خولة علي (دبي)
«البرفانات» فواصل فنية تتيح مرونة الاستخدام، والتنقل من مكان إلى آخر عند الحاجة، وعلى الرغم من كونها عنصرا بسيطا في شكله وتصميمه، إلا أن لها قيمة ثقافية تراثية أصيلة ضاربة في عمق التاريخ، وهذه الميزة تزيد من قيمتها ومكانتها في ردهات المنزل.
ودخلت في صناعة «البرفانات» خامات جديدة مثل الزجاج، والمعادن والحديد المشغول، والأخشاب، ومنها ما هو مغطى بقماش المخمل.
وأثرت ثقافة الشعوب وتراثها على تصميم هذه البارفانات حيث ظهر تنوع مذهل في تصميم هذه القطع التي تكشف عن ثقافة سور الصين العظيم تارة، وتنقلنا إلى الفن الإسلامي بمفهوم فن الأربسك تارة أخرى، ومن خلالها أيضا نلج بلاط القصور الأوروبية، التي تميزها زخارفها الذهبية.
ودخلت البرفانات ردهات المنازل، لخلق نوع من التوازن فيها، وجلب المزيد من خيارات التنوع في استخدام فراغاتها، خصوصا في المساحات الواسعة، التي تحتاج إلى بعض التقسيمات التي تضفي عليها الفخامة والجمال.
ويقول خبراء تصميم في «ذا ون» إن البرفانات أوجدت حلولا سريعة وغير مكلفة ومرنة في الوقت ذاته لفصل المساحات الواسعة وتقسميها لأغراض أخرى، كما تعمل على عزل المداخل ما يجلب الخصوصية التي يحتاجها الأفراد في المنازل التي تفتقد للمداخل المنفصلة عن محطة الاستقبال، وهذه الفكرة رائجة في استخدام البرفان والتي تعد أحد الاتجاهات العصرية لاستخدامه.
كما يمكن أن تلعب دورا في خلق بيئة مختلفة في أحد الأركان وذلك بجعله خلفية لجلسة تراثية، أو استخدامه في غرفة النوم بغرض تبديل الملابس خلفها.
ومن الضروري جدا انتقاء البرفان الذي يتلاءم مع روح التصميم الداخلي، كالعصري أو الكلاسيكي فكل منه له سماته وشكله المختلف عن الآخر، كما لابد أيضا من البحث عن الموقع الجيد لهذه القطعة لتقوم بدورها التزيني والوظيفي.
البداية من الصين
بالبحث في تاريخ «البرفانات» يتضح أنها تعود الى بلاد الصين وقد وجدت أساسا لتقوم بمهمة عازل الرياح، الذي يمنع الهواء من دخول الغرف، ولم يكن ينظر إليها كقطعة فنية، بقدر ما كان لها وظيفة من تصميمها. وبانتقالها إلى أوروبا، تم التعاطي معها بطريقة أكثر رقيا وإبداعا، فأصبحت عنصرا تزينيا، ولم تعد مجرد ألواح خشبية توضع عند الحاجة، وإنما تحفة بما تحويه من مناظر فنية.
عدد اليوم
