القاهرة- أديس أبابا الاتحاد - مقديشو - وكالات الانباء: اعلنت المحاكم الإسلامية في الصومال أن ردها على قصف مقديشو سيكون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما واصل الطيران الحربي الإثيوبي تدمير عدد من المواقع، من بينها مطار مقديشو الذي يسيطر عليه اتحاد المحاكم الإسلامية في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين وقاعدة بلد دوغلي، وفي الوقت ذاته أعلنت الحكومة الصومالية الانتقالية التي يقودها الرئيس عبدالله يوسف عن قرارها بإغلاق الحدود البرية والبحرية والمجال الجوي الصومالي·
وقال علي محمد قيدي رئيس الوزراء الصومالي لـ ''الاتحاد'' إن القرار الذي اتخذته الحكومة الانتقالية بقفل الحدود مع العالم الخارجي يهدف إلى منع التدخلات الخارجية التي تسعى إلى تقديم الدعم العسكري إلى مليشيا المحاكم، وإطالة أمد الحرب وتوسيع دائرتها، وطالب قيدي دول الجوار بالعمل على تنفيذ القرار ومساعدة الحكومة الصومالية في مراقبة الحدود المشتركة بشكل مكثف، وهدد قيدي بأن القوات الحكومية ستقوم بإسقاط أي طائرة تدخل إلى المجال الجوي الصومالي دون إذن من الحكومة الشرعية في البلاد· إلا أن يوسف محمد سياد وزير أمن المحاكم قال لـ ''الاتحاد'' إن القوات الإثيوبية تسعى لفتح أكثر من جبهة للقتال في محاولة لشتيت قوة المحاكم الإسلامية بعد أن اقتربت من السيطرة على مدينة بيداوا التي تتمركز فيها مؤسسات الحكومة الصومالية الانتقالية، التي وصفها بالعمالة للحكومة الإثيوبية، وأكد سياد إن بيداوا أصبحت محاصرة من ثلاثة اتجاهات· ونفى المسؤول الإسلامي سقوط بلدوين واستعادة الحكومة الانتقالية لها كما ذكرت الأنباء، وقال إن القتال فيها لا يزال مستمرا'' وإن المدينة التي تقع بالقرب من الحدود المشتركة مع إثيوبيا لم تسقط بعد· وأكد سياد قصف الطيران الأثيوبي لمطار مقديشو، مشيراً إلى أن المحاكم تمكنت من إصلاح الأضرار التي أصابت المدرج الرئيسي للمطار وأن حركة الطيران ستعود إلى طبيعتها خلال ساعات، من دون الإشارة إلى إصابة امراة ورجل في القصف·
وقال وزير أمن المحاكم إن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية الأخرى تقف متفرجة على الغزو الإثيوبي لأرضنا وقصف الطيران الإثيوبي لمدننا وقرانا ومن بينها العاصمة مقديشو دون أن يصدر إدانة واحدة ضد الحكومة الإثيوبية، مما يعني مباركة المجتمع الدولي للغزو الإثيوبي، وطالب سياد بدعم عربي وإسلامي لصد الهجمة الإثيوبية، كما هدد بأن الرد الصومالي على قصف مقديشو سيكون في أديس أباباوكان عبد الرحيم آدم مدير المطار قد ذكر أن مقاتلة من طراز ميج قصفت مطار مقديشو الدولي بالأسلحة الآلية·
ثم هاجمت ثلاث طائرات ميج أكبر قاعدة جوية عسكرية في الصومال والواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر غربي العاصمة مقديشو وهي قاعدة بالدوغلي·
وتواصلت المعارك أمس لليوم السابع على التوالي قرب داينوناي خارج بيداوا بين مقاتلي المحاكم والقوات الحكومية التي تدعمها الدبابات والمدفعية الإثيوبية وطائرات السلاح الجوي الإثيوبي·
وقالت إثيوبيا إنها هاجمت مطار العاصمة لأن الحكومة أعلنت إغلاق الحدود الصومالية· وقال السفير سولومون عبيدي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية ''هوجمت لأن (طائرات) تقوم برحلات غير مشروعة كانت تحاول الهبوط هناك·
قيل أيضا إن بعض المتطرفين كانوا في انتظار نقلهم بالطائرة إلى خارج مقديشو·
وقال عبد الكافي وهو مسؤول بارز في المحاكم ''المطار يستخدم في الأساس للرحلات المدنية· هذا الهجوم الأخير حدث حين كان عدد كبير من الناس يسافرون للحج· إنه هجوم مروع·
'' وكان قيدي قد ذكر أن ثمانية آلاف مقاتل أجنبي تدفقوا على الصومال لدعم الإسلاميين·
ودار القتال أمس على مسافة تصل إلى 700 كلم، حيث تحدث الجانبان عن وقوع عدد كبير من الضحايا·
في غضون ذلك زادت أمس حدة احتجاجات الشوارع في العاصمة مقديشو، حيث أحرق السكان الغاضبون الإطارات وحثوا من تزيد أعمارهم عن 15 عاما على التوجه إلى جبهة القتال· وفر سكان المناطق القريبة من بيداوا إلى البلدات والقرى الواقعة على الحدود مع أثيوبيا للهروب من المعارك الضارية التي تشهدها المنطقة·
من ناحيتها أعربت الجامعة العربية عن بالغ القلق والأسف لاستمرار المواجهات المسلحة في الصومال وماخلفته من ضحايا، وتشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب الصومالي· وطالبت الأطراف الصومالية والقوات الإثيوبية بالوقف الفوري لإطلاق النار·
عدد اليوم
