الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدولة الفلسطينية... اختبار للإرادة الدولية

الدولة الفلسطينية... اختبار للإرادة الدولية
25 سبتمبر 2011 23:29
تم تعليق المحاولة الفلسطينية لعضوية الأمم المتحدة فعليّاً يوم الجمعة (2011/9/23) وذلك بعدما وافقت القوى الكبرى في مجلس الأمن على مقترح باستئناف المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف تحقيق تسوية شاملة بين الطرفين بحلول نهاية العام المقبل. وقد جاء هذا الاتفاق بعد ساعات من قيام الفلسطينيين بالتقدم بطلب رسمي للحصول على عضوية الأمم المتحدة، وهي محاولة عورضت بشكل شرس من قبل إسرائيل، ونظر إليها بحذر من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على أساس أنها يمكن أن تفجر القلاقل وتؤخر فرص السلام في الشرق الأوسط. وقد تمكن قادة اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة) من التوصل إلى ذلك المقترح بعد سبعة أيام من المحادثات "الماراثونية" المتسارعة وخاصة بعد الأنباء التي وردت للمشاركين فيها عن حدوث اشتباكات عنيفة يوم الجمعة في مدن الضفة الغربية. وهذا المقترح لم يستبق محاولة الفلسطينيين للاعتراف بدولتهم الذي أعلنه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في القاعة الرئيسية للجمعية العامة للأمم المتحدة وسط عاصفة من التصفيق. ولكن مسؤولي الولايات المتحدة والمنظمة قالوا إنه من غير المحتمل عرض اقتراح عباس أمام مجلس الأمن للتصويت عليه إذا ما كانت المباحثات قد بدأت بالفعل وتحقق تقدماً. والبيان الصادر عن الرباعية الدولية والمصوغ بعبارات ذات طابع تعميمي إلى حد كبير لم يحتوِ سوى القليل من التحديدات حيث عمل على تخطي الموضوعات ذات الشحنات العاطفية العالية مثل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ولكنه دعا الطرفين إلى تقديم مقترحات مفصلة خلال ثلاثة أشهر بشأن التعامل مع الموضوعين الجوهريين المتعلقين بالحدود والأمن. كما صادق البيان على رؤية الرئيس أوباما التي تطرق إليها في خطابه في شهر مايو الماضي ودعا فيها إلى حل قائم على قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية مستقلتين وفقاً لحدود تتفق بشكل تقريبي مع الحدود التي كانت قائمة قبل حرب يونيو 1967، مع إجراء تعديلات تتم بالاتفاق بين الطرفين. وقد أثنى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير موفد الرباعية الدولية على المقترح ووصفه بأنه يمثل اختراقاً، وقال إن تفاصيل المفاوضات الموضوعة من قبل القوى الدولية ستكمّل المحاولة الفلسطينية لنيل الاعتراف من الأمم المتحدة. وقد اعترف الدبلوماسيون الأوروبيون بأنه لا الفلسطينيين ولا الإسرائيليين قد وافقوا حتى الآن بشكل رسمي على الخطوة المتعلقة ببدء المحادثات الجديدة وإن كان هؤلاء الدبلوماسيون قالوا أيضاً إن مسؤولين من الطرفين قد انخرطوا بشكل معمق في النقاشات التي قادت إلى بيان الرباعية الصادر يوم الجمعة الماضي. وقال بلير للصحفيين بعد دقائق من إعلان بيان الرباعية: "كانت هناك حاجة من قبل الجميع للتفكير جيداً حول هذا الأمر واتخاذ قرار مؤداه أنه بصرف النظر عما يحدث في الأمم المتحدة فإن ما يحدث على أرض الواقع في فلسطين وإسرائيل هو ما يهم في نهاية المطاف". وواصل بلير: "إذا ما كان الطرفان مهتمين بالمفاوضات حقاً كما يقولان فإن ما يعنيه ذلك هو أنه ستكون هناك حاجة إلى تقديم خطة للمحادثات، وجدول زمني، وتوصيف للطرفين وليس الاكتفاء فقط بالجلوس حول مائدة مستديرة معاً، وإنما أن ينص على أن الطرفين ملزمان خلال فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر من بدء المحادثات بتقديم مقترحات شاملة بشأن الحدود والأمن. فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا في نهاية المطاف أن نتعامل بها مع الموضوعات الصعبة". وقد أثنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على المبادرة في مؤتمر صحفي أعد على عجل، قالت فيه: "نحث الطرفين على الاستفادة من هذه الفرصة للعودة للمحادثات... والأمم المتحدة تتعهد بتقديم الدعم للطرفين بما يساعدهما على اتخاذ الخطوات التالية المهمة للتوصل إلى حل الدولتين وهو ما نصبو جميعاً إلى تحقيقه". والحال أن الإعلان عن محادثات السلام قد قدم نهاية دراماتيكية ليوم شهد مبارزة خطابية حيث ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابه بمجرد انتهاء رئيس السلطة محمود عباس من خطابه الذي ألهب تأييد الحاضرين بالقاعة الرئيسية عندما رفع بيديه نسخة من طلب الانضمام للأمم المتحدة حيث كان قد وقع عليه قبل إلقاء كلمته مباشرة. وبعد ذلك أعلن عباس أن "فلسطين قد ولدت من جديد"، وأن شعبه يسير إلى موعد مع التاريخ. وقال إنه يأمل "ألا يطول الانتظار. وهذه هي الرسالة التي أقدمها للجميع، وهي أنني أتمنى أن تقف كافة شعوب العالم إلى جانب الشعب الفلسطيني". أما نتنياهو الذي اعتلى المنصة بعد أن ألقى عباس كلمته بوقت قصير فقد أصر هو الآخر على أن إسرائيل تحبذ السلام على الصراع. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي وصف عباس لسياسة الاستيطان الإسرائيلية بأنها تشكل العقبة الرئيسيـة أمـام السـلام وقال إن "على الفلسطينيين أن يحققوا السلام أولاً مع الإسرائيليين ثم يحصلون على دولتهم بعد ذلك". وقال أمام الحاضرين الذين كان عددهم قد أصبح أقل كثيراً مما كان عليه أثناء إلقاء عباس لخطبته: "إن الفلسطينيين يريدون دولة من دون سلام ويجب ألا تتركوا ذلك يحدث". إلـى ذلـك أعلـن مكتـب الأمين العـام للأمـم المتحدة "بان كي مون" أنـه قـد سلـم نسخة من الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية المنظمة إلى مجلس الأمن. وقال سفير لبنان نواف سلام الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي حسب نظام الدور إنه سيوزع نسخة من الطلب الفلسطيني على أعضاء المجلس اليوم الاثنين وقال الدبلوماسيون إنهم يتوقعون أن يتخذ المجلس إجراءً بشأن الطلب في أي وقت في القريب العاجل. جوبي واريك وكولمان لينش الأمم المتحدة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©