البشير يتعهد بتطبيق الشريعة في السودان

تعهّد الرئيس السوداني عمر البشير بالتشدد في تطبيق التعاليم الإسلامية، ووضع دستور يتوافق بالكامل مع الشريعة، إذا انفصل الجنوب بعد الاستفتاء المقرر أن يجري بعد ثلاثة أسابيع من الآن. كما دافع عن رجال الشرطة الذين ظهروا في فيديو “جلد الفتاة” السودانية الأسبوع الماضي. وقال البشير لأنصاره في تجمّع حاشد بمدينة القضارف شرق البلاد، إنه إذا انفصل جنوب السودان فإن الشمال سيغير الدستور ولن يكون هناك مجال في ذلك الوقت للحديث عن تنوع الثقافات والعرق. وأضاف أن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الرئيس للدستور وسيكون الإسلام الدين الرسمي والعربية اللغة الرسمية. وفي كلمته التي استشهد فيها كثيرا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية علق الرئيس السوداني، على حالة شابة تعرضت للجلد على ايدي الشرطة وانتشرت صورها حول العالم بفضل موقع “يوتيوب”. وقال البشير “في هذه الأيام البعض يتحدث عن الفتاة التي جلدت وفق حد من حدود الله والذين يقولون انهم خجلوا من هذا عليهم أن يغتسلوا ويصلوا ركعتين ويعودوا للإسلام”، مؤكدا أن “الحدود في الشريعة الإسلامية تأمر بالجلد والقطع والقتل ولن نجامل في حدود الله والشريعة الإسلامية”. وكانت السلطة القضائية السودانية أمرت الأسبوع الماضي بالتحقيق في هذه القضية إلا أن الشرطة أوقفت على الإثر نحو 50 شخصا كانوا يتظاهرون دعما للفتاة. واعتبر مسؤولون سياسيون في الخرطوم ان الفتاة أدينت بموجب الشريعة الإسلامية إلا أن تطبيق الحد بهذه القسوة لا يتفق مع تعاليم الاسلام. وتنص بعض مواد قانون العقوبات السوداني لعام 1991 على عقوبة الجلد للأفعال الشائنة. وسعى العديد من الناشطين السودانيين الى الاعتراض في السنوات الأخيرة على دستورية قانون العقوبات السوداني مؤكدين انه يتعارض مع مواد الدستور المؤقت. من جانب اخر التقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط امس مع “ديريك بلامبلى” رئيس مفوضية التقييم والتقدير المنوط بها متابعة مسار تنفيذ استحقاقات اتفاق السلام الشامل في السودان. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن وزير الخارجية أكد أهمية التطورات التى يمر بها السودان فى هذه المرحلة مع بدء العد التنازلي لموعد الاستفتاء على مصير جنوب السودان واستحقاقات مرحلتي ما قبل وما بعد الاستفتاء، مشددا على أن الأوضاع الراهنة تتطلب تضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية لدعم الشريكين في التوصل إلى اتفاق حول المسائل العالقة حفاظا على السلام والاستقرار في كافة ربوع السودان. وذكر المتحدث أن أبو الغيط أكد على أهمية إجراء استفتاء الجنوب في جو من السلام والشفافية والمصداقية وبما يعكس إرادة جنوب السودان في البقاء في إطار السودان الموحد أو الانفصال السلمي، وذكر أن مصر سوف تواصل جهودها الدؤوبة لتعزيز الثقة المتبادلة بين طرفي اتفاق السلام الشامل في السودان والعمل على تسهيل الحوار المشترك بينهما وتمكينهما من التوصل إلى اتفاق حول القضايا الخلافية وبما يمهد لإجراء الاستفتاء فى أجواء مواتية. الى ذلك بحث عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية امس مع ديرك بلمبلي المبعوث البريطاني لعملية السلام في السودان تطورات الأوضاع على الساحة السودانية والترتيبات المتعلقة بإجراء الاستفتاء على حق تقرير مصير جنوب السودان المقرر في 9 يناير المقبل. وقال بلمبلي إنه بحث مع الأمين العام للجامعة سبل تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان، خاصة مع دخول المرحلة النهائية للاتفاق وبدء العد التنازلي لإجراء الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب. ووصف المبعوث البريطاني الاستفتاء بأنه لحظة تاريخية للسودان، معربا عن أمله في تحقيق السلام بين الشمال السوداني وجنوبه، وان تكون هناك علاقات قوية بين الجانبين مهما كانت نتيجة الاستفتاء. الاتحاد الأفريقي يشيد بتحسن الأوضاع في دارفور الخرطوم (وكالات) - أشاد وفد من مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الأفريقي برئاسة السفير المالي «أمادوا بياندي»، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس، بالتحسن الذي طرأ على الأوضاع في إقليم دارفور السوداني، مشيرا إلى أن المجلس يسعى لتحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام بالإقليم. جاء ذلك خلال زيارة وفد المجلس الليلة قبل الماضية إلى محلية «كبكابية» بولاية شمال دارفور، بهدف الوقوف على الأحوال العامة بها، وذلك في إطار برنامج زيارة الوفد إلى الولاية. وقال بياندى، في اللقاء الذي عقده مع الدكتور آدم محمد آدم معتمد المحلية، «يجب أن يترك السودان لحل مشاكله بنفسه من اجل السودان وإفريقيا». وعقد وفد مجلس الأمن والسلم الإفريقي، في ختام زيارته إلى محلية «كبكابية»، اجتماعا مع قطاع البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالمحلية، كما عقد بالفاشر اجتماعين مع والي الولاية وقيادة البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.