الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

طالب من معهد مصدر يبحث وسائل تطهير مخلفات مياه السفن

13 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - يسعى الملازم أول طلال الهاجري، مهندس بحري في البحرية الإماراتية، والطالب في برنامج هندسة المياه والبيئة في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، لحل عقبات معالجة “مياه الصابورة” أو ما يسمى أيضاً بمياه التوازن، التي يتم استخدامها للحفاظ على ثقل وتوازن ناقلات النفط قبيل تحميل الشحنة، وتضطر السفن للتخلص منها لاحقا في مياه البحار والمحيطات. ولهذه الغاية، يقوم الباحث الآن بدراسة علم الأحياء الدقيقة البيئي في مختبر الهندسة الكيميائية بمعهد مصدر، كما أنه يعمل على مشروع يهدف لتوفير حل حقيقي لقطاع النقل البحري في هذه المنطقة، بتكلفة منخفضة، بحسب بيان صحفي صادر عن “معهد مصدر” أمس. ويدرس الباحث حالياً الكائنات الحية الدقيقة التي توجد في مياه الصابورة، والتي تشكل خطراً على البيئة وصحة الإنسان، لمساعدته في تحسين توجيه التقنيات الخاصة باستئصال المواد الملوثة. علاوة على ذلك، يقوم معهد مصدر بدراسة وبحث وسائل مختلفة لاستئصال الملوثات بما في ذلك الأكسدة والأشعة فوق البنفسجية والمعالجة بالأوزون والمواد الكيميائية، وذلك بهدف العثور على الوسائل الأقدر على استئصال الكائنات الدخيلة على المنطقة. في نهاية المطاف، يأمل في ابتكار نظام نموذجي قابل للتحديث والتعديل في السفن الناقلة، بإمكانه القضاء على أي نوع من الكائنات الخطرة في مياه الصابورة، دون إضافة أية مواد كيميائية قد تضر بالبيئة البحرية. وتنبع أهمية البحث من حقيقة استئثار الخليج العربي بأهمية اقتصادية بالغة، حيث يشهد حركة كثيفة للسفن والناقلات وخصوصاً الناقلات النفطية. وتشير التقديرات إلى أن 20% من تجارة النفط في العالم تمر عبر مضيق هرمز، بين خليج عمان والخليج العربي. وبينما تسهم حركة المرور الكثيفة لناقلات النفط من وإلى منطقة الخليج في جلب الأموال للدول المطلة على الخليج العربي، فإنه ترافقها بعض الآثار السلبية على البيئة، ومنها مياه الصابورة. فعندما تقوم ناقلات النفط برحلة لوجهة ما بغرض نقل شحنة من مكان إلى آخر في أرجاء المعمورة، تستخدم مياه الصابورة لتعبئة الخزانات الفارغة بغرض استبدالها فيما بعد بالشحنة النفطية المراد نقلها، وذلك للحفاظ على استقرار السفينة في أعالي البحار، ثم تفرغ شحنتها من المياه عند تحميل الشحنة المطلوبة. وبحسب البيان، تستخدم في هذه العملية كميات هائلة من المياه تقدر بنحو 3,7 مليار طن يتم نقلها وتفريغها على مستوى العالم سنوياً. وتعتبر هذه المياه أكثر العوامل المسببة لتلوث البيئة في المنطقة، ويحتوي جزء كبير من هذه المياه على كائنات حية ونباتية دقيقة دخيلة ومضرة بمياه المنطقة. وتحتوي مياه الصابورة، على أكثر من 3 آلاف نوع من الكائنات الحية الدقيقة مثل الفقاريات واللافقاريات والعوالق النباتية والحيوانية والبكتيريا والفيروسات وغيرها من الرواسب. ورغم وجود معظم هذه الأنواع بصورة طبيعية في البحار والمحيطات في كل مكان، لكن كل منطقة لديها سلسلتها الغذائية الخاصة بها. ويلحق الإخلال بذلك التوازن الضرر بالبيئة البحرية علاوة على العواقب الناتجة عن سد نظم الترشيح المؤدية وتعريض مصايد الأسماك المحلية للأمراض، مثل الكوليرا. ووفقاً لتقديرات المنظمة البحرية الدولية، وهي وكالة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة تتولى مسؤولية تحسين وتعزيز السلامة البحرية ومنع التلوث الناجم عن السفن، فإن مياه الصابورة تتسبب بخسائر تفوق 138 مليار دولار سنوياً، ما يجعلها “كارثة بحرية بيئية على المستوى العالمي”. وقد تم سن قوانين دولية في هذا الشأن منذ عقود، لكن تطبيقها لا يزال بعيد المنال. وبحسب بيان “معهد مصدر”، ينبغي أن يكون النظام قادراً على التعامل مع الكم الهائل من مياه الصابورة الذي يصل إلى 1,8 مليون لتر للرحلة الواحدة، وتقوم مياه الخليج العربي بامتصاصه كل يوم. كما يجب أن تكون تكلفة تركيب النظام وتشغيله منخفضة، بما أنه في الغالب لا يتم تطبيق القوانين الخاصة بمياه الصابورة أو أن المخالفين لا يتحملون غرامات كبيرة، ومن ثم سيكون اعتماد النظام في البداية طوعياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©