اعتبر مدير المعهد الكردي في باريس كندال نيزان «أن المنطقة العازلة التي تريد تركيا إقامتها في شمال سوريا أهدافها إنسانية مع هجوم تنظيم داعش على منطقة كوباني، إلا أن أنقرة تسعى أساساً من خلالها إلى منع قيام منطقة حكم ذاتي كردي على حدودها.
وقال رداً على سؤال حول إصرار تركيا منذ 2011 على إقامة المنطقة العازلة «هذا الاقتراح له في الواقع ثلاثة أهداف، إنساني، لحماية النازحين بسبب الحرب في سوريا نفسها وتخفيف العبء عن كاهل تركيا (التي تستقبل بالفعل اكثر من 1,5 مليون لاجئ سوري)، واستراتيجي، لحماية المعارضة المسلحة ضد نظام بشار الأسد الذي تريد أنقرة إسقاطه ليكون لديها بذلك ورقة حاسمة في مفاوضات مرحلة ما بعد الأسد، لكن الهدف السياسي هو الأهم، وهو ضم المناطق الكردية إلى هذه المنطقة العازلة لمنع أي إمكانية لقيام منطقة حكم ذاتي كردي في سوريا.
وقال رداً على سؤال حول دعم فرنسا الاقتراح، ورفضه من جانب الولايات المتحدة «المجتمع الدولي لم يفعل شيئاً لأكراد سوريا البائسين.
فهم يتخلون عنهم بإحالة المسالة من الباطن إلى تركيا، وبعد كل هذه الخطابات الكبرى عن التهديد الشامل الذي يمثله تنظيم داعش، والضرورة الملحة للتعبئة الدولية نترك اليوم رجالاً ونساء يقاتلون يائسين الجهاديين، وذلك يظهر عدم تجانس هذه السياسية كلها، ونحن في حالة من البلاغات الخطابية فقط»، وأضاف «إذا سقطت كوباني سيقوم المتشددون على الأثر بالهجوم على هدف آخر، وهو منطقة عفرين (الجيب الكردي شمال حلب ويطلق عليه جبل الأكراد)، ولن يتحرك أحد لأن الأكراد السوريين يعتبرون من قبيل الخسائر الجانبية».
(باريس - أ ف ب)
عدد اليوم
