الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوارث الإهمال تكمن في «اللامبالاة»

كوارث الإهمال تكمن في «اللامبالاة»
11 أكتوبر 2014 22:50
«الإهمال» ظاهرة بشرية تستحق التوقف والتأمل، وهو بلا شك مصدر رئيسي لكثير من المشاكل اليومية، وسبب لكثير من الكوارث التي نقف أمامها للتفكير في كيفية الحد منها أو تجنبها. وإذا ما حاولنا فهم مسببات الإهمال، وعلاجه علينا أن نبحث عن سمات شخصية المهملين الذين يتسببون في مثل تلك الكوارث، ونبحث في بثقافة الفرد نفسه، وأنماط وأنواع القوانين السائدة في هذا المجتمع أو تلك. إن حوادث السير اليومية مثلاً تعد صورة صارخة للإهمال، وتتمثل في معظمها بـ «اللامبالاة» بعدم الاكتراث، أو الإحساس بالمسؤولية. إن رعونة بعض السائقين نوع من الإهمال، وعدم الالتزام بقواعد السير، ومهما كانت مشرفة الحافلة منتبهة، فان الإهمال أو الخطأ وارد الحدوث في لحظة معينة قد تنشغل فيها المشرفة أو التي تتولى مسؤولية مراقبة الحافلة، فالأطفال في هذا السن يتميزون بكثرة الحركة والنشاط، وعدم الانصياع للنصائح والإرشادات بسهولة. كذلك نرى كثير من الأطفال في سن المدرسة من لا يلقي بالاً أثناء عبورهم للطريق أو ركوبهم للدراجات، أو رفضهم للرقابة اللصيقة من قبل الأم أو من قبل المربية أو الخادمة أثناء السير أو التواجد في مكان عام، وفي لحظة يبتعد فيها الطفل عن من معه فتحدث الكارثة. أسباب معظم أسباب حوادث دهس الأطفال ترجع إلى الأسرة التي تسمح للخادمة باصطحاب أطفالها، وأحياناً يكون هناك أكثر من طفل، وفي أعمار متقاربة، ولا تستطيع الخادمة السيطرة على الأطفال، أو لا تستطيع الانتباه لحركة مفاجئة من الطفل الصغير، أو أن تتوقع ما يمكن أن يفعله، كما تزداد نسبة حوادث السير في حال استخدام الهواتف الجوال أثناء القيادة من قبل الأب أو الأم اللذين يتساهلان في كثير من الأحيان في الأمور الضرورية لضمان سلامة الطفل أثناء السير، أو السماح للطفل بالتواجد واللعب في أماكن خطيرة أو غير آمنة، وترك الطفل وحيداً أو دون رقابة أو إشراف، ولعل من أبرز أسباب حوادث الدهس تتمثل في الإهمال وعدم الانتباه. هناك عوامل أخرى تتسبب في كوارث دهس الأطفال، ويفترض مراقبة الالتزام بقواعد السير، إلى جانب تحديد أماكن آمنة لنزول وصعود طلاب المدارس، ومنع الأطفال من اللعب في الطرق العامة أو الشوارع الفرعية، وتوعية سائقي الحافلات المدرسية بوجوب الالتزام بالنظم والقوانين المرورية، وتعريفهم بالأمور الانضباطية المتعلقة، وغيرها من القضايا المرورية المهمة، والعمل على توفير بيئة مرورية آمنة لوقاية الطلاب من الحوادث المرورية، وتعزيز دور المدرسة وأولياء الأمور والهيئات التعليمية وسائقي الحافلات واستقطابهم وإشراكهم في عملية التوعية المرورية. أهمية الوعي الدكتور محمد الجارحي، استشاري الطب النفسي بمستشفى خليفة، يرى أن الإهمال هو نوع من الضرر أو الجرم، جنائياً كان أم مدنياً، يستحق عقوبة جزائية. وإهمال الأطفال بشكل عام يشير إلى غياب الرعاية الأبوية، ومن سمات الإهمال، عدم القدرة على التخطيط، وانعدام الثقة حول المستقبل، وصعوبة إدارة المال، وعدم النضج العاطفي، وعدم معرفة احتياجات الأطفال، ووجود مستويات عالية من التوتر. وهناك علاقة مباشرة بين الوعي الذاتي والثقافة الشخصية، وتحمل المسؤولية، ودرجة الإهمال. فكلما كان الشخص مدركاً لمسؤولياته وواجباته، تراجعت بالضرورة سلوكيات الإهمال لديه، فغالباً ما نجد الشخص المهمل غير مدرك تماماً لمسؤولياته الأسرية والاجتماعية. ومن ثم علينا ألا نهمل ضغوط الحياة وتأثيراتها السلبية على تفكير الناس، فربما تؤدي كثرة المشاكل، أو ثقل ضغوط الحياة إلى النسيان، وعدم التركيز الذي يتسبب في حوادث من هذا النوع، دون أن نهمل المشاغل التي تغرق الكثيرين وينهمكون فيها أثناء القيادة، وتتسبب في تشتيت تركيزهم وانتباههم، كاستخدام الهواتف المحمولة والانهماك فيها، والانشغال بها أثناء القيادة. كما أن مخالفة القوانين والتعليمات وقواعد السير جزء أو حالة من حالات الإهمال، لأن عدم الاكتراث أو عدم التقيد بالأنظمة والقوانين، واجهة صريحة للإهمال بكل تأكيد. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©