الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأحذية المستعملة تجارة تبدأ عملاً خيرياً وتنتهي مظهراً اجتماعياً

25 سبتمبر 2011 19:58
(بيروت) - الأناقة لم تعد تقتصر على الثياب فقط، فهناك شريحة كبيرة من اللبنانيين تهتم بالفوز بحذاء من “الماركات” العالمية. ويمكن الحصول على أحذية مميزة من البسطات والأسواق الشعبية، بأسعار رخيصة مقارنة بأسعار الجديدة ذات الماركات التجارية العالمية التي تتطلب ميزانية ضخمة. الجلد الأصلي التاجر محمد حسين غاص في المهنة ومشاكلها وعوائقها، فبدأ حديثه عن الأحذية المستعملة والمستوردة التي أخذت تشهد رواجاً وانتشاراً في مختلف المناطق اللبنانية. فقال إن “تحديد الأصناف والأنواع والجودة، لها مواصفات عديدة، من أولوياتها الاعتماد على البضائع ذات الأصناف و”الماركات” العالمية المعروفة مثل الجلد الأصلي و”الموديل” الجميل، وغير ذلك من المميزات التي تختلف بين حذاء مستورد وآخر. إضافة إلى هذه العوامل، لدي شركاء في الخارج يتمتعون بخبرة واختصاص، فيقومون بزيارة الأسواق في ألمانيا وإيطاليا والعديد من البلدان الأوروبية، وأيضاً المشاركة في المزادات و”الستوكات”، حيث يتم إبرام الاتفاق لتصدير البضائع إلى لبنان عن طريق ألمانيا. وكما قلت نعتمد على نوعية جيدة للحذاء مهما كان عتيقاً، مثل التصميم الفني الجميل والجودة والأناقة. حول توصيفه لهذه التجارة والفارق بين الحذاء الجديد والمستعمل، أجاب حسين “هناك مواصفات لا بد منها موجودة في الحذاء المستعمل أو ما يسمى بـ”البالة”، وعلينا كسب الشرائح الاجتماعية الميسورة والغنية، وأيضاً الفقيرة والمعدمة”. وحول الزبائن التي تقصدهم، قال “نرى الفقير الذي يريد شراء حذاء بثمن بخس، والغني الذي لا يهمه السعر بقدر الجودة و”الموديل”، وهناك أحذية تباع بثمن باهظ لأنها شبه جديدة. المستعمل أفضل أسعد الدادا استعرض واقع تجارة وبيع الأحذية المستعملة والمستوردة من الخارج، فقال إن “المعامل التي تنتج أحذية جديدة تزاحمنا في مهنتنا، إلا أن كل واحد يأخذ نصيبه، وهناك نسبة كبيرة تفضل اقتناء حذاء مستعمل مواصفاته معروفة، على شراء الجديد ذي الصناعة التقليدية”، مشيرا إلى أن تجارة الأحذية المستعملة أصبحت من النشاطات المهمة في لبنان بالرغم من العوامل العديدة التي تؤثر أحياناً في حركة السوق صعوداً وهبوطاً، وما تزال لهذه التجارة بريقها وجاذبيتها، خاصة لدى الطبقات والفئات الفقيرة، في المقابل فإن توارث هذه التجارة بين العائلات والبيوتات ما زالت تشق طريقها جيلاً بعد جيل”. وعن الأسرار والقواعد في تجارة الأحذية المستعملة، قال الدادا “لكل سوق أسراره ودهاليزه لا يعرفها إلا ممتهني “الصنعة” وأهل الخبرة، وهي مثل أي سوق لها مواسم وفيها الأصلي والمقلد والنادر. وحالياً يشهد السوق حالة من الركود النسبي، بسبب الجمود الاقتصادي والمضاربة والمنافسة في المهنة، حيث تحولت الأسواق الشعبية في لبنان إلى نوع من “الفولكور” التجاري، احد أهم أركانه الطبقة الفقيرة وما تبقى من الوسطى. خبرة طويلة حول مصادر استيراد الأحذية المستعملة، قال محمد السمرا، أحد التجار الذين يعملون في هذه “الصنعة” منذ 30 عاماً، إنها تأتي من أوروبا وكندا وأميركا، وبعضها يجمع مجاناً من المتبرعين، وتقوم الكنيسة ببيعها للتجار هناك للاستفادة من عائداتها في الصرف على أنشطتها المختلفة، ويقوم بعض التجار في أوروبا ببيعها لتجار “الستوكات” في لبنان، عبر وكلاء وخبراء بعد تصاعد الطلب عليها، بسبب ارتفاع وغلاء الأحذية الجديدة بشكل خيالي لا يتناسب ومداخيل شرائح كبيرة من المجتمع. وهكذا يتم بيع كل قطعة بسعر حسب جودتها وحالتها. ولم تعد نتاجات المصانع الكبيرة هي وحدها المسيطرة على تجارة الأحذية، بل أصبح لها الآن منافس واضح، إذ انتشرت مؤخراً الكثير من المحال التي ترفع على واجهاتها لافتات تقول “أحذية أوروبية وإيطالية، أو التصفية الأوروبية في محاولة لجذب الزبائن الذين يفضلون حذاء “الماركة” و”الموديل”. وهذه المحلات إلى جانب الأسواق الشعبية أصبحت محط أنظار الكثيرين في الوقت نفسه، وهناك عدد متزايد من المواطنين ذوي الدخل المحدود والمرتفع على حد سواء، يفضلون هذه البضائع الأوروبية بسعرها المتدني، بحثاً عن “ماركة” عالمية ورغبة في توفير الفارق الكبير في السعر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©