السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد الخشري يقضي 20 عاماً في جمع المقتنيات الأثرية

سعيد الخشري يقضي 20 عاماً في جمع المقتنيات الأثرية
12 أكتوبر 2014 10:08
يسبح بخياله وذاكرته في بحر التاريخ ويغوص بأفكاره في عظمة تاريخ الأجداد، التراث عنده ليس مجرد هواية، بل هو حفظ لتراث البلد كي تستفيد منه الأجيال القادمة وفيه دلالة على اعتماد الآباء والأجداد على أنفسهم في جميع الأمور، هذا هو منظور سعيد الخشري، الذي حول منزله إلى متحف، فتكاد لا تخلو زاوية من زواياه من قطعة أثرية، حتى تجاوز عددها الثلاثة مائة ألف قطعة متنوعة جمعها خلال 20 سنة. رونق خاص بين جدران منزل الخشري المعشق بالتاريخ، تتوزع مئات التحف والقطع الأثرية العريقة، لتضفي على المكان رونقا خاصا؛ فمنزله الذي يقع في منطقة دبا الحصن التابعة لإمارة الشارقة، يروي حكايات أجيال مرت به، وأحداثا شهدته، وبمجرد دخول الضيف للمنزل، تتكشف أمامه درجة عشق الخشري للتراث. ويرجع سبب الخشري شغفه بهذه الهواية إلى أن «جمع المقتنيات الأثرية، يعتبر جزءا ثابتا في حياته، ومن ملامح شخصيته، التي لا يتخيل حياته من دونها». ويلفت إلى أن البيئة التي ترعرع فيها لعبت دورا مهما في تشكيل علاقته، مع اقتناء التحف، حرصا منه عليها من الاندثار، وتكريما «للمنطقة التي يشهد التاريخ على أهميتها». وعن هواية جميع المقتنيات الأثرية، التي أحبها الخشرى منذ 20 سنة، يكشف أن تلك الهواية لم تكن سهلة، فقد اضطر لزيارة الكثير من الدول الخليجية والعربية من أجل شراء تلك المقتنيات من تجار وهواة جمعها، ويوضح "قطعت الكثير من المسافات شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لجمع مقتنياتي، وتوثيق تاريخها، وصولا للاحتفاظ بها ضمن سجل ذكرياتي الإنسانية". وبالاقتراب من المقتنيات الأثرية التي يملكها الخشري في 3 غرف من منزله وعلى مساحة 15X10 قدم، يعترف بأن لكل قطعة من المقتنيات التراثية قصة وحكاية. إلى يقول الخشري "ترتبط كل قطعة من المقتنيات بأشخاص معينين وأحداث ومواقف أتذكرها كلما شاهدت هذه القطعة أو تلك في جنبات الغرف، إلاّ أن القطع التراثية الأهم والأغلى على نفسي الصحف القديمة العربية التي ترجع للأربعينيات. بالإضافة إلى الأسلحة والمشروبات الغازية التي تم شراؤها من دول الخليج بأشكال وأحجام مختلفة، بالإضافة إلى آلات التصوير والتليفزيونات والراديوهات وهذه تحمل ذكرى غالية وترتبط بصور جميلة من الماضي". آلية الجمع عن كيفية جمع هذه المقتنيات، يوضح الخشري «تجار هواة جمع المقتنيات الأثرية كان لهم دور بارز في ذلك، فمن خلال السفر إلى هؤلاء وشراء ما يميز مقتنياتهم التي ترجع للستينيات والسبعينيات، واستطعت شراء الكثير من تلك التحف القديمة، بالإضافة إلى أن الأسواق الشعبية في دول الخليج تعج بالكثير منها"، ويضيف "طوال عشرين سنة استطعت جمع مفردات ثمينة ذات قيمة من تراثنا الوطني أبرزها الأواني القديمة بألوانها البراقة وأنواعها المتعددة التي تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي، بالإضافة إلى الدلال المعدنية بأنواعها المختلفة والتي تعد جزءا أصيلا من التراث الإماراتي، وكذلك أدوات تحميص وطحن البن والقهوة لما لها من أهمية في تراثنا العربي. إلى جانب الكثير من كراسات المدرسة أيام زمان بمختلف الألوان والأحجام، وكل تلك الكراسات لها ذكرى خاصة لدي، حيث معظمها تم الحصول عليها من قبل أفراد العائلة". وعن كيفية وصوله إلى هذا الكم الهائل من تلك المقتنيات الفنية والنادرة، يقول الخشري «ضحيت بكل ما أملك من مال في سبيل ذلك، وسخرت وقتي لهذه الهواية، ولن أبخل في المستقبل، فهذا ما سرت عليه منذ بداية تجميع وشراء تلك الثروة من التحف، وعشقي لهذه الهواية هو حبي لتاريخ بلادي، والأكيد أني سأتابع بقية حياتي في المحافظة على ما جمعته وتعزيز النواقص، هذا همي الآن»، مضيفا «جمعي لهذا الكم الهائل من القطع النادرة دعمني بالثقافة التاريخية، التي تجعلني أقرأ وأقرأ حول التحف التي أنوي اقتناءها والتي بحوزتي، فليس كل همي أن أجمع هذه الأشياء القديمة تحت سقف المتحف، وإنما الهدف أن أعرف قيمة هذه الأشياء، وإلى أي العصور ترجع، ومن كان يستخدمها إن أمكن، وهذا يحفزني على الاعتناء بهذه الأشياء، والمحافظة عليها من التلف".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©