكر القادة الإقليميين على مساعدتهم لبلاده في طرد المتطرفين، متعهداً بإعادة المؤسسات الديمقراطية التي تضررت من الانقلاب وأشهر الفوضى التي أعقبته. وقال: «إن الطريق سيكون طويلاً، ولكننا سنصل إلى وجهتنا بمشاركة جميع الماليين». وكان «كيتا» قد خرج، من بين مجموعة تضم 28 مرشحاً، فائزاً بأغلبية ساحقة في جولة الإعادة من انتخابات الرئاسية في أغسطس، حيث حصل على نحو 78 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية. ومن بين التحديات الكبيرة التي يواجهها الرئيس المالي الجديد تسوية مشكلة حركة التمرد الانفصالي العلمانية في منطقة «كيدال» شمال البلاد؛ حيث يسعى بعض الطوارق هناك للانفصال منذ استقلال مالي عن فرنسا في 1960. وكان تمردهم الأخير قد اكتسب زخماً وسط فراغ السلطة الذي خلفه الانقلاب العام الماضي. وإذا كانوا قد هُمشوا مؤقتاً خلال حكم المتشددين، فإن انفصاليي الطوارق عادوا مجدداً للسيطرة على «كيدال» بشكل محسوس اليوم؛ كما أن عودة الجيش المالي ما زالت تواجه مشكلات أيضاً. هذا ومن المرتقب أن تبدأ المفاوضات في غضون شهرين بين حكومة «كيتا» الجديدة والمجموعة المعروفة باسم «الحركة الوطنية لتحرير أزواد»، وهو الاسم الذي يستعمله المتمردون لوصف موطنهم في شمال مالي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©