نور الإسلام

قطرات من الفرح أمست شلالات منهمرة بصيص من الأمل تحول إلى زهور متفتحة نعم، لقد ولد النور من جديد حاملا معه حلاوة الدنيا وبهاءها· نعم إنه نور، نور الإسلام الذي ولد مع النبي ''صلى الله عليه و سلم''· إنه يوم المولد النبوي· طوبى لأمه الصابرة، و طوبى لأبيه الجلود· فقد كانت أمه آمنة بنت وهب، التي تعد أفضل امرأة في قريش نسبا و حسبا· أما أبوه عبد الله، فقد كان صامدا كالجبل، دافن الوهن· فأراد أبوه عبد المطلب أن تشاركه حياته امرأة تليق بمكانته السامية، وكانت آمنة هي المختارة· أمر عبد المطلب بعد ذلك ابنه (عبد الله) أن يرتحل إلى المدينة ويمتار لهم تمرا· فذهب و فعل كما أراد أبوه، ولكن وقع ما لم يكن في الحسبان! شاء قدر الله تعالى أن يلقى حتفه هناك، وكانت الكارثة الأكبر في انهيار زوجته آمنة لدى علمها برحيله· انكسر قلبها الرقيق على زوجها العزيز، الذي لم يحظ برؤية وليده الوحيد· وقيل إنَّه توفي بعد ولادته ''صلى الله عليه و سلم'' بشهرين، وبه يقول أكثر المؤرخين· أما آمنة المكلومة، فقد عزمت على تحويل مشاعرها المكبوتة إلى قصيدة مكتوبة تعد من أروع المراثي، حيث قالت: عفا جانب البطحاء من ابن هاشم وجاور لحداً خارجاً في الغماغم دعته المنايا دعوة فأجابها وما تركت في الناس مثل ابن هاشم عشية راحوا يحملون سريره تعاوره أصحابه في التزاحم فإن تلك غالته المنايا و ريبها فقد كان معطاءً كثير التزاحم الأم شمس، والأب قمر، و الابن نجم، لقد كنتم، وما زلتم، مصدر إشعاع و إشراق هذه الأمة وضيائها· رضوان الله عليكم أجمعين· و صلوات الله عليك يا محمد· سناء سباعي- أبوظبي ننشر مقالات القراء التي نستقبلها على هذا الإيميل dunia@admedia.ae