السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمن استطاع إليه سبيلا

14 سبتمبر 2012
قرأت قبل أيام خبراً عن إفتاء دبي يحرم فيه الحج بتمويل بنكي، وذلك بعد أن ظهرت موضة جديدة ابتكرتها المصارف الإسلامية مؤخراً تجيز للراغبين في الحج والذين لا تسعفهم إمكانياتهم المادية بالحصول على قروض تسمح لهم بزيارة الأراضي المقدسة، وتنفيذ الركن الخامس من أركان الإسلام، وبعد حصولهم على الثواب والأجر والعتق من النار، وعودتهم إلى أرض الوطن يباشرون بدفع الأقساط ومعها الأرباح لتلك المصارف نظير الخدمة التي قدمتها لهم. وبما أننا نعرف أن الحج لمن استطاع إليه سبيلا، أي أنه مفروض على كل قادر مادياً وصحياً، وتتوافر فيه شروط الحج، ومن لا تتوافر فيه هذه الشروط فإنه معذور وغير مطالب بالحج شرعاً، والمعنى أن من لا يملك الاستطاعة فإنه غير مطالب بالاقتراض والتدين من أجل القيام بهذه الفرضية، بل الأكثر من ذلك أن الشخص الذي عليه ديون من الواجب عليه أن يسدد ديونه قبل أن يقوم بهذه الفريضة، وهذا نص فتوى تقول إن "قضاء الدين واجب مقدم على الحج والحج لا يجب إلا على المستطيع بما هو في ملكه، وما كان عندك مما حلّ عليك من الدين فليس ملكاً لك فهو مال أجنبي عنك". وهكذا تجري الأمور منذ أكثر من ألف و400 سنة منذ بدايات الإسلام وفرض الحج على المسلمين، لكن رغم هذا الواقع والحقائق الواضحة وضوح الشمس إلا أن بعض المصارف الإسلامية كان لها رأي مغاير في الفترة الأخيرة ووجدت مخرجاً يساعدها على التغلب على هذا العائق من خلال اختراع وسيلة جديدة تجيز الحج بالسلف والدين. ولعل ذلك ليس غريباً خاصة وأن موسم الحج يمثل سوقاً اقتصادية كبيرة تدور فيه المليارات والدخول إليه بأية صيغة ممكنة تساعد على زيادة الأرباح والمكاسب، وبالتأكيد فإن منح القروض للحجاج يعتبر وسيلة مناسبة لتحقيق هذه الغاية. والحل الذي وصلت إليه المصارف الإسلامية يتمثل في منح هذه القروض صبغة دينية مجازة شرعاً من هيئات الإفتاء في هذه البنوك، وتتيح للمصرف تأجير الخدمة من حملات الحج وإعادة تأجيرها على العملاء عن طريق الأقساط، وبالطبع البنك يؤجر الخدمة من الحملات بسعر ويقوم بإعادة تأجيرها إلى عملائه بسعر أعلى، ومن الفارق يحقق الربح. وفتوى التحريم الصادرة عن دار الإفتاء في دبي متوقعة، وتتفق مع فتاوى أخرى حول الموضوع نفسه، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو تأثيرها على البنوك؟ وهل ستتوقف بعدها عن تقديم قروض الحج أم أنها ستستمر، مستفيدة من وجود شريحة لديها تفويض رباني يعفيها من الحج لأنها لا تستطيع إليه سبيلا ومع ذلك هي على أهبة الاستعداد للذهاب إلى البنوك والاقتراض لأداء هذه الفريضة! سيف الشامسي | salshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©