أجهزة لذوي الإعاقة البصرية تساعدهم على التفوق الدراسي

في ظل الاهتمام المتواصل من قبل مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة بكل ما يتعلق بفئات المعاقين ممثلة في مطبعة المكفوفين والتحديات البصرية التابعة، قامت المطبعة بتكريم المتفوقين من الطلبة المكفوفين، وذلك بتقديم جهاز من نوعية خاصة يهدف إلى تسهيل عملية الدراسة، وجعلها تتم بطريقة أفضل سواء بالنسبة للطلبة المكفوفين أو لأعضاء الفرق التعليمية في الجامعات المختلفة. (أبوظبي) - الجهاز الجديد يسمى «البوكسينس»، وهو في حجم الهاتف المتحرك لتسهيل عملية القراءة للمكفوفين، وقد حصل الطلبة المكفوفون على هذا الجهاز خلال حفل التكريم الذي أقامته مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، ممثلة في مطبعة المكفوفين والتحديات البصرية التابعة لها، والموجه إلى الطلبة المكفوفين خريجي الثانوية العامة المتعاملين والمستفيدين من خدمات مطبعة المكفوفين للعام الدراسـي 2010 - 2011، وأقيم الحفل بمقر الأمانة العامة للمؤسسة في أبوظبي. تخطي الصعوبات عن هذا التكريم، قالت ناعمة المنصوري مديرة مطبعة المكفوفين، إنه يهدف إلى تقديم المساعدة إلى الطلبة المكفوفين من أجل تخطي الصعوبات كافة التي يلاقونها أثناء العملية التعليمية، وهذا الجهاز الهدية المقدم من الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد آل نهيان، جاء بهدف التيسير عليهم في عملية القراءة وبالتالي يساعد على استمرار نجاحهم في العملية التعليمية ليكونوا أبناءً منتجين في هذا البلد ويثبتوا قدرتهم على العطاء في مجالات عديدة. وانطلاقاً من الدور الحيوي الذي تقوم به المطبعة في دعم المكفوفين، تقوم المطبعة بطباعة كل ما يتعلق بكتب وامتحانات الطلبة، وتقدم تسهيلات عديدة للمكفوفين، آخرها هذه الأجهزة التي تمثل نقلة في طريقة تعامل المكفوفين مع المواد الدراسية خاصة خلال المرحلة الجامعية. ولفتت المنصوري إلى أن حرص المطبعة على الاحتفاء بالطلبة المكفوفين دفعها إلى توجيه الدعوة للشركة المنتجة للجهاز والخبراء المختصين، من أجل الوجود في حفل تكريم الطلبة المتفوقين، وتحقيق التواصل المباشر مع الطلبة وأهاليهم لتحقيق أقصى استفادة من الجهاز بأيسر الطرق، وهذا اللقاء بين خبراء الجهاز والطلبة كان له أفضل الأثر في تحقيق تفاعل سريع بين الطلبة وجهاز «البوكسينس». القدرة على التحصيل وفي إطار ضرورة توفير الدعم المجتمعي للمكفوفين، دعت المنصوري مديري الجامعات إلى تسهيل قبول الطلبة المكفوفين خاصة المتفوقين منهم؛ لأنهم وإن فقدوا نعمة البصر، فهم لم يفقدوا القدرة على التحصيل؛ لأن هناك الكثيرين منهم حصلوا على أعلى الدرجات في الثانوية العامة، وتخطوا مجموع التسعين بالمئة؛ ولذلك ليس من العدل أن لا يلتحقوا بالدراسة الجامعية، ويلتحق آخرون على الرغم من أن درجاتهم لم تتجاوز السبعين بالمئة. وفي هذا السياق، أكدت المنصوري أن المطبعة تعمل على التعاون مع الجامعات المختلفة من أجل تيسير العملية التعليمية للطلبة المكفوفين من حيث طباعة الكتب والامتحانات وغيرها من مستلزمات التعليم، سيما أن هؤلاء الطلاب قضوا سنوات طويلة في العلم والتحصيل ولديهم القدرة على المواصلة بنجاح، وهو ما تثبته نتائجهم الدراسية خلال مرحلة الثانوية العامة. وأشارت إلى أن مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية بفضل قيادتها لا تألو أي جهد في سبيل دعم المعاقين على اختلاف حالاتهم ومنهم المكفوفون. وأكدت أن مؤسسة زايد حريصة على مواصلة الدعم والرعاية لأبنائها المشمولين برعاية المؤسسة من فئات ذوي الإعاقة كافة، والأيتام لمواصلة مسيرتهم في الحياة، بحيث يغدون أفراداً فاعلين في المجتمع متمكنين من الاعتماد على أنفسهم وتحقيق ذواتهم من خلال المثابرة والنجاح بعزيمة قوية وثبات، وهذا ما يثلج صدورنا ويجعلنا مطمئنين على خطواتهم المستقبلية. مطبعة وحيدة وعن مطبعة المكفوفين والتحديات البصرية ودورها المهم في تفعيل الجانب التعليمي في حياة المكفوفين، أوضحت المنصوري أن مطبعة المكفوفين تعد أحد مراكز قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، وتعد المطبعة الوحيدة في دولة الإمارات التي تقوم بطباعة المواد التعليمية «المناهج التعليمية والوسائل التعليمية» والثقافية والقصص بطريقة برايل للمكفوفين، وتأسست عام 2000م في هيئة الهلال الأحمر وبدأ العمل الفعلي بها عام 2001م برؤية جليلة من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وتوجيهات سامية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، وحمل رسالة إنشائها وتكوينها في مراحلها الأولى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، وسمو الشيخة شمسه بنت حمدان آل نهيان مساعد رئيس هيئة الهلال الأحمر للشؤون النسائية. وبتوجيهات سامية من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تم في 24 يناير من عام 2006 تسليم مطبعة المكفوفين لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، وعليه بدأت المؤسسة إدارة وتشغيل المطبعة لتستمر مسيرة العطاء للمكفوفين وضعاف البصر على مستوى الدولة؛ بهدف تمكينهم من الدمج التعليمي والثقافي أولاً، ثم الدمج بكامل أنواعه في مجتمعهم. وتقدم مطبعة المكفوفين عدداً من الخدمات ذات العلاقة بتعليم ذوي التحديات البصرية في مراكز الرعاية والتأهيل ومدارس الدمج على مستوى الدولة، وتتمثل هذه الخدمات في طباعة المناهج الدراسية بطريقة برايل، وطباعة نماذج الامتحانات والملخصات الدراسية للراغبين بطريقة برايل، وطباعة الوسائل التعليمية البارزة، وطباعة الكتب والقصص الثقافية بطريقة برايل. جهات مستفيدة أما عن الجهات المستفيدة من تلك الخدمات، فهي مراكز الرعاية والتأهيل التابعة لقطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، والمراكز الأخرى بالدولة، ومراكز رعاية وتأهيل المعاقين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، ومدارس الدمج العامة والخاصة بوزارة التربية والتعليم بجميع المناطق التعليمية بالدولة، كما يستفيد من خدمات المطبعة المتعاملون كافة من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور من المكفوفين وضعاف البصر وكذلك المبصرين. ووصل إجمالي عدد الطلاب المكفوفين للعام الدراسي 2009 - 2010 حوالي 250 طالباً، بينما بلغ عدد ضعاف البصر نحو 300 طالب، والمطبعة تقوم بطباعة نحو 3 آلاف كتاباً سنوياً على مستوى الدولة سواء للمراكز التابعة للمطبعة أو مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة والمدارس الحكومية. والكتاب الواحد يستغرق نحو 10 أيام طباعة وتغليفاً، وآلة الطباعة المزودة بها المطبعة تنجز 50 ورقة في الثانية، حيث إنها تعتبر أحدث طابعة بطريقة «برايل» للمكفوفين، وتعد واحدة من أكبر الطابعات في مجال الطباعة بتلك الطريقة لخدمة ذوي التحديات البصرية، لتلبية الطلب المتزايد على الخدمة من قبل المتعاملين، وتماشياً مع استراتيجية المؤسسة في توسيع نطاق خدمات مراكزها وتوفير خدمات ذات جودة عالية. نظرة المجتمع وأشارت المنصوري إلى ضرورة توافر عدة وسائل تساعد على تغير نظرة المجتمع تجاه المعاق بصرياً، منها توفير الكوادر المتخصصة العاملة في مجال التأهيل، وتوفير التأهيل والتعليم المناسب للمعاقين لمساعدتهم في الاندماج الاجتماعي، وتقديم المساعدة المهنية لأسر المعاقين بكيفية التعامل مع المعاق بصرياً، وذلك من خلال برنامج الإرشاد للتعامل مع الكفيف، وكذلك أهمية وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في تغيير نظرة المجتمع، وإقامة ورش العمل وعقد الندوات، وتفعيل دور مناهج التعليم وذلك من خلال تعرضها لكلمة معاق أو معاقة وكيفية التعامل مع المعاقين، ونشر الوعي بين الأطفال بأن الإعاقة شيء طبيعي ولا بد من التعامل مع المعاق بأنه إنسان عادي ونساعده بشكل جيد، وتبني سياسة الدمج في التعليم والتأهيل المهني والتشغيل، وتفعيل القوانين الخاصة بالمعاقين. يوم العصا البيضاء ولفتت المنصوري إلى أن الاهتمام بالمعاقين بصرياً اهتمام عالمي ويأخذ أشكالاً عدة منها اليوم العالمي للعصا البيضاء، حيث ينظم كل عام في أكتوبر احتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء وهو يوم خاص بالمكفوفين، حيث تقوم مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القصر بإعداد مسابقات وأنشطة ثقافية لجميع معلمي المركز وبمشاركة من المدارس الحكومية التي تم دمج بعض الطلبة المكفوفين بها. ويستهدف برنامج فن الحركة والتوجه للمكفوفين، تمكين الكفيف من القدرة على الحركة مستقلاً بذاته، ولا يعتمد على مساعدة المبصرين إلا في الحالات الضرورية، مع إتقان أداء مهارات التنقل بحرية وإدراك الاتجاهات وفق مجموعة من التدريبات الفردية والجماعية. ويرمز برنامج العصا البيضاء لأحقية المكفوف في التنقل بحرية والحصول على المساندة اللازمة، هذا الحق الذي ينبغي الحفاظ عليه وضمانه بتعديل البيئة المحيطة به سواء في المرافق العامة أو المباني الخاصة بشكل يضمن هذا الحق. مستقبل دراسي ناجح من ناحيتها، ذكرت شيخة السويدي المنسق الإعلامي بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية أن مطبعة المكفوفين تعمل باستمرار على تقديم خدمات طباعة المناهج الدراسية كافة بطريقة برايل، ليتمكن الطالب الكفيف من تحقيق التحصيل العلمي المناسب جنباً إلى جنب مع زميله الطالب في مدارس الدمج على مستوى الدولة، وجاءت مبادرة تكريمهم تشجيعاً ودعماً لهم لتحقيق مستقبل دراسي ناجح في مرحلة التعليم العالي. وقالت إن عدد الطلبة الكرمين بلغ 15 كفيفاً على مستوى الدولة من المنتسبين للجامعات بالدولة سواء الحكومية أو الخاصة، من المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات من الحاصلين على نسب عالية في نتائج الثانوية العامة. فوائد ومزايا «البوكسينس» تتلخص فوائد جهاز «البوكسينس»، في كونه يقرأ الوثائق ومشغل الوسائط، إضافة إلى تشغيل ملفات «الديزي» والكتب الناطقة، ويمتلك الجهاز خاصية تسجيل الصوت، كما أنه مزود براديو إف إم، وبلوتوث، إضافة إلى أن مستخدم الجهاز يستطيع تسجيل المحاضرات والاجتماعات بصيغ مختلفة مثل «إم بي ثري»، كما باستطاعته التسجيل مباشرة من الراديو للجهاز. ومن بين مواصفات الجهاز أيضاً أنه يتواصل مع الحاسوب بواسطة منفذ «يو أس بي»، حيث يستطيع المستخدم نقل الملفات من الجهاز إلى الحاسوب وبالعكس، فهو بالفعل جهاز قيم وهدية ذات دلالة ومعنى يستفاد منها في الحياة اليومية. طريقة «برايل» تتكون طريقة برايل من عدد من الخلايا، وتحتوي كل خلية على عمودين، يتكون كل عمود من ثلاث نقاط بارزة، يستطيع الكفيف أن يقرأها من خلال لمسه بأطراف أنامله أرقام النقاط في العمود الأول من الخلية هي 1-2-3 من أعلى إلى أسفل، وأرقام النقاط في العمود الثاني من الخلية 4-5-6 من أعلى إلى أسفل أيضاً، ويتكون كل حرف أو كلمة أو عدد أو علامة ترقيم أو علامة إعراب أو حرف موسيقي من تكوين خاص لهذه الحروف البارزة ويمكن الكتابة بطريقة برايل عن طريق آلة برايل، وهي آلة تشبه آلة الطباعة العادية، أو من خلال الحاسوب الذي يقوم بتحويل الكتابة العادية الى طريقة برايل أو ما يسمى ببرنامج «قارئ الشاشة فيجو»، كما يمكن استخدام قلم ذي سن معدني مدبب يقوم بكتابة الحروف من خلال ثقوب في الورقة بواسطة لوحة معدنية أو خشبية محفور بها عدد من خلايا برايل، ويقوم بقراءة الكتابة بعد قلب الورقة من الخلف.