الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثمن التغيرات المناخية

25 سبتمبر 2011 19:55
من لا يؤمن بأن هناك علاقة مابين التغيرات المناخية والكوارث وزيادة الفقر والمجاعة في بعض الدول فهو مخطئ، ورغم أن الهموم البيئية على المستوى العالمي كانت هذا العام تتمحور في بؤرة الكارثتين العالميتين وهما البراكين وتسونامي اليابان، إلا أن التأثيرات المناخية قد حققت ما كان العلماء والخبراء البيئيون يتوقعونه، ومنه أن ارتفاع درجات الحرارة سوف يؤدي إلى فيضانات في دول وجفاف ومجاعة في دول أخرى، وقد جاء ذلك في عدة تقارير لمنظمة الأغذية العالمية الفاو وفي تقارير للأمم المتحدة. صادف العام الماضي 2010 وقوع كارثتي بركان أيسلندا وتسرب بقعة النفط في خليج المكسيك، وقد أدت كارثة البراكين إلى تعطل حركة الملاحة الجوية في عدة مطارات في الدول الأوروبية، ومن جانب آخر أوضحت اللقاءات السنوية الخاصة بالتأمين والتي عقدت مؤخرًا في إمارة مونت كارلو، أن عام 2011 ضرب رقما قياسيا في الخسائر الناتجة عن الكوارث الطبيعية، حيث ارتفعت قيمة الخسائر إلى 70 مليار دولار، أي ضعف قيمة خسائر العام الماضي بأكمله. أيضا على سبيل المثال بلغت قيمة خسائر الزلزال الذي ضرب نيوزيلاندا في فبراير الماضي ما بين 9 و12 مليار دولار، والكارثة النووية في فوكوشيما فقد بلغت خسائرها 30 مليار دولار، عدا الخسائر الاقتصادية التي بلغت 210 مليارات دولار، وتلك التحديات البيئية الناتجة عن الكوارث، تترك آثارا آخرى ومنها مشاكل ومخاطر على الطيران بسبب غبار البركان الكثيف، ولذلك حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الرماد البركاني قد يفاقم حالة المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، حيث إن درجة الخطورة تتوقف على حجم الجسيمات المنطلقة من البركان، وأظهرت تحاليل عينة من الرماد البركاني الأيسلندي أن حوالي 25% من هذه الجسيمات، دون 10 ميكرونات ومن هنا يتضح الأثر البالغ لهذه الجسيمات على صحة الإنسان. أيضا تلك الغازات الناتجة عن البركان تحتوي على نسبة عالية من بخار الماء، بالإضافة إلى الكبريت والنيتروجين والكلور والهيدروجين، وأن بخار الماء يرتفع إلى أعلى وعندما يبرد يتكاثف ويسقط على شكل أمطار.. هذه الأمطار عادة ما تكون حمضية ولها تأثير سيء جدا على البيئة وتؤدي إلى تدمير التربة التي تحتاج لاستصلاحها فيما بعد سنوات طويلة. وفي فوكوشيما باليابان اقتلع تسونامي الأرض بما عليها، وأثر ذلك على المفاعلات النووية ما شكل خطرا وصل لمراحل الكارثة. نحن اليوم نعيش على برامج يتم وضعها وكأنها يافطات مناشدة لكل إنسان على ظهر الكوكب، ليساهم في التخفيف من الضغط الحاصل على الطاقة الكهربائية والثروة المائية، وأن يساهم في الحد من الاحترار الناجم عن الغازات الدفيئة التي تنبعث من عمليات التعمير أو التصنيع، ورغم ذلك فإن النسبة الأكبر من هؤلاء البشر، تلهث خلف الثروة غير آبهة بالكوارث التي تسببها للبشرية، وأولئك أنفسهم ضحايا لكل مكونات الطمع والآثار الناجمة عن مخلفات تلك العلميات التجارية. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©