الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: تفقيه التجار في الدين أفضل مواجهة للغلاء

العلماء: تفقيه التجار في الدين أفضل مواجهة للغلاء
18 سبتمبر 2015 01:14
حسام محمد (القاهرة) المتابع للأسواق في المجتمعات الإسلامية سيجد الغلاء يسيطر عليها خاصة في الفترات التي تسبق المواسم والأعياد ولم يعد الغلاء في السلع الكمالية فحسب بل طال الكثير من السلع الأساسية والضرورية الأمر الذي جعل الكثير من الناس يشتكون حمى الغلاء ورغم تدخل الحكومات في كثير من الأحيان لوضع حد لهذا الغلاء فإن الوضع مازال على ما هو عليه وهو ما يطرح السؤال: كيف واجهت الشريعة الإسلامية ظاهرة الغلاء؟ سؤال طرحناه على عدد من العلماء فماذا قالوا؟ الطبقات الفقيرة يقول د. عبد المقصود باشا الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر: بالفعل المتابع لحالة الأسواق العربية والإسلامية سيجد موجة الغلاء تضرب الكثير من تلك المجتمعات وبلا شك فإن غلاء الأسعار من المشكلات التي تعكر صفو الأسر بلا استثناء ولا سيما الأسر المتواضعة التي تعيش دون حد الكفاية أو حتى الأسرة المتوسطة التي يباغتها الغلاء فتضطر للتنازل عن بعض الرفاهية التي كان أفرادها يحيوها ومن هنا يتسبب الغلاء في الشقاء والمعاناة من نقص في الحاجات الأصلية للحياة الكريمة التي كفلها الإسلام للفرد المسلم. ويضيف أن أسباب الغلاء متعددة واتفق العلماء على أن بعضها قدري يحدث لقلة المعروض من السلع بسبب النوازل السماوية من أمطار أو جفاف أو سوء الأحوال الجوية التي تتسبب في تلف المحاصيل الزراعية ما يتسبب في غلاء الأسعار وهذه من قَدَر الله عز وجل للابتلاء وللعقاب وهنا يأتي دور الدعاء حيث يتوجب على المسلم في تلك الحالة أن يدعو الله ويستغفره مثلما فعل نبي الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام حينما شكا من الحاجة والعوز فقال الله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً)، (نوح:10/‏‏‏12) وقد حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أن زادت الأسعار بدرجة مبالغ فيها فلجأ الصحابة للنبي طالبين منه التدخل لإنقاذهم من ذلك الغلاء واقترح بعض الصحابة أن يضع النبي صلى الله عليه وسلم تسعيرة خاصة لكل السلع التي تباع في السوق فقال صلى الله عليه وسلم لصحابته: « أدعو الله إن الله هو المُسَعِر القابض الباسط وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحدكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال». وأضاف: ولابد لمواجهة غلاء الأسعار وحماية للفقراء من تدخل المسؤولين لأن أولياء الأمور في مجتمعاتنا مكلفون شرعا بأن يحموا الرعية من غول الغلاء وذلك في إطار التوجيه النبوي «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». التاجر الفقيه ويقول الدكتور محمد الشحات الجندي أستاذ الشريعة بجامعة حلوان وعضو مجمع البحوث الإسلامية: الشريعة الإسلامية جاءت لتنشر بين الناس الخير والسلام والمحبة ومن اجل هذا وضع الشارع الحكيم الكثير من التعاليم والمبادئ التي تكفل سبل التعامل الحلال والطيب بين الناس في شتى المجتمعات الإسلامية في حالة تم تطبيقها فالله تعالى على سبيل المثال لا الحصر حرم وبشدة أكل أموال الناس بالباطل حيث يقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة «يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل» وحرمت ما يوغر الصدور بين التجار حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يبع بعضكم على بيع بعض» وحرمت غش المستهلكين فخاطب النبي التجار قائلاً: «من غش فليس منا» والغلاء لا يحدث إلا بسبب الاحتكار والذي قال عنه خبراء الاقتصاد إنه يعني وضع مصدر السلعة في يد شخص أو جماعة بعينها ما يؤدي إلى تحكم هذا الشخص أو هذه الجماعة في السلعة ويتيح لهم القدرة على رفع سعرها كيفما أرادوا ومن هذا المنطلق نبذ الإسلام الاحتكار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يحتكر إلا خاطئ» وهذا لأن هذا العمل يحمل في طياته بذور الهلاك والدمار لما يسببه من ظلم وغلاءٍ في الأسعار وإهدارٍ لتجارة المسلمين وصناعتهم وتضييق لأبواب العمل والرزق وهو نوعٌ من محبة الذات وتقديم النفس على الآخرين ويؤدي إلى تضخم الأموال في طائفةٍ قليلةٍ من الناس. وقال: إذا كنا نريد مواجهة الغلاء فعلينا أن ننشر القيم الإسلامية بين التجار المسلمين ونصل بتلك القيم لكل تاجر مسلم أينما كان فالتاجر إذا عرف تعاليم الدين في شأن التجارة وآمن بعظمة الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: « رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى» فالتاجر إذا عرف التفسير الصحيح لهذا الحديث وآمن به فسوف يكون سمحا في بيعه ولا يستغل الناس. مواجهة الغلاء والربا ويوضح الدكتور محمد كمال إمام رئيس قسم الشريعة بجامعة الإسكندرية أن موجة الغلاء تعود في الأساس إلى عدمخشية الله من جانب التجار ومنع الناس للزكاة إلا من رحم ربي في ظل عدم وجود جهات تجمع تلك الزكاة وتوزعها على مستحقيها مما منح الفرص للمحتكرين للسيطرة على الأسواق وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى بذلك فقال:«وما أصابكم فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير». ويدعو التجار بالتوقف عن الجشع واستغلال الناس لأن الغلاء من أبشع أنواع الظلم على اعتبار أنه يؤدي إلى التضييق على الناس في معيشتهم واستغلال حاجتهم إلى القوت اليومي ليستمروا على قيد الحياة ولهذا فإن المغالي في السعر هنا يصل جرمه إلى حد أننا يمكننا اتهامه بـ«الشروع في القتل» حتى ولو بشكل غير مباشر حيث يمنع حق الحياة عن غير القادرين ولهذا نقول لهؤلاء الظلمة «الظلم ظلمات يوم القيامة». لا يحدث إلا بسبب الاحتكار محمد الشحات الجندي يجب التوقف عن استغلال الناس محمد كمال إمام أولو الأمر مكلفون بحماية الفقراء من الغلاء عبد المقصود باشا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©