الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإحساس بالذنب

11 أكتوبر 2014 22:50
يرتبط الإحساس بالذنب بشكل مباشر بالضمير أو الوجدان. والضمير ببساطة ميزان حساس يزن ويقيس الأمور وفق معيار ذاتي على أثره يحدد قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان ما يصدر عنه من أفعال وسلوك خطأ أم صوابا، وهو أيضاً الميزان الذاتي الذي يفرق بين ما هو حلال، وما هو حرام، أو بين الحق والباطل، وبين ما هو خير وما هو شر، وبين ما هو مقبول أو مرفوض. . وهكذا. فالضمير الإنساني إذن كتلة أو مجموعة من المشاعر والأحاسيس والمبادئ والقيم التي تحكم الإنسان وتأسره وفق المعايير الذاتية للفرد، ليكون سلوكه جيدا ومحترما ومقبولاً لدى الآخرين، ويحس بهم ويحافظ على مشاعرهم، ويراعي حقوقهم دون ضيم. فهو باختصار شديد «ميزان الحس والوعي» عند الإنسان ليفرق بين الصواب والخطأ، مع ضبط النفس لعمل الصواب، والبعد عن الخطأ بكل درجاته. ومن ثم يتأتى فهم الإحساس بالذنب، على أنه شعور داخلي باللوم، وعقاب الذات عند الخطأ، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو الثقافة، ومفهوم الأخلاق لدى كل إنسان. لكن قد ينحو الإحساس بالذنب منحىً سلبياً، ويجلب للشخص آلاماً ومتاعب نفسية عديدة، ولا سيما عند الأطفال الصغار، الذين يتربون على الإفراط في عقاب النفس، وعدم نضج إدراكهم للفرق بين تقويم الذات الطبيعي، وجلد الذات في كل المواقف. فالإحساس بالذنب عادة ما يكون انعكاسا لمشكلات نفسية أخرى يعاني منها الإنسان، مثل الكآبة أو الهلوسة أو القلق أوغيرها، ومن ثم فهو ليس إلا مجرد عَرَض للاضطرابات النفسية المصاحبة وليس أكثر. هناك مشاعر الذنب اليومية العابرة، وهناك ذنوب كبيرة يحملها الانسان معه، ومن المؤكد أنه يأمل في أن يتخلص من هذا الإحساس المؤلم، لكنه لا يعرف كيف، ولا يعرف ماذا يفعل؟ فالإنسان عندما يفكر في شيء غير أخلاقي قد فعله، فالإلحاح الدماغي يدير شريطاً مؤلماً يساعده على وقف أي عمل مشابه لذلك. فكل إنسان يعيش إحساساً بشعاً بالذنب بسبب فعل بشع ارتكبه، وهو في الحقيقة مجرد إنسان، ووجد فرصة ما، في وقت ما، في إحساس ما، وحدث ما حدث. . لكن الذي يشعر دائماً بأن الذنب كبير، لا يغفر لنفسه ما قد حدث، ويعيش ليطارده منطق: «ما كان يجب أن أفعل ذلك. . نعم أعترف بأنني تصرفت بطريقة غير أخلاقية». هذه الحالة يمكن أن ترحم النفس قليلاً من سياط تأنيب الضمير، ويجب أن نعرف أن الانسان لا يتعلم إلا من الماضي، لذلك لنقبل أخطاءنا لأنها دروس وتعلم. . علينا أن نكرس كآباء وأمهات في تربية أطفالنا ثقافة التمييز بين الخطأ والصواب، والحرام والحلال، والمقبول والممنوع، والمسموح به والمرفوض، وما هي قيم المجتمع وأخلاقياته، فالقيم الدينية تتسق وتتناغم مع القيم الأخلاقية والاجتماعية المتحضرة ولا تتعارض معها بكل تأكيد. المحرر | khourshied. harfoush@admedia. ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©