الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسكو: المعارضة السورية تعطل السلام بتمسكها برحيل الأسد

موسكو: المعارضة السورية تعطل السلام بتمسكها برحيل الأسد
24 يناير 2013 00:04
عواصم (وكالات) - نددت موسكو باصرار المعارضة السورية على إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، قائلة على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف أمس إن «الفكرة المسيطرة» الخاصة بهذا الهدف تشكل عقبة لا يمكن تخطيها أمام جهود السلام، وشدد على إنه لا يمكن أن يكون هناك حل سلمي للصراع المستمر منذ 22 شهراً طالما ظلت المعارضة تطالب بخروج الأسد من السلطة وترفض التفاوض مع حكومته. وصرح لافروف بأن بلاده لا تعتزم إجلاء رعايها بشكل جماعي من سوريا لأن الوضع هناك لا يتطلب ذلك، وذلك غداة عودة 77 مواطناً روسياً فروا من العنف وتم إجلاؤهم عبر لبنان، لكنه أكد بقوله «لدينا خطط إجلاء مثلما هو الحال بالنسبة لأي دولة في حالة تصاعد الوضع الداخلي.. غير أن مسألة تنفيذها ليست مطروحة. وحتى الآن فإن تقييم سفارتنا وإداراتنا المختصة هنا...لا يتطلب تنفيذ الخطط القائمة.» في الأثناء، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام الجامعة العربية دعمهما الكامل لمبعوثهما المشترك الأخضر الإبراهيمي في مهمته الرامية لإيجاد حل سلمي للنزاع الدامي في سوريا وذلك عقب الانتقادات الشديدة التي وجهتها حكومة دمشق له مؤخراً، وقالا خلال اتصال هاتفي إنهما بحثا بعمق الوضع الأمني المتدهور بالبلاد المضطربة وأعربا عن دعمهما الكامل لمهمته الاستثنائية الصعبة. من ناحيته، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس تنظيم مؤتمر دولي في موسكو حول اللاجئين السوريين وذلك لدى استقباله نظيره اللبناني ميشال سليمان، قائلاً «نحن مستعدون لاقتراح موسكو لتنظيم هذا اللقاء إذا وافقت الدول المعنية على ذلك»، ووعد بتقديم المساعدة المالية للبنان لدعمه في إيواء اللاجئين السوريين على أراضيه. في الأثناء، قالت مسؤولة الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس أمس، إن أكثر من 650 ألف شخص فروا من النزاع في سوريا، فيما أكد الأردن أن قوات حرس الحدود استقبلت خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 20 ألف لاجئ سوري بينهم مئات المصابين والجرحى والمرضى. وتعهد وزير الخارجية التركي أحمد داؤود أوغلو بمواصلة بلاده استقبال اللاجئين السوريين، مطالباً مجلس الأمن على هامش مؤتمر دافوس السويسرية بأنه يتعين عليه اتخاذ إجراء بشأن جرائم الحرب والأزمة الإنسانية السورية، مشيراً إلى أنه «يتوجب بحث مسألة فرض مناطق حظر جوي أو استراتيجيات أخرى وإلا فإن صمت المجلس سيعني استمرار منح ضوء أخضر للنظام السوري لمواصلة جرائم حرب». وقال لافروف أمس، إن خصوم الرئيس الأسد مصرون على الإطاحة بحكومته ووصف «الفكرة المسيطرة» الخاصة بهذا الهدف بأنها عقبة لا يمكن تخطيها أمام السلام. ولم تشر تصريحات لافروف في مؤتمر صحفي سنوي إلى أي تغيير في موقف بلاده التي تقول إن خروج الأسد من السلطة لابد آلا يكون شرطاً مسبقاً لأي اتفاق لإنهاء العنف الذي سقط خلاله أكثر من 60 ألف قتيل. ومضى يقول «كل شيء يتعارض مع الفكرة المسيطرة على المعارضة بالإطاحة بنظام الأسد. ما دام هذا الموقف العنيد قائماً، فلن يحدث أي شيء طيب وسيستمر الصراع المسلح وسيموت الناس». كما اتهم لافروف دولاً غربية وعربية اعترفت بالائتلاف الوطني السوري المعارض بتقويض فرص الحل السلمي للصراع من خلال منح الدعم لمقاتلي المعارضة. وأضاف «ما زال نشطاء المعارضة يرفضون تماماً الحوار ولجأوا للصراع العسكري ويشجعهم شركاؤنا في ذلك ويدعمونهم بكل ما يحتاجونه لإطالة أمد الصراع». وتابع الوزير الروسي أن الهدف الرئيسي لموسكو في سوريا هو وقف العنف في أقرب وقت ممكن. ومضى يقول «لكن زملاء آخرين فيما يبدو لديهم أولويات أخرى... كثيراً ما نتحدث معهم عن ذلك ويبدو أنهم يتفهمون كل شيء والخطر الذي يصاحب احتمال تفكك الدولة». وزاد «لكن عندما يتحدثون علانية يتحدثون عن أمور مختلفة نوعاً ما عما يخبروننا به في الأحاديث الجانبية». إن هذه الحلول تصطدم باصرار المعارضة السورية على ازاحة الرئيس بشار الاسد من السلطة. وقال «كل شيء يصطدم بهوس المعارضين بفكرة إطاحة الأسد». وأضاف «طالما أن هذا الموقف غير القابل للمساومة سيبقى معتمداً، لا يمكن أن يحصل أي شيء جيد، ستتواصل المعارك وسيموت الناس باستمرار». وعبر وزير الخارجية الروسي عن اسفه لعدم قيام الدول الغربية باقناع المعارضين بالتحاور مع السلطة. وقال «لم تحصل محاولات لوضع أطراف النزاع على طاولة المفاوضات. فقط نحن وشركاؤنا الصينيون وموفد الأمم المتحدة (السابق) كوفي عنان وخلفه الأخضر الإبراهيمي حاولنا القيام بذلك». وقال «أولويتنا ليست بلوغ هدف جيوسياسي مثل إطاحة نظام الأسد وإنما إرساء استقرار الوضع ووقف إراقة الدماء سريعاً لانقاذ أرواح السوريين». وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف توقع أمس الأول، أن النزاع السوري «قد يطول» وأن السلطة لم تفقد السيطرة على الوضع. في هذا الوقت، وصل حوالى 77 روسياً كانوا يقيمون في سوريا صباح أمس إلى موسكو قادمين من دمشق عن طريق بيروت، في أول عملية إجلاء قامت بها السلطات الروسية لمساعدة رعاياها الهاربين من العنف، لكنها أوضحت أنها ليست عملية إجلاء منظمة أو خطة إجلاء تقوم بها الحكومة. وقالت موسكو إن هؤلاء المواطنين عبروا عن رغبتهم بمغادرة سوريا وتمت مساعدتهم على ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©