الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المقاصف المدرسية تتصدى لظاهرة «الوجبات السريعة»

المقاصف المدرسية تتصدى لظاهرة «الوجبات السريعة»
21 سبتمبر 2013 20:42
بدأ العام الدراسي، وبدأت رحلة الأحلام والمسؤوليات والمتاعب الحافلة بالأمنيات، هذه الأحلام تقترن بشكل مباشر بصحة الأبناء، ولياقتهم البدنية والذهنية والصحية التي تساعدهم على الجَلَد وبذل الجهد والدراسة والتحصيل. من ثم يبرز دور غذاء الطفل في المدرسة وانعكاساته الصحية الإيجابية والصحية التي تمتد إلى شتى جوانب حياته، ولا سيما أنه يقضي معظم ساعات يومه بالمدرسة، في ظل مخاوف عديدة من شبح «السمنة» الذي بات يهدد الأطفال، في زمن الوجبات السريعة « الفاست فودز»، وكيف تتصدى المقاصف المدرسية لهذه الظاهرة غير الصحية؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) - تتضمن الثقافة الغذائية للطفل ـ كأي شخص ـ من نوعية الطعام الذي يتناوله، والعادات الغذائية المتبعة في محيطه الأسري والاجتماعي. وهذان العاملان يلعبان دوراً رئيسياً مؤثراً في حدوث السمنة المفرطة «البدانة» للطفل، فإذا تناول الطفل كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية بدلاً من تناول الأطعمة الصحية، أو إذا أكل من دون أن يجوع أو من دون ممارسة للنشاط أو الحركة واستسلم لمشاهدة التلفزيون أو عمل الواجبات المدرسية أو بقي ساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب من دون بذل جهد بدني، كل ذلك يؤدى إلى السمنة المفرطة بكل تأكيد. لقد أصبح «النمط الغذائي» للأطفال في العقدين الأخيرين، محل اتهام، وحيث تشير الأصابع إلى مخاطره أمام تزايد حالات السمنة بين أطفال المدارس الذين باتوا أقل لياقة، وأكثر عجزاً. فما هي المواصفات الصحية لغذاء الأبناء الذين يقضون ساعات طويلة في يومهم المدرسي؟ وكيف تساهم المقاصف المدرسية في تعزيز ثقافة الغذاء الصحي للطلاب، والحد من انتشار السمنة بينهم؟ الوجبات السريعة خبير التغذية، الدكتور عصام حامد، يقول:«إن الثقافة الغذائية تبدأ من الأسرة، وفي وقت مبكر، وبعيداً عن العوامل الوراثية، فإن عادات الناس الغذائية ـ إن كانت سلبية ـ فإنها تنتقل إلى الأبناء كعادة يومية، وتساهم بالتالي بانتشار السمنة بين الأبناء، ولعل نمط الحياة السائد، وخروج المرأة «الأم» إلى العمل، والتبرير بعدم وجود متسع من الوقت لتحضير الطعام، واعتبار البعض أن في الاعتماد على المطاعم والأكلات الجاهزة «موضة»، كذلك انتشار خدمة توصيل الأكلات السريعة للمنازل، قد جعلت الأمر أسوأ، لأن ذلك يشجع الأطفال على تناول الأطعمة السريعة غير الصحية، وفي الوقت نفسه فقد ساد أمام الأبناء أسلوب حياة يتسم بالكسل، مما يسبب زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل وقلة نسبة حرقها. يضاف إلى ذلك الاعتقاد الخاطئ لدى كثير من الأمهات بأنهن كلما أطعمنا أطفالهن أكثر كلما أصبحوا أكثر صحة. ومما لا شك فيه أن انتشار الوجبات السريعة وتوافرها أمام الأطفال قد أصبحت مشكلة غذائية كبيرة، كما أن الأطعمة الفارغة وغير المغذية أيضاً، والتي أصبحت متاحة في مقاصف المدارس، تضطلع بدور سلبي آخر، ومن شأن ذلك أن يزيد من مخاطر تعرض الطفل لتسوس الأسنان، كما قد تشمل المخاطر زيادة الوزن والبدانة. وفي المقابل نجد أن بعض الأمهات يبالغن في التعبير عن حبهم لأبنائهن عبر ملء حقيبة غذائهم بشتى أنواع البسكويتات والفطائر والعصائر، وأيضاً من خلال إعطائهم مصروفاً سخياً يمكنهم من شراء ما يشتهون في المدرسة، إلا أن ذلك قد لا يكون مفيدا لصحتهم، إذ قد يضر الأهل أبناءهم من حيث لا يشعرون، فالطريق إلى قلب الابن ليس عبر معدته، فالمعدة بيت الداء، سواء كان الأمر متعلقاً بالأبناء أو بآبائهم. أسباب السمنة يوضح الدكتور حامد، العوامل المسببة للسمنة لدى طلاب المدارس، ويقول: «لعل تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية تتجاوز حاجة الجسم مما يؤدي لتكدس الفرق على شكل وزن زائد، فضلاً عن شرب الكثير من العصائر المحتوية على السكر، والحلوى والشيكولاته، وميلهم لتناول رقائق البطاطس «الشيبس» الغنية بالملح، والأطعمة المقلية، وعدم الإقبال على الأنشطة الرياضية أو البدنية، بسبب طبيعة المناخ أحياناً أو لانعدام هذه الرغبة في أحيان أخرى أو لعدم تشجيع الأهل أو لعدم تشجيع الطلاب في بعض المدارس على ممارسة الرياضة والاهتمام بها كسلوك يومي، هذا إلى جانب تناول الطفل لوجبته بسرعة ـ لأي سبب من الأسباب ـ تشكل عامل خطورة آخر لزيادة الوزن، إذ إن الدماغ يحتاج عادة إلى عشرين دقيقة ليبدأ بإرسال إشارات الإحساس بالشبع، وهذا يتطلب أن يأكل الطفل ببطء حتى لا يفرط في تناول كمية كبيرة من الطعام قبل أن يبدأ دماغه بإرسال إشارات الشبع. كما لا يقبل كثير من الأطفال على تناول الفواكه والخضراوات لبقائه ساعات طويلة خارج المنزل». الغذاء الصحي يشير الدكتور حامد إلى أهمية تعويد الأطفال على عادات غذائية صحية، ونمط غذائي سليم، وتبدأ بأن يكونوا هم قدوة لهم في الأكل والنشاط، وذلك بتعويدهم أكل الفواكه والخضراوات بدلاً من الوجبات البينية، والاهتمام بشرب الحليب والابتعاد عن المشروبات الغازية والسكرية، وعدم استعمال الطعام أو الشراب كوسيلة تحفيز أو جائزة، وعدم إجبار الطفل على تناول الطعام عنوة، والتحكم في حجم الحصص المقدمة للطفل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأغذية التي تحتوي على مقدار كبير من السعرات الحرارية كالكعك والشيكولاتة والمياه الغازية، ومراقبة مصروف الجيب والعمل على إقناع الطفل بألا يصرفه الطفل على الغذاء غير الصحي، لأن هذه الأصناف تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة تزيد على 20 % ومن ثم يجب أن تطبق المقاصف المدرسية اللائحة الخاصة بالمأكولات الصحية للطلاب، وعلى الإدارات المدرسية مراقبة نوعية وجودة الغذاء في هذه المقاصف، كذلك يجب أن يتابع أولياء الأمور هذا الأمر والانتباه لما يقدم للطفل في المقصف، وهنا يفضل أن يتم تحضير وجبة المدرسة في البيت من قبل الأهل بحيث تكون وجبة صحية ومغذية، مما يغني الطفل عن شراء الأغذية غير المناسبة في المدرسة، فقد خلصت كل الدراسات الغذائية إلى أن المشروبات المحلاة بالسكر ترتبط بشدة بزيادة الوزن وأمراض مثل السكري من النوع الثاني الذي يصيب سنوياً أكثر من 310 ملايين شخص على مستوى العالم». مواصفات وأكد الدكتور حامد التزام الجهات التي تدير المقاصف المدرسية أو تورد الأغذية إليها بالشروط، والمتطلبات المعتمدة لضمان سلامة وصحة الأغذية المقدمة وفق العقد المبرم مع المؤسسة التعليمية أو الجهة المسؤولة عنها، ومراجعة قائمة الأطعمة التي سيتم تقديمها في المقصف، إذ يجب أن تكون مطابقة مع المتطلبات الصحية والغذائية للمكان والبيئة العامة للمقصف، والعمال العاملين فيه، والأصناف التي تقدم للطلاب، ورصد المخالفات والمساعدة على اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة، وذلك من خلال زيارات التفتيش الميداني التي تشمل الزيارات الروتينية وزيارات المتابعة والزيارات العشوائية للمدارس الحكومية والخاصة على حدٍ سواء، للتأكد من استيفاء جميع المواصفات والاشتراطات الصحية المعتمدة، هذا إلى جانب الاهتمام بالتثقيف الصحي وغرس السلوك الصحي السليم لدى الطلاب، وبالتنسيق مع فريق التثقيف الصحي بإدارة الرقابة الغذائية وإدارات المدارس، والالتزام توفير الأغذية الصحية السليمة والمغذية للتلاميذ، وتوفير كل الوسائل المساعدة لغرس السلوك الصحي للطلاب». دليل للمقاصف يشير الدكتور حامد إلى أهمية الالتزام بالمواصفات التي حددت في دليل وزارة الصحة ومجلس أبوظبي للتعليم، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية الذي يتضمن نظام العمل والمعايير والاشتراطات الصحية لغذاء آمن في المدارس، وضمان سلامة الأغذية، والاشتراطات الصحية لنقل وتوزيع المواد الغذائية، والمواصفات الصحية للأغذية، والاشتراطات الصحية الواجب توافرها في العاملين في مجال تداول الأغذية، والممارسات الصحية الواجب اتباعها لضمان سلامة الأغذية، والتي تشمل النظافة الشخصية والنظافة العامة وتداول الأغذية وتخزين وحفظ الأغذية، وشروط الغذاء والاحتياجات الغذائية، من خلال تغيرات النمو خلال المراحل العمرية، والغذاء المتوازن، والعلاقة بين التغذية والصحة والتعلم والتحصيل، إلى جانب احتياجات الطلبة للعناصر الغذائية الأساسية حسب الفئة العمرية، وأهمية وجبة الإفطار وأثرها في التحصيل الدراسي، والأغذية التي يفضل توافرها، والأغذية التي يجب التقليل منها في وجبة الإفطار، وأوقات تناولها، والالتزام المواصفات الصحية للأغذية التي تباع في المقاصف المدرسية، منها اشتراطات عامة، مثل عدم احتواء المادة الغذائية على مواد قد تضر الصحة العام للطلبة، وأن يتم التحضير والتصنيع والتعبئة والنقل والتخزين في ظل ظروف صحية تحميها من التلوث والفساد، وضرورة أن توضع على المنتج الغذائي بطاقة غذائية تحتوي على اسم المنتج، ومكوناته، وتاريخ صلاحيته، وظروف تخزينه، ومقدار القيمة الغذائية، واسم المصنع، وبلد المنشأ، والوزن، والعلامة التجارية. لا تجبر طفلك على إكمال «وجبته» خلصت دراسة ألمانية حديثة إلى تحذير الآباء والأمهات من إجبار أطفالهم على تناول طعام بعينه، أو عدم السماح له بتناول نوعيات معينة منه، حيث يُمكن أن يتسبب كلا السلوكين في إصابة الطفل بالبدانة بعد ذلك. ويوصي أورليش فيغلر فيغلر، عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين، الآباء والأمهات بألا يبالغوا في ملء «أطباق » أطفالهم من الطعام، ويطلب منهم الانتهاء منها، بل عليهم السماح لهم أن يتركوا بقية وجبتهم، إذا ما شعروا بالشبع، لأن إجباره على تناول بقية الطعام يُمكن أن يُزيد من فرص إصابته بالبدانة، وأكدّ أن العواقب الناتجة عن إجبار الطفل على تناول الطعام لا تقتصر على ذلك فحسب، إنما يعيق ذلك أيضاً تطور القدرة على إدراك الشعور بالجوع أو الشبع لدى الطفل، ما يجعله فريسة للمؤثرات الخارجية، وبذلك يمكن أن يشعر بالجوع بمجرد تقديم الطعام له. فتناول الأطفال أو المراهقين لكميات كبيرة من الملح يُمكن أن يتسبب في ارتفاع ضغط الدم لديهم وزيادة أوزانهم أيضاً. ونظراً لاحتواء الوجبات السريعة وبعض الوجبات الخفيفة مثل البطاطس «الشيبسي» والمكسرات المملحة والكثير من الأطعمة الجاهزة، وكذلك الجبن، على كميات كبيرة من الملح، ينبغي على الأطفال عدم الإسراف في تناول هذه الأطعمة، مع تجنب إضافة الملح إلى طعامهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©