أكدت القيادة المركزية الأميركية أمس صمود القوات الكردية في وجه هجمات «داعش» للسيطرة على مدينة عين العرب «كوباني» السورية الحدودية مع تركيا، في وقت تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تمكن التنظيم الإرهابي من السيطرة على نحو أكثر من ثلث المدينة، قائلا «إن الضربات الجوية المستمرة للتحالف الدولي لم تحقق نجاحا يذكر في وقف تقدم التنظيم» في موازاة سقوط 25 قتيلا على الأقل في غارات جوية لقوات نظام بشار الأسد على مواقع للمعارضة في غوطة دمشق الشرقية.
وقال بيان القيادة المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى «إن كل الدلائل تشير إلى أن القوات الكردية مستمرة في مقاومة الإرهابيين والسيطرة على معظم كوباني»، و«أن الطيران الأميركي والأردني نفذ ضربات جوية ضد داعش، أسفرت عن تدمير معسكر تدريب ومبنى لوجيستي وآليتين، إضافة إلى إصابة وحدة كبيرة وأخرى صغيرة تابعتين للتنظيم.
لكنه لم يوضح عدد الإرهابيين الذي قتلوا أو جرحوا في هذه الضربات.
لكن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أعلن من جانبه «أن مقاتلي داعش استولوا على أكثر من ثلث كوباني على الرغم من الغارات الجوية، وقال «يسيطر التنظيم حاليا على كل المناطق الشرقية للمدينة، وجزء صغير من الشمال الشرقي ومنطقة في الجنوب الشرقي».
وأضاف «هناك اشتباكات عنيفة جدا منذ الفجر حيث تمكن التنظيم من احتلال مبنى الاسايش (الأمن الكردي) قرب ما يعرف بالمربع الأمني الحكومي في معركة أسفرت عن مقتل القيادي سيدو جمو مع عدد من عناصره».
وقال المرصد «إن الحصول على حصيلة للقتلى والجرحى صعب جدا في ظل المعارك وصعوبة الاتصالات»، مشيرا الى انه وثق على الأقل سقوط 57 قتيلا يوم الأربعاء، هم 19 مقاتلا من «داعش» قتلوا في الاشتباكات و23 في القصف الجوي الذي نفذه طيران التحالف، و15 مقاتلا كرديا».
وأضاف «هناك حرب شوارع تدور في المدينة، ويقاوم مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية بشراسة في مواجهة آليات وسلاح متطور يملكه التنظيم»، وتابع قائلا «إن المدنيين الذين لا يزالون في المدينة ويرفضون مغادرتها تجمعوا في المناطق التي لا يزال يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، وان العديد منهم حملوا السلاح للدفاع عن المدينة».
وأقر قائد القوات الكردية المسلحة عصمت الشيخ بإحراز مقاتلي «داعش» تقدما كبيرا في المعركة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، وقال «إن المنطقة التي سيطر عليها التنظيم تقدر بنحو ربع البلدة»، لكنه أضاف «أن الاشتباكات مستمرة.
.
إنها حرب شوارع».
وقالت آسيا عبد الله الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا الذي يدافع عن المنطقة «دخل مقاتلو داعش اثنين من الأحياء بأسلحة ثقيلة بينها دبابات.
.
ربما يكون هناك مدنيون قد ماتوا لأن هناك اشتباكات عنيفة للغاية».
وقال مسؤول آخر في الحزب ان على رغم الغارات الجوية للتحالف الا ان مقاتلي التنظيم الإرهابي استولوا على بعض المباني في الأطراف الشرقية للمدينة».
وهزت الانفجارات «كوباني» في أوقات مختلفة أمس.
وشوهدت سحابة دخان سوداء من وراء الحدود التركية التي تبعد بضعة كيلومترات.
كما كان مسموعا بوضوح صوت طائرات التحالف وهي تحلق فوق المنطقة وأزيز الرصاص العشوائي الذي يطلق من المدينة المحاصرة.
وشوهد عدد من سيارات الإسعاف وهي تسرع من الحدود في اتجاه بلدة سروج التركية.
وقال لاجئون يعبرون الحدود إلى تركيا «إن مدينة كوباني والقرى المحيطة بها أصبحت خالية من السكان، معظمهم فروا إلى الحدود مع اقتراب التنظيم المتشدد بطريقة كبيرة من وسط المدينة».
وفي محافظة الحسكة، دارت اشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «داعش» بالقرب من قرية الدهماء في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف التنظيم.
وقال المرصد إن 25 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجراح جراء قصف لطيران الأسد على مناطق في عربين بغوطة دمشق الشرقية.
من جهة ثانية، سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على مواقع مهمة في جبهة القلمون في ريف دمشق.
وقالت مصادر المعارضة إن كتائبها سيطرت على طريق الجبة عسال الورد في القلمون اثر هجومٍ على عدة نقاط عسكرية تابعة لـ»حزب الله» اللبناني الموالي للنظام وكذلك على نقاط واقعة على أطراف قرية الجبة.
وأفاد المركز الإعلامي في القلمون في بيان أن عناصر المعارضة أسروا خمسة عناصر من الحزب خلال المعارك العنيفة كما دمروا دبابة ومدافع وأحرقوا مخزنا للذخيرة وغنموا سيارات مليئة بالذخيرة والأسلحة الرشاشة.
وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن توثيقها مقتل 679 معتقلا في سجون النظام جراء التعذيب منذ العفو الذي اصدره الأسد بعد فوزه بانتخابات الرئاسة لولاية ثالثة في التاسع من يونيو الماضي.
وذكرت في بيان أن فريقها وثق ما لا يقل عن 1217 حالة اعتقال بينها 52 امرأة.
(عواصم- وكالات)
عدد اليوم
