الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اسعف علاقتك مع ابنك

21 سبتمبر 2013 20:45
تؤكد الدراسات أن السنوات الأولى من عمر الطفل مؤثرة جدا في حياته المستقبلية، واعتبرت أن نمو الدماغ في هذه المرحلة يعرف تسارعا كبيرا، كما تؤكد الأبحاث أن عقل الطفل يخزن كل المعلومات والأفكار والمهارات التي مرت عليه في سن صغيرة، ويظل يتصرف بناء على هذا المخزون، وعليه فإن السنوات الأولى من عمر الطفل، لها وقع مهم في التأثير على تكوينه النفسي والاجتماعي وبناء شخصيته ومشاعره، وبالتالي فإن المتخصصين والمهتمين بشأن الطفولة أصبحوا يركزون بشكل كبير على أسلوب التربية البيتية ما قبل التمدرس، موضحين أن أغلب الآباء لا يولون عناية لهذه المرحلة من عمر الفرد، موضحين أن بعض الأطفال لا يتلقون عناية نوعية من طرف الأهل، خاصة في الجانب المشاعري، بحيث يركزون على تلبية طلباتهم المادية، وغالبا ما ينسون الجانب الروحي والمعنوي، بحيث يغيب الحوار معهم، ولا يسمح لهم بالإبداء بآرائهم، وقمع حديثهم وعدم الإجابة على أسئلتهم. وتتحدث الدراسات أن السنوات الثماني الأولى من عمر الطفل محور شخصيته وملامحها المستقبلية، وعن غير قصد يساء للصغير في هذه المرحلة بشكل كبير من طرف الآباء، خاصة الذين يركنون للخادمة التي تحمل ثقافة مختلفة أو ضعيفة بتربية أبنائهم، بحيث إن العنف المعنوي الذي يمارس عليه من طرف الخادمة يظل غير مرئي أو مخبوء، فهناك الكثير منهم يعانون الخوف والقلق وانعدام الأمن، إذ يتعرضون للضرب أو للتعنيف المعنوي والقهر الوجداني، والاستجابة لذلك الأسلوب تكون عادة باضطراب أنماط السلوك لديه وإعاقة نموه النفسي، ومن ثم تؤدي إلى التأخر في مجالات نموه الأخرى، مما يؤدى إلى انسحابه من الحياة تدريجياً. فالحديث عن الطفولة والتدخل المبكر والتربية ما قبل التمدرس وفي الروضات يقتضي حتماً الحديث عن الأطفال الذين يتربون في أحضان الخادمات منذ حداثة ولادتهم، لما للموضوع من أهمية، بحيث تُنتج أجيال فارغة المشاعر، سهلة الانتهاك، صامتة، لا تعرف الدفاع عن نفسها، ليست لها القدرة على المشاركة في الحياة الاجتماعية، كما يصبح للطفل نظرة سلبية عن أمه وأهله والخادمة كسيدة، مما ينعكس عليه في المستقبل في علاقته مع النساء، خاصة أن علاقته معهن اتسمت بالجفاف، وعرفت تغيرات كثيرة إثر توالي الخادمات على تربيته. فالأسرة وفق الخبراء والمختصين تعد من أخطر المؤسسات التربوية وأعمقها أثراً في سلوك الأبناء، بحيث تزوده بالاتجاهات والقيم والمعايير التي عليه أن يؤمن بها ويدافع عنها ويضحي من أجلها، كقيم الشرف والوفاء والدفاع عن الوطن، وإذا تراجع دور الأب أو الأم في دعم هذه القيم وتعزيزها فإن الطفل يكبر فارغ المشاعر نحو أهله ووطنه وهويته، ومن جهة أخرى توضح الدراسات أن الانتماء لشيء ما أو لبلد ما يولد الشعور بالأمان ويؤسس الناس الأسوياء. المحررة | lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©