السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

طفرة النفط والغاز تنعش الاقتصاد الأميركي

طفرة النفط والغاز تنعش الاقتصاد الأميركي
10 أكتوبر 2014 22:40
يُوحي مجمع المصانع القديم في مدينة يونجز تاون بولاية أوهايو والنباتات الطويلة التي تنمو حوله، بانقضاء العصر الذهبي الصناعي في الولايات المتحدة الأميركية. لكن تدور داخل هذا المجمع الذي يشغل مساحة 14 فداناً، قصة أخرى من النشاط والحركة الدؤوبة. ويُعد هذا التحول جزءاً من التغيير الذي انتشر في العديد من المناطق الأميركية المهجورة، بفضل الطفرة المحلية في إنتاج النفط والغاز التي أدت إلى تغيير الحسابات الاقتصادية للصناعات القديمة وللمدن المهجورة على حد سواء. وفي أوهايو، ومن مدينة يونجز تاون في الجنوب إلى كانتون وحتى الأجزاء الريفية من الولاية، حيث يتم استخراج الجزء الأكبر من الغاز الطبيعي من الأعماق الصخرية، عم التغيير قطاعات بكاملها من الصناعة إلى الفنادق والعقارات وحتى القانون. وتعكس سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك عمليات التوظيف في المصانع، الانتعاش الذي ينعم به القطاع الصناعي في مختلف أرجاء الولايات الأميركية. وتقول كاتي جورج، التي تترأس قسم الصناعات العالمية في مؤسسة ماك كينزي آند كومباني الاستشارية :«يعتبر معدل إنتاج الطاقة الحالي، عاملاً مهماً في عمليات التغيير فيما يتعلق بالاقتصاد الأميركي. كما يساعد كذلك في إتاحة الفرصة للمناطق المهجورة لتجديد مظاهرها». التداعيات البيئية لكن لم تخل التداعيات البيئية الناجمة عن هذه الطفرة واستخدام طرق الحفر غير التقليدية لاستخراج النفط والغاز، من جدل واسع حول المدن الأميركية. وفرضت السلطات في نيويورك حظراً على استخدام تقنيات التفتيت المائي، بحجة إمكانية أن تتسبب السوائل التي يتم حقنها في الصخور لتحرير النفط أو الغاز، في تلوث مياه الشرب. وعلى الرغم من أن هذا الخطر ربما يثير مخاوف البيئيين، إلا أنه لم يلق معارضة كبيرة من قبل السكان الذين هم في أشد الحاجة للنمو الاقتصادي الذي يصحب هذه العمليات بصرف النظر عن مخاطرها. وفرغت فالوريك، الشركة الفرنسية الصناعية العملاقة، من إنشاء مصنع في مدينة يونجز تاون يغطي مساحة قدرها مليون قدم مربعة، وهو مخصص لإنتاج أنابيب معدنية لقطاع الطاقة كأول مصنع في المنطقة منذ 50 عاماً. ومن المتوقع إنشاء مصنع آخر صغير في العام المقبل، لإنتاج القطع التي تربط الأنابيب ببعضها بعضاً، جوار المصنع الحالي الذي بلغت تكلفته نحو 1,1 مليار دولار. وتظهر حالة التغيير جلية في أسواق المدن الواقعة في شمال شرق أوهايو، والتي كانت تحتضر قبل فترة، وكذلك في الأرقام الاقتصادية للولاية عموماً. وبلغت نسبة البطالة في الولاية 5,7% في يوليو من دون النسبة الوطنية عند 6,1%، في تحول كبير منذ 4 سنوات، عندما بلغت نسبة البطالة في أوهايو 10,6% متجاوزة النسبة الوطنية، وتسريح الشركات لموظفيها في العديد من الولايات الأميركية. وانخفضت نسبة البطالة في مدينة يونجز تاون إلى 6,7% بالمقارنة مع 13,3% في 2010. غياب الاستثمارات ويقول نيد هيل، البروفيسور في التنمية الاقتصادية في جامعة كليفلاند :«عانت يونجز تاون ومدينة كانتون غياب الاستثمار لمدة لا تقل عن أربعين سنة، لكن لم تعد هذه المدن مهجورة الآن، حيث أصبحت شوارعها مكتظة بحركة المرور». ومع أن يونجز تاون وجارتها ماهوننج، ليست شبيهة بمدن مثل سيلكون فالي أو بتسبيرج، لكنهما ودعتا ماضيهما الصناعي بحثاً عن النمو في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم. وشهدت يونجز تاون إنشاء مصانع أخرى مثل، إكستران في مايو 2013 لصناعة المعدات المستخدمة في إنتاج النفط والغاز. وأوضحت دراسة أعدتها ماك كينزي في السنة الماضية، إمكانية توفير عمليات الغاز الصخري والنفط المحكم، نحو 1,7 مليون وظيفة على نطاق أميركا، حيث من المتوقع أن تتوزع معظم هذه الوظائف في مدن مثل يونجز تاون، نظراً لقرب حقول الإنتاج الجديدة مثل، يوتيكا للغاز الصخري. ولا تزال أميركا تستورد منتجات مصنعة تتجاوز بمئات المليارات من الدولارات ما تقوم بتصديره. لكن عاد الإنتاج الصناعي بقوة في أعقاب الكساد الكبير، بنسبة تقارب 20% منذ عام 2009. كما تعافت أيضاً وظائف القطاع الصناعي في ذلك الوقت، بعد أن عانت تراجعاً كبيراً خلال الأزمة. ومنذ تراجع الوظائف لأدنى مستوياتها في 2010، أضافت الشركات الصناعية نحو 700 ألف وظيفة، ليصبح إجمالي القوة العاملة في القطاع بالولايات المتحدة الأميركية نحو 12,2 مليون وظيفة. وتنعم كذلك قطاعات السلع الاستهلاكية التي استطاعت الصمود أثناء سنوات المعاناة، بالانتعاش أيضاً. كما نجحت المدن الصغيرة مثل كانتون، في جذب موظفي الياقات البيضاء من عاملين في قطاعات تتضمن القانون والهندسة والمساحة، وغيرها من الوظائف المتخصصة، بدلاً من موظفي المصانع. وقامت شركة ريتيو للخدمات الهندسية من مدينة لانكستر بولاية بنسلفانيا، بفتح أول مكتب لها في كانتون في أغسطس 2011. المناطق الريفية وعلى الرغم من أن التأثير الاقتصادي أقل وضوحاً في المناطق الريفية من ولاية أوهايو، إلا أنه لا يقل أهمية. وتم في مقاطعة هاريسون إنشاء مصنع للتقطير، وهو واحد من بين ثلاثة مصانع عملاقة قامت بتشييدها شركة أكسيس مدستريم العاملة في مجال الطاقة في مدينة أوكلاهوما. وأنفقت الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية نحو 1,8 مليار دولار على عمليات البنية التحتية، بهدف المساعدة في تكرير وفصل الهيدروكربون الخام المستخلص من حقل يوتيكا للغاز الصخري. ويؤكد سكوت هالام، المشرف على أعمال الشركة في الحقل، أن إنفاق مثل هذا المبلغ الكبير لا يأتي عبثاً، بل في مرفق من المتوقع أن تستمر عائداته لمدة 50 عاماً على الأقل. وفي حين يتطلع قطاع الطاقة إلى مستقبل يمتد لنحو نصف قرن من الزمان، تستعد شركات التطوير العقاري لإنشاء الفنادق التي تستوعب القادمين والعائدين لهذه المدن، بعد أن هجروها لسنوات عديدة بسبب الركود الاقتصادي. نقلاً عن: إنترناشونال نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©