الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

في ظلال يوم عرفة والعيد

في ظلال يوم عرفة والعيد
17 سبتمبر 2015 21:50
من المعلوم أن اليوم التاسع من شهر ذي الحجة هو يوم عرفة، وهو يوم تجلّت فيه رحمة الله على أهل الموقف فغفر لهم، وتجلت فيه رحمة الله بالمؤمنين جميعاً فأخبرهم بأنه أكمل لهم الدين وأتم عليهم النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً، وتجلت فيه وحدة المسلمين في صعيد عرفات، وقد توحدت مظاهرهم في لباسٍ واحد وتوحدت كلماتهم في دعاء وضراعة لله رب العالمين، وتوحدت آمالهم في قبول الله عبادتهم واستجابته دعاءهم. ونحن في هذه الأيام المباركة على أبواب عيد كريم هو عيد الأضحى المبارك، العيد الذي يجتمع فيه المسلمون على صعيد واحد، في أشرف بقاع الأرض وأقدسها، يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم بالتلبية والدعاء، وتمتلئ قلوبهم بالأمن والإيمان والرخاء. يوم عرفة يوم عرفة أفضل الأيام، فمؤتمر عرفة يمثل الوحدة المقدسة التي صاغتها فريضة الحج في أسمى معانيها، فهناك في عرفات ينتظم عقد الحجيج ويجتمع شملهم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وَبُعْدِ ديارهم، متجردين من الدنيا وزينتها كأنهم ملائكة أطهار، فيتجلى عليهم الحق سبحانه وتعالى، فيسمع دعاءهم، ويجيب سؤالهم، ويحقق آمالهم، ويغفر ذنوبهم، ويباهي بهم ملائكته، فيقول: (انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، جَاءُونِي شُعْثاً غُبْراً ضَاحِينَ، جَاءُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، يَرْجُونَ رَحْمَتِي، ?وَلَمْ ?يَرَوْا ?عَذَابِي?، ?فَلَمْ ?يُرَ ?يَوْمٌ ?أَكْثَرَ ?عَتِيقًا ?مِنَ ?النَّارِ ?مِنْ ?يَوْمِ ?عَرَفَةَ) (?أخرجه ابن حبان)?، وفي ?يوم ?عرفة ?أتم ?الله ?نعمته ?على ?الإنسانية. ومن فضائل يوم عرفة أن صيامه يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، لما رُوي عن أبي قتادة- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: «...صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» (أخرجه مسلم). خطبته- صلى الله عليه وسلم- في يوم عرفة ومن تجليات الله سبحانه وتعالى على عباده في يوم عرفة تلك الخطبة الجامعة التي ألقاها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم وهو على ناقته القصواء، فقد خطب- صلى الله عليه وسلم- خطبته المشهورة في موقف خالد ومشهد رائع، وسط آلاف المؤمنين المحبين لنبيهم ودينهم، ألقى عليهم دستور الحياة ووصيته الجامعة التي تكفل لهم السعادة في الدنيا والآخرة، والكل منتبه ومشدود إلى حديث الرحمة المهداة - صلى الله عليه وسلم-. ولدى مراجعتي لموضوع حجة الوداع في السيرة النبوية لفت نظري أمران، أحب أن أذكرهما: الأول: هذا الجمهور الضخم من المؤمنين الذين لبّوا النداء وجاءوا من كل حدب وصوب مصدقين برسالته مطيعين لأمره، وقد كانوا على الوثنية والشرك، بل كان كثير منهم قد ناصبوه العداء وجالدوه بالسيوف والرماح، ما الذي أحدث هذا التحوّل العجيب في عقيدتهم وسلوكهم، إنه الإيمان بالله. الثاني: هذا الخطاب القويّ المُحْكم الذي خاطب به الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم - الناس أجمعين، فيه الخير كل الخير للإنسانية كلها، والأمن والاستقرار للمجتمعات كلها، والصلاح والفلاح للبشرية على مدى الدهر. عيد الأضحى المبارك العيد من أيام الله المباركة تتجدد فيه المودة وصلة الأرحام وإسعاد اليتامى والفقراء، وفي هذا اليوم المجيد يتذكر المسلمون قصة التضحية الخالدة، قصة إبراهيم- عليه الصلاة السلام- حينما ابتلاه الله عز وجل بذبح ولده إسماعيل فلذة كبده، فلبى نداء ربه طائعاً، ومن المعلوم أن المسلمين يستعدون في هذه الأيام لشراء الأضاحي لذبحها، استجابة لسنة أبينا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، ومن المناسب أن نذكر هنا بعض آداب وأحكام العيد : 1- التكبير في العيد: ويكون التكبير في عيد الأضحى (النحر) من صُبحِ يوم عرفة إلى عصر رابع أيام العيد. 2-الاغتسال والتطيب والصلاة: الاغتسال والتطيب للرجال، وأما النساء فَيُشْرع لهن الخروج إلى مُصَلّى العيد دون تبرج ولا تطيب. 3-ذبح الأضحية: وهي سنة مؤكدة للقادر عليها، وفضلها عظيم لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: (مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً) (أخرجه ابن ماجه)، ووقت الذبح أربعة أيام العيد (يوم العيد) وأيام التشريق الثلاثة. 4- صلة الأرحام: من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©