الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحوار الصيني الأميركي

24 ديسمبر 2006 23:42
قبل أن يصل الى بكين على رأس وفد ضخم، استبق وزير الخزانة الاميركي هانك بولسون نتائج المحادثات مطالبا بعدم تعليق الكثير من الآمال على الزيارة· وكذلك سارت الامور بالفعل· فقد انتهت الزيارة التي استمرت يومين بوابل من التصريحات عن الرغبة المتبادلة في تحسين العلاقات، لكن دون تحديد الوسائل المطلوبة لتحقيق هذا الهدف· وهذا لا يعني أن المحادثات كانت غير ذي جدوى، بل كانت جيدة خاصة وأنها تمثل أول جلسة مما يتطلعون لان تصبح ''حوارا اقتصاديا استراتيجيا'' بين بكين وواشنطن· صحيح ان الخلافات كبيرة وعميقة ومعقدة وبناء جسور من الثقة سيتطلب بعض الوقت، لكن أهمية العلاقات بين البلدين تجعل من الضروري بوضوح تجاوز الخلافات التي عادة ما تهدد بتقويض جهود التحسين· وحتى لو لم ينجح البلدان في التوصل لحل سريع، فان تحسن مستوى التفاهم يجعل من السهل ادارة أو منع الاذمات المستقبلية· والمؤكد ان المحادثات انعقدت تحت ظلال جدل قوي في الكونجرس يحاول القاء اللوم على الصين في كل المتاعب الاقتصادية الاميركية بداية من العجز الضخم في ميزان المعاملات الجارية وصولا الى ركود الدخل الحقيقي· وكثير من هذه الاتهامات خاطئة أو مبالغ فيها، لكن الخطر كل الخطر أن تتحول هذه الاتهامات الى واقع من الحمائية· وهذا جعل بولسون يواجه ضغوطا كبيرة لكي يخرج بنتائج فورية من خلال اقناع الصين بتغيير سياساتها الاقتصادية، وقد طالب بشكل خاص برفع سعر صرف اليوان الصيني بشكل سريع، والتعجيل بوتيرة الاصلاح المالي والاقتصادي وتحويل المزيد من المصادر الى الاستهلاك المحلي بدلا من الاستثمارات التي تركز على الصادرات· ولا تعارض الصين هذه الاصلاحات لكن كثيرا من دوائر صنع القرار في بكين غير مستعدة أو غير راغبة في تنفيذها بالطريقة التي تريدها واشنطن، وذلك لاغراض تتعلق بالسياسية المحلية· ويحاول المسؤولون الصينيون الترويج لفكرة ان واشنطن لم تقدر كم الانجازات التي حققتها الصين حتى الان في مجال التحرر الاقتصادي، ويشددون على انهم سيتحركون بالوتيرة التي يريدونها هم وليست المفروضة عليهم من الخارج· بالطبع هناك حجج قوية بان الاصلاحات السريعة مطلوبة للحفاظ على النمو في الصين، لكن اميركا ليست في وضع يؤهلها لتولي دور الناصح الامين· فكثير من المشكلات الاقتصادية التي يشكو منها الكونجرس هي فعليا مشكلات داخلية لا علاقة للصين بها، كما أن من البديهي ان بكين تميل لرفض السياسات اذا كانت مدموغة بوصف ''صنعت في واشنطن''· ورغم هذا فانه يجب على الصين ان تدرك انها تواجه خيارا واضحا· فاما أن ترد بايجابية على هذه المقترحات واما ان تخاطر بان تنتصر القوى المعارضة للصين وما يستتبعه ذلك من تداعيات لا يمكن تقديرها على مصالح البلدين· وبالنظر الى قوة المشاعر المعادية للصين في الولايات المتحدة فان الوقت ينفد أمام الصين للقيام بهذا الخيار· ''الاندبندنت''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©