الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الهلع يسود صنعاء وخطباء المساجد ينتقدون غياب الدولة

الهلع يسود صنعاء وخطباء المساجد ينتقدون غياب الدولة
11 أكتوبر 2014 01:24
أقال وزير الداخلية اليمني اللواء عبده حسين الترب أمس مدير شرطة صنعاء العميد عصام جمعان، غداة مصرع العشرات في هجوم انتحاري استهدف تجمعا لأنصار المتمردين الحوثيين في العاصمة حيث يخشى كثير من سكانها وقوع هجمات انتحارية جديدة في ظل استمرار غياب الدولة عن إدارة شؤون المدينة الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ أواخر سبتمبر الماضي. وذكر موقع وزارة الداخلية أن الوزير الترب عين العقيد عبدالرزاق المؤيد مديرا لشرطة العاصمة خلفا للعميد جمعان الذي تم تعيينه نائبا لمدير شرطة السير، موضحاًأن هذا الإجراء يأتي «في إطار التدوير الوظيفي في وزارة الداخلية» علماً أن مدير شرطة صنعاء الجديد ينتمي إلى واحدة من الأسر العريقة ضمن الطائفة الزيدية في اليمن التي تدافع عنها جماعة الحوثيين منذ تمردها في محافظة صعدة مطلع 2004. ورجحت مصادر أمنية وعسكرية يمنية لـ(الاتحاد) أن يكون العامل الأسري المذهبي وراء تعيين العقيد المؤيد لكنها أشادت في الوقت ذاته بأدائه وحرفيتة وهو الذي كان في السابق عضوا في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الريس السابق علي عبدالله صالح. في هذا الوقت أصيب أحد سكان صنعاء، وهو من مؤيدي الجماعة الحوثية، في انفجار عبوة ناسفة أمس استهدف سيارته الخاصة في حي «سعوان» شرق العاصمة، حسب مصدر محلي. وتناقل يمنيون أمس عبر الجوال، تحذيرات لليمنيين من الاقتراب من تجمعات الحوثيين في صنعاء لتجنب «محارق» تنظيم القاعدة الذي زعمت رسائل أخرى أنه توعد بتنفيذ 100 عملية انتحارية. وقال الكاتب اليمني الساخر، أحمد غراب، لـ (الاتحاد)، إن استمرار انتشار مليشيا الحوثيين في صنعاء «بمثابة الرائحة التي تستدعي بقية الجماعات المتطرفة» في البلاد، متوقعا وقوع المزيد من الهجمات الانتحارية إذا استمر الحوثيون في بسط نفوذهم على معظم مناطق المدينة التي يقطنها قرابة 3 ملايين شخص. وأضاف: «هناك العشرات من العوائل التي غادرت صنعاء لقضاء إجازة عيد الأضحى في مناطقها الأصلية، فضلت عدم العودة لحين استقرار الوضع الأمني في العاصمة وعودة الأجهزة الحكومية للقيام بمهامها»، مشدداً على ضرورة منع انزلاق العاصمة، وبقية مدن البلاد، إلى الفوضى والاقتتال الداخلي عبر «الإسراع في تنفيذ بنود اتفاقية السلم والشراكة الوطنية» التي تم التوصل إليها في 21 سبتمبر برعاية مباشرة من مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر. وأعلن البرلماني والقيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، ياسر العواضي، انسحابه من عضوية الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني من أجل «الدماء المهدورة والدولة المسلوبة»، مشيرا إلى أن الهيئة الوطنية التي شكلها الرئيس عبدربه منصور هادي في أغسطس الماضي من 83 عضوا «فيها ضرر كبير»، حسب قوله. في هذه الأثناء، حذر رجال دين وخطباء مساجد في اليمن من «سفك دماء الأبرياء» عبر الهجمات الانتحارية، وحذروا من عواقب التكفير الديني مطالبين الدولة بالقيام بمسؤوليتها في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد. ونددت جمعية علماء اليمن الحكومية بالهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا تجمعا للحوثيين في صنعاء وقوات عسكرية في حضرموت يوم الخميس الماضي. وقالت في بيان «نذكر الأمة بأن الشريعة الإسلامية لا تجيز قتل النفس المعصومة بأي حالٍ من الأحوال عملاً، داعية الجميع إلى «صون الدماء المعصومة والحفاظ على أمن الوطن باعتبار ذلك واجبا شرعيا على كل يمني». وأحبطت السلطات الأمنية في محافظة حضرموت أمس، هجوما بعبوة ناسفة عثر عليها في شارع رئيسي في مدينة المكلا عاصمة المحافظة. وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، إن «عناصر إرهابية مجهولة» زرعت العبوة الناسفة التي تم لاحقا إبطال مفعولها وتفكيكها، مطالبا المواطنين بالتعاون من رجال الجيش والأمن « والإبلاغ عن أي وجود للعناصر الإرهابية او اية أعمال مشبوهة وأجسام غريبة وعدم التعامل معها». ودعا تكتل «اللقاء المشترك»، الشريك في الائتلاف الحاكم، إلى تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب وتنظيم القاعدة، وذلك في بيان تنديد بالهجومين الانتحاريين ، مشدداً على ضرورة إسراع الأطراف السياسية في تنفيذ بنود الاتفاقية من أجل «إخراج البلاد من تداعيات هذه الأزمة التي تهدد امن واستقرار اليمن». كما ندد أعضاء البرلمان اليمني في بيان بـ»الأعمال الإرهابية الإجرامية الشنعاء» التي شهدتها البلاد في اليومين الماضيين، وطالبوا السلطات بملاحقة الجناة المتورطين في تخطيط وتمويل وتنفيذ هذه الهجمات. ودعا نواب الشعب الأحزاب السياسية إلى «الابتعاد عن المناكفات والمكايدات والعمل الجاد لتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه استكمال بناء الدولة ومكافحة الإرهاب والفساد»، مشددين على ضرورة «تطبيع الأوضاع وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسكينة العامة والعمل على إعلاء صوت القانون والنظام». إلى ذلك، أدان نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية التفجيرات الإرهابية التي وقعت يوم أمس الأول في صنعاء وفي معسكر للجيش في محافظة حضرموت والتي أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى من الأبرياء. وحذر الأمين العام في بيان من مغبة انزلاق الأوضاع في اليمن نحو التصعيد في أعمال العنف والاقتتال الأهلي وجرائم التفجيرات الإرهابية. ودعا الأمين العام جميع الأطراف اليمنية إلى نبذ العنف ودعم الجهود المخلصة التي يبذلها الرئيس هادي لإنقاذ البلاد وتحقيق الأمن والاستقرار السياسي في حين عبر الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره أمس عن خالص العزاء لأسر الضحايا وتعاطفه الصادق مع الجرحى، مجددا التزامه الثابت بدعم اليمن في حربه ضد الإرهاب ومشدداً على أن «توفر الأمن يعد شرطا أساسيا لنجاح العملية الانتقالية في اليمن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©