الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرجال أكثر «ثرثرة» من النساء!

الرجال أكثر «ثرثرة» من النساء!
20 سبتمبر 2013 21:24
دأب الرجال على تصوير النساء باعتبارهن ثرثارات، وهذه النظرية حاول الرجل مراراً وتكراراً أن يرسخها لكنها انقلبت عليه، فقد أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الرجال هم أكثر ثرثرة من النساء، فقد قال خمس الرجال من الذين شملتهم الدراسة أنهم يقضون ثلاث ساعات على الأقل في الثرثرة كل يوم خلال أوقات العمل، فهم يثرثرون بشكل رئيسي على زملائهم في العمل، وكشفت الدراسة أن واحداً من كل عشرة رجال يحب أن ينبش في ماضي الآخرين مقارنة بـ4 % من النساء، كما تبين أن الرجال متورطون ومذنبون أكثر في نشر الشائعات، على ذمة الدراسة طبعاً. هناء الحمادي (أبوظبي) - وفقاً للدراسة، قال 55% من الرجال إنهم يثرثرون خلال فترة العمل، مقارنة بـ46% من النساء. ويتصدر موضوع المشاكل العائلية قائمة الثرثرة بالنسبة للنساء، ويتبعه، أخبار أصدقاء المدرسة، والموضة، والأزياء، وأخبار الجيران. أما قائمة ثرثرة الرجال فيتصدرها أصدقاء المدرسة، ومن ثم أكثر امرأة جميلة في العمل، والترقيات، والرواتب، وأخيراً انتصارهم على أعز الأصدقاء. وعلى أي حال اعترف خُمس النساء من أنهن يفضلن التحدث مع صديق أكثر من شريكهن. هذه الدراسة استجوبت أكثر من 1033 رجلاً وامرأة الشهر الماضي في بريطانيا. فرحة زوجة ولم تصدق ما قرأته ميثاء سعيد «متزوجة» وأم لطفلين، وهي تتصفح أحد المواقع الإلكترونية، حيث تحولت فرحتها إلى نوع من الشعور بالفوز، وكأنها ربحت في مسابقة، وتطور الأمر إلى أبعد من ذلك بحسب رأي زوجها «أبوخالد»، إلى حد إرسال رسالة نصية إلى قائمة الصديقات تبشرهن بالانتصار على أزواجهن. يقول أبوخالد: «اندهشت عندما رأيت تصرفات زوجتي، كنت أتوقع أن تكون فازت في إحدى المسابقات، وهي المولعة بخوض هذا النوع من المنافسات، بل إنها تنفق أموالاً طائلة على ذلك، وعندما سألتها عن سر هذه الفرحة، قالت لي: ليس الأمر كما تتوقع، بل إن الأمر أكبر من ذلك». ويضيف مستغرباً: «بعد إلحاح ذكرت لي أن النساء تمت تبرئتهن من الثرثرة، ونسبت الأخيرة إلى الرجال، مضيفة أنها قرأت للتو هذه الدراسة البريطانية الحديثة، والتي أثبتت أن الرجال أكثر ثرثرة من النساء بل وأكثر نميمة». وتابعت أن نتائج الدراسة بينت أن الرجل يمضي ثلاث ساعات يومياً، وهو يتحدث ويتناقل الأخبار، بل أكدت أن الرجل يستمتع بإطلاق الشائعات ونقل الفضائح، وأن الرجال يمارسون هذه العادة السيئة أثناء ساعات العمل، بينما تمضي المرأة وقتها بالتحدث عن الأزياء والموضة والمسلسلات والحياة الخاصة». جذب الانتباه من جانبها، أبدت عائشة خليفة المشوى، مرشد أول في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، أن الحاجة إلى السمر والأحاديث العفوية ومجاذبة أطراف الحديث في بعض الشؤون الخاصة والعامة، هي حالة نفسية لاستخراج بعض الحديث المتراكم في داخل صدورنا، ولكن تمضية الساعات في الكلام الفارغ هو «الثرثرة»، التي لا نريد أن نوصف بها. مشيرة المشوي: «ليس هناك قاعدة يمكن اعتمادها عن كم الكلام وكم السكوت، فقد يكون السكوت في موضوع الكلام مضراً، كما أن الكلام في موضع السكوت مضر، فالاعتدال حتى في الكلام محبب،. وحول ما يُقال عن أن ثرثرة الرجال أكثر من النساء، ترى أن الثرثرة بوجه عام هي شكل من أشكال الاتصال السيئة، التي تضر بالآخرين، وعلى الرجل ألا يتكلم بالشر ولا يقول إلا الحديث الإيجابي، والبعد عن الثرثرة السلبية، لكن من يلجأ للثرثرة والكلام هدفه بالدرجة الأولى هو جذب الانتباه وليعوض نقصاً في نفسه أو لينال إعجاب الناس مما يوقعه في الرياء. كثير الكلام لكن ظروف عمل الطبيبة سوزان أيمن «تخصص جراحه عامة»، تجبرها على الاختلاط مع زملائها الأطباء، وتقول: «رغم متاعب العمل، وضيق الوقت، فإنني بدأت أحب بالفعل الرجل «كثير الكلام»، وذلك لأن زوجي، وهو طبيب أيضاً يعود إلى البيت منهكاً حسب قوله ولا يتحدث إلا في الضرورات، وفي حدود ضيقة جداً، وإذا سألته أي سؤال ولو في المهنة يرد باقتضاب، لهذا أسعد عندما أجد زميلاتي يتحدثن معي، ويحكين لي بعض الحكايات أو المواقف الطريفة أو حتى المؤسفة، التي تحدث لهن. وتضيف: لدينا بالفعل زميل لا يكف عن الكلام طوال النهار، في الجد وفي الهزل، ولا يدع فرصة جلوس أحد معه إلا ويحكي له حكايات في أي شيء، وكل شيء، وكثيراً ما نلجأ إليه حينما نحتاج إلى التحدث في أي شيء غير الأمراض والمرض والأدوية، فنسأله عما يحدث في المجتمع، وعن الحوادث، فينطلق في الحديث المرغوب أحياناً، وغير المرغوب في بعض الأحيان، لكنه في كل الأحوال يجعل الوقت يمر سريعاً، وننسى ونحن جالسات معه بعض المشاكل والهموم سواء في العمل أو البيت. لهذا فهو نموذج غير مرفوض طول الوقت، ولكن بعض الوقت. وتتفق معصومة شعبان «مهندسة كمبيوتر» مع الرأي السابق، وتضيف: نعم الرجل كثير الكلام أفضل بكثير من الرجل الساكت أغلب الوقت أو الذي لا يتكلم إلا للضرورة، وإذا تكلم اختصر، فهذا ممل للغاية، لكن قد يكون الثرثار أيضاً مملاً للغاية إذا لم يكن خفيف الظل. وتختلف زميلتها ربى السيد «مهندسة» مع كل الآراء السابقة مؤكدة أن الثرثار رجل يفتقد للياقة الاجتماعية، لأنه لا يراعي إذا كان الذي يتحدث إليه مستعداً لقبول الكلام أم لا؟ وأحياناً أخرى يكون سخيفاً ولا يشعر بذلك، وتضيف: المفترض في الرجل أن يكون رزيناً وعاقلاً، قليل الكلام طبعاً، وليس عديم الكلام، لأن بعض الزوجات يشكين من عدم تحدث أزواجهن معهن، وأرى على وجوههن أحياناً شيئاً من الألم بسبب هذه الحالة، لهذا أرى أن خير الأمور الوسط وخاصة في الحياة الزوجية، أما في المجتمع بشكل عام فأعتقد أن الشخص الثرثار مرفوض. قانون الكلام وعلى الجانب الآخر يقف الرجال بين الرفض والقبول على صفة «ثرثرة الرجال»، حيث يفسر الشاب عادل عبدالرحمن «موظف حكومي» ثرثرة الرجل في الحديث أثناء عمله الرسمي، بكون بعض الموظفين، قد يحكمهم مدير متسلط لا يسمح لهم بإبداء الرأي والمناقشة، فتزداد الأحاديث الجانبية بين الموظفين، والتي لا تخرج عن نطاق الفضفضة في كثير من الأحيان، وقد تتجاوز ذلك عند البعض لتكون نميمة غير مرغوب فيها في مجتمع العمل». ومن زاوية أخرى يؤكد عبدالرحمن، أن الثرثرة بين الرجال قد تكون صحية في بعض الأحيان، حيث تساعد الموظف على تكوين العلاقات والصداقات في بيئة العمل، وتكون متنفساً للرجل من الضغوطات الحياتية». ويضيف: «فضفضة الرجل ليست حكراً على النساء بل للرجال نصيب فيها، ولا أرى عيبا بها، وإن كنت أرفض التعميم، وأراها صفة متغيرة ناتجة عن البيئة والثقافة والشخصية». أما حميد هارون «موظف»، فيقول: لعل أكثر صفة تلتصق بالرجل وتنتقص منه في نظر أقرانه من الرجال هي صفة الثرثرة، فإلى وقت قريب كان ذاك النعت أنثوياً بحتاً لأن المرأة أميل إلى التحدث والكلام خاصة عند الأزمات والضيق، فهي تشكو وتتذمر، وتخرج انفعالاتها عكس الرجل، الذي ينطوي على ذاته ولا يظهر همومه لأحد. ويضيف هارون قائلاً: نعترف أن صفة الثرثرة التي التصقت بالمرأة حتى خلنا أنها صفة فطرية فيها. هذا الزعم لم يعد هو القاعدة في عصرنا هذا، بعدما ظهر في المجتمع نموذج الرجل الثرثار كثير الكلام والحكي، وهو موجود بالفعل في المجتمع، قد يكون زميل عمل أو دراسة أو جاراً أو قريباً المهم هو موجود هنا أو هناك. طابع المرح تلفت وداد المهيري «إخصائية نفسية»، إلى أن الشخص الثرثار قد يغلب عليه طابع المرح، وهو اجتماعي يحب الناس، ويقع في الحرج كثيراً ويضيق به الناس، ويبتعدون عنه، وكثيراً ما يفقد ثقة الآخرين به خوفاً من أن ينقل كلامهم، ويثرثر بما يقولونه أو يفعلونه، فيحاولون اجتنابه وعدم التحدث أمامه بأي أسرار أو أمور خاصة. وتصف المهيري شخصية الثرثار، قائلة: «يشعر المقربون منه بالملل والسأم، وبالتالي لا يستطيع أن يحقق أهدافه المرجوة، لأن الكلام مجرد وسيلة للتعبير والتفاهم، فضلاً على أن الرجل الثرثار يقع في الأخطاء كثيراً نتيجة كثرة كلامه في كل المجالات، والتي في أغلبها تكون هامشية أو غير مجدية للمستمع وعامة من كثر كلامه كثر غلطه، وقديماً قالوا «لسانك حصانك إن صنته صانك». وتقول هارون: «أما المرأة التي تحب الرجل الثرثار فهي امرأة محرومة من التحدث مع الرجل سواء كان أباً، أو أخاً، أو زوجاً، وهو نوع من الحرمان العاطفي، الرجل الصامت أصبح ظاهرة بالفعل في مجتمعاتنا، بعدما دخلت التكنولوجيا الحديثة في كل بيت وانصرف أفراد الأسرة كل إلى جهازه، فالزوج أو الأب أو الأخ يقضي ساعات طويلة أمام الجهاز سواء الكمبيوتر أو التليفزيون إلى أن يصاب بالإرهاق، فيلجأ للنوم أو الراحة ويفقد رغبته في التحدث مع أهل البيت وهكذا فإن الكلام كنوع من «الفضفضة»، أو البوح مطلوب، ولكن في حدود، وكل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده!. البحث عن رجل ثرثار فاطمة هزيم «ربة منزل»، تؤكد أن السيدات وخاصة «الزوجات» بدأن يبحثن عن الرجل «الثرثار» لتعويض ما يعانونه في بيوتهن من «صمت الأزواج»، باعتبارها أصبحت الأخيرة ظاهرة مجتمعية، وما تزال المرأة ترفضها لأنها تعتبر أن بوح زوجها لها وكثرة كلامه معها، نوعاً من الاهتمام والاستلطاف، أما سكوت الــزوج فقـد يكون دليلاً على عـدم الرضا، ومــن هنا تشعر الزوجة بانزعاج شـديد من هذا الصمت المريب، مبينة هزيم: من خلال ما تسمعه من صديقاتها أن الرجل الثرثار «مسل» ويعطي الحياة روحاً للبيت حساً وصوتاً، عكس الرجل الصامت الذي يدخل الشك في قلب زوجتـه بسبب سكوته الدائم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©