الأهلي يبدأ الإعداد مبكراً للقمة «الآسيوية» أمام الهلال

معتز الشامي (دبي) دخل الأهلي مبكراً، في التحضير والإعداد للمواجهة المرتقبة أمام الهلال السعودي، بعد حسم تأهله إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، بالفوز مساء أمس الأول على نفط طهران بهدفين لهدف، في المباراة التي جمعت بينهما على استاد راشد بدبي، في إطار إياب ربع نهائي البطولة، وعاشت الجماهير ليلة سعيدة، بعدما نجح الأهلي في تشريف الكرة الإماراتية والعربية، وتأهل لملاقاة الهلال. ورفع الجهاز الفني للأهلي عقب انتهاء المباراة أمام النفط، شعار الإعداد لمواجهة «الزعيم» السعودي 29 سبتمبر الجاري في الرياض، وهي المواجهة المرتقبة التي تتطلب إعداداً خاصاً. وعقد الجهاز الفني للأهلي اجتماعاً لمدة 20 دقيقة ليلة مباراة «الفرسان» أمام النفط، حيث شدد كوزمين على أهمية المباراة، وطالب اللاعبين بكتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ «قلعة الفرسان»، وتاريخ الكرة الإماراتية، لأنهم لا يمثلون أنفسهم أو الأهلي فقط في مباراة النفط، وما يليها من قادم المباريات، بل أصبح الأهلي يمثل الوطن بأكمله. ولفت كوزمين إلى أن المطلوب الآن هو الصعود إلى الخطوة قبل الأخيرة في المحفل القاري، بحسم بطاقة التأهل أمام النفط، ثم أمام الهلال، كما شهدت الجلسة تحذير المدرب الروماني من قوة الفريق الضيف وإمكانية عودته سريعاً للمنافسة بتسجيل هدف مبكر، وهو ما رفع حماس اللاعبين، وانعكس على الأداء الرجولي في الملعب. وواصل الأهلي رحلة الإبهار في البطولة القارية الحالية، وسيطر الأهلي على مجريات اللعب، رغم اللمحات الخطرة للفريق الضيف، لكن «الفرسان» عرف كيف يتعامل مع هذا النوع من المباريات، ما عكس نضجاً نفسياً وبدنياً وفنياً غير مسبوق من عناصر «الفرسان»، بعدما قهر النفط لينضم إلى قائمة الفرق الإيرانية التي أطاح بها الأهلي في مراحل سابقة، أبرزها تراكتور. كما قدم الأهلي لوحة فنية راقية، خاصة في حالة الانسجام والتفاهم الفني والتكتيكي بين أحمد خليل والبرازيلي ليما، وهو ما يصب في صالح القوة الهجومية لـ«الأحمر»، الذي صعد للمرة الأولى في تاريخه إلى نصف نهائي الأبطال، ما يفتح أبواب الأمل، ويزيد من حجم وقيمة الحلم، الذي أصبح يداعب خيال كل أهلاوي وإماراتي، لأن «الأحمر» يمثل الوطن في المهمة الآسيوية. وأصبح الأهلي على موعد مع التاريخ، بعد بلوغه تلك المرحلة الحاسمة من البطولة، والتي لم يصلها في المشاركات الخمس على مدار تاريخه في دوري الأبطال، كما حقق الأهلي أرقاماً قياسية بالفوز على النفط أمس الأول، حيث رفع الفريق رصيده إلى 9 مباريات بلا هزيمة على ملعبه، منذ عام 2010 وحتى الآن، كما بات الأهلي النادي الإماراتي الثالث الذي يصل إلى هذا الدور، بعد العين أعوام 2003,2005,2014، والوحدة في 2008. فك العقدة كما واصل الأهلي هوايته أمام الفرق الإيرانية بالفوز على النفط، لينجح «الأحمر» في كسر أولى العقد التي كانت حاضرة قديماً، وهي الخوف من الفرق الإيرانية، بينما أصبح على الفريق أن يقاتل حتى يكسر العقدة الثانية، بالتغلب على الهلال في مجموع المباراتين للوصول إلى النهائي، خاصة في ظل الشعور بالأفضلية السعودية أمام الأهلي الذي لم يحقق فوزاً على الهلال في البطولة، حيث لم يسبق أن حقق الأهلي أي فوز على الهلال أو أي فريق سعودي آخر على أرضه في دوري الأبطال. وعن كيفية التعامل مع هذا البعد «النفسي» لمواجهة الأندية السعودية بشكل عام، والهلال على وجه التحديد، أكد الروماني كوزمين أن مباراة الهلال تتطلب تركيزاً كبيراً من جانب اللاعبين، كما تتطلب أيضاً إعداداً مختلفاً وأسلوباً مغايراً لما كان عليه التحضير للنفط، وقال: «أعرف أن هناك شعوراً سائداً بأن الهلال دائماً يسانده الحظ أمام الأهلي، أو أي فريق آخر إماراتي، لكننا عازمون على المنافسة بقوة، والتعامل بذكاء مع تلك المرحلة، نهتم بالإعداد النفسي جيداً، كما سيكون هناك اهتمام أيضاً بالجوانب البدنية والخططية، لذلك أجلس اليوم مع الإدارة، لمراجعة الموقف بالنسبة لمباراة الوصل في الدوري المحلي، لأن الظروف الراهنة تستدعي أن نطلب تأجيل المباراة، ولكن يتوقف ذلك على مدى قبول الجهات المعنية في لجنة دوري المحترفين». تضحيات هائلة وأضاف: «لاعبو الأهلي جعلوا كل إماراتي فخور بهذا الفريق وهؤلاء اللاعبين، ولكن المهم هو عدم التوقف عند هذه المرحلة، ونحن عملنا بجهد بكير، وقدمنا تضحيات هائلة، وعلينا أن نكمل المشوار، وتبقى أمامنا مباراتان فقط لبلوغ النهائي والمنافسة على اللقب، وهو حلم كل لاعب في الفريق». أما عن المباراة، قال «مواجهة الفرق الإيرانية دائماً ما تكون صعبة، والنفط لم يكن منافساً سهلاً، وصعب علينا المهمة رغم تفوقنا بالتهديف، ولكن سعيد بالروح القتالية التي ظهر عليها الفريق طوال شوطي المباراة، لقد سجلنا هدفين، ورغم ذلك كنت خائفاً للغاية، بسبب ارتكاب لاعبينا دائماً للأخطاء الفردية وتلقي الأهداف في الدقائق الأخيرة، وهو ما حدث في نهائي الكأس الموسم الماضي بالإضافة إلى بعض المباريات في الدوري، وأتمنى أن يستمر التركيز والأداء الجاد والرجولي من جميع اللاعبين خلال المرحلة المقبلة». وعن مواجهة الهلال، قال: «إنه أحد أقوى الأندية في آسيا، ومباراتنا معاً ستكون قمة إماراتية سعودية، نسعى خلالها لتأكيد تفوقنا، أتوقع مباراة صعبة للغاية، خاصة في لقاء الذهاب، وبالنسبة لنا نستعد بكل قوتنا وعلينا أن نريح اللاعبين الأساسيين، وأتمنى أن تكون جدولة الدوري في مصلحتنا خلال الأيام القليلة المقبلة». وأضاف: «أتمنى أن يكون هناك تأجيل لمباراة الوصل في الدوري، حتى نحصل على وقت أفضل للتحضير لمواجهة الهلال، ولكن سنرى بالتحديد ما إذا كان يمكن أن يحدث ذلك من عدمه، ونتحدث مع الإدارة». أما عن التحضير النفسي، للفريق لمواجهة الهلال، قال: «هذا أمر مهم للغاية، ونحن لا نهتم فقط بالجوانب البدنية والتكتيكية، بل نعطي جانباً كبيراً لتطوير الجوانب النفسية لتحضير اللاعبين للمواجهات المختلفة، خاصة في مشوار الفريق بدوري الأبطال، نعم نأخذ في الحسبان الشعور السائد، بأن الفرق السعودية كعبها أعلى أمام الفرق الإماراتية، خصوصاً الهلال والأهلي، فهو أمر نحرص على التغلب عليه عبر الاهتمام بالإعداد النفسي الجيد للاعبين، وفي هذا المستوى من المنافسة يجب التعامل بذكاء مع جميع المباريات، وأعرف الكثير عن الكرة السعودية، وأتمنى أن أنجح في تقديم المعلومات المطلوبة لفريقي، حتى ينجح في تحقيق إنجاز آخر بالفوز والتأهل لنهائي البطولة القارية». ليما وخليل وأشاد كوزمين بالمستوى المتميز الذي قدمه رودريجو ليما، وقال: «لاعب متميز، ويعد إضافة فنية هائلة، وهناك تفاهم وانسجام بينه وبين أحمد خليل، وهو يقوم بدور تكتيكي وفني، كما أنه لاعب ذكي للغاية، ويلعب من أجل مساعدة أحمد خليل على القيام بالمهام الفنية الموكلة إليها، كما أنه كان مفترضاً أن يتصدى لضربة الجزاء، ولكننا أردنا أن يسددها أحمد خليل، لأنه أيضاً لاعب مهم للغاية». كما تحدث عن قدرات البرازيلي ريبيرو الذي يتألق من مباراة لأخرى، وقال: «أتوقع من ريبيرو أن يقدم الأفضل دائماً داخل الملعب، وهو لاعب مهم للغاية مثله مثل باقي اللاعبين في تشكيلة الفريق، ونحرص على أن يكون كل لاعب فخوراً بما يقدمه لمصلحة الفريق، وكل لاعب له دور مهم ومؤثر فنياً، وعليه أن يقاتل من أجل الفريق وليس من أجل مصلحته الشخصية». وكشف أن ماجد حسن طلب التغيير لأنه تعرض لـ«دوار» بسيط، ولكن اللاعب عاد وقرر استكمال اللعب، بعدما حصل على قسط من الراحة، وتم تكليفه بالعودة للخلف للدفاع من أمام المنطقة، وقال: «ماجد لاعب لا غنى عنه، ولم يكن من الوارد إخراجه بسهولة لأهميته بالنسبة لنا». كوزمين: منصوريان: منصوريان: أتمنى فوز الأهلي بلقب الأبطال دبي (الاتحاد) هنأ رضا منصوريان، المدير الفني للنفط، «الفرسان» على التأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، وقال: «أتمنى أن يفوز الأهلي، ويصعد للنهائي، ويحصد اللقب، لكن سواء كان الأهلي أو الهلال السعودي هو الطرف الثاني للنهائي، أتمنى أن يفوز الصاعد منهما باللقب، حتى يعود إلى غرب آسيا بعدما سيطر عليه الشرق طويلاً». وعن المباراة، قال: «الأهلي لعب أفضل منا في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني كنا الأفضل والأقرب للتسجيل وحسم المباراة لمصلحتنا، ولنا ضربة جزاء غير محتسبة، ولكن أرى أن ضربة جزاء الأهلي لم تكن مستحقة بشكل كامل». وأشاد منصوريان بالأداء التكتيكي للروماني كوزمين، مدرب الأهلي، وقال: «كوزمين مدرب ذكي للغاية، وصاحب سمعة جيدة في آسيا، وعرف كيف يخدعني، ويوقف انطلاقتنا، سواء في لقاء الذهاب أو العودة، وفي تلك المباراة تحديداً عرف كيف يخطف نقاطها، عبر فتح اللعب، ودفع فريقي للانطلاق إلى الأمام، ثم يستغل الثغرات الدفاعية ويسجل هدفين، وسجل في مرمانا في توقيت قاتل، كنا الأقرب فيه للتسجيل والفوز». وعن اختلاف الأداء بين طهران وهنا في دبي، قال: «لم نحصل على فرصة لتجهيز الفريق، وقبل لقاء الذهاب كان لدينا 20 يوماً راحة للاستعداد، لذلك جاء الأداء أفضل في المباراة الأولى، بينما هذه المرة لم يكن لدينا وقت كافٍ للحصول على الفرصة». وعن تأثر الفريق هجومياً، وعدم تسجيل سوى هدف وحيد، قال: «أعتقد أن غياب إيمان مبعلي كابتن الفريق، له أثر بالغ في مستوانا، وهو قادر دائماً على السيطرة الفنية، وصنع الفرص، ورمي الكرات في المساحات خلف المدافعين، كما أنه يعرف الكثير عن الكرة الإماراتية ولاعبيها، وأعتقد أن حظنا كان عثراً، بسبب غياب مبعلي، لأنه أوجد مشكلة خلف رأسي الحربة، حيث لم يكن لدينا من يمول المهاجمين بالكرات اللازمة». وعن مصيره مع النفط، قال: «يجب أن نكمل المسار، لأن لدينا مباريات في الدوري المحلي والموسم الماضي كنا في الترتيب الثالث، لكن لدينا فريق متميز قادر على التعلم من الأخطاء والتصحيح في قادم البطولات والمباريات».