الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

نحر الأضحية بعد صلاة العيد أمر إلهي وتوجيه نبوي

18 سبتمبر 2015 01:14
أحمد محمد (القاهرة) أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة، فرفع رأسه مبتسماً، فقال: «إنه أنزلت علي آنفا سورة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ»، ثم قال: هل تدرون ما الكوثر؟، قالوا الله ورسوله أعلم، قال هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا رب، إنه من أمتي، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك». قال ابن كثير، ورد في صفة الحوض يوم القيامة أنه يشخب فيه ميزابان من السماء عن نهر الكوثر، وأن عليه آنية عدد نجوم السماء، والكوثر نهر في الجنة، وقوله «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» أي كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك النهر فأخلص لربك صلاتك المكتوبة والنافلة ونحرك، فاعبده وحده لا شريك له، وانحر على اسمه وحده لا شريك له، يعني بذلك نحر البُدن ونحوها. ذبح المناسك واستقبل بنحرك القبلة، وأن المراد بالنحر ذبح المناسك، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد ثم ينحر نسكه ويقول: «من صلى صلاتنا، ونسك نسكنا، فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فلا نسك له، فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله، إني نسكت شاتي قبل الصلاة، وعرفت أن اليوم يوم يشتهى فيه اللحم، قال: «شاتك شاة لحم»، قال فإن عندي عناقا هي أحب إلي من شاتين، أفتجزئ عني؟ قال: «تجزئك ولا تجزئ أحداً بعدك». وقال الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير، ويتعين أن في تفريع الأمر بالنحر مع الأمر بالصلاة على أن أعطاه الكوثر، خصوصية تناسب الغرض الذي نزلت السورة له، وهذا يرجع إلى ما رواه الطبري عن سعيد بن جبير، أن قوله فصل لربك وانحر أمر بأن يصلي وينحر هديه وينصرف من الحديبية، وإن كانت السورة مدنية وكان نزولها قبل فرض الحج كان النحر مرادا به الضحايا يوم عيد النحر. وقوع الأمر وأخذوا من وقوع الأمر بالنحر بعد الأمر بالصلاة دلالة على أن الضحية تكون بعد الصلاة، وعليه فالأمر بالنحر دون الذبح مع أن الضأن أفضل في الضحايا وهي لا تنحر، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضح إلا بالضأن تغليب للفظ النحر وهو الذي روعي في تسمية يوم الأضحى يوم النحر. وقال الإمام السعدي، لما ذكر الله منته على نبيه، أمره بشكرها فقال فصل لربك وانحر، خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما أفضل العبادات وأجل القربات، لأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله، وتنقله في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به. وقال الشنقيطي في «أضواء البيان»، فكما أعطاه الكوثر فليصل لربه سبحانه ولينحر له، وقيل هي صلاة العيد، والنحر قيل فيه أقوال عديدة أولها في نحر الهدي أو نحر الضحية. وعن قوله: «إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» قال ابن كثير، أي إن مبغضك -يا محمد- ومبغض ما جئت به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين، هو الأبتر الأقل الأذل المنقطع ذكره، قال ابن عباس ومجاهد، نزلت في العاص بن وائل، الذي كان إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دعوه، فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره، فأنزل الله هذه السورة، وعن عطاء أنها نزلت في أبي لهب، وذلك حين مات ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب أبو لهب إلى المشركين وقال بتر محمد الليلة فأنزل الله «إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ»، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه ينقطع ذكره، وحاشا وكلا، بل قد أبقى الله ذكره على رءوس الأشهاد، وأوجب شرعه على رقاب العباد، مستمراً على دوام الآباد، إلى يوم الحشر والمعاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©