نقص الحديد يعطل نمو الدماغ

القاهرة (الاتحاد) تؤكد دراسات طبية وغذائية أهمية عنصر الحديد في نضج وتطور الدماغ في السنوات الأولى من عمر الطفل وكذلك لصحته العامة، فهو مهم جداً لصحة الطفل ونموه وتطور المهارات، والتعلم ونضج الدماغ. احتياج دائم يحصل الجنين عليه من مخزون الحديد في جسم الأم، وبعد الولادة يحصل عليه من الرضاعة الطبيعية، حيث إن عنصر الحديد في حليب الأم عالي الجودة، وسهل الامتصاص. وعندما يبلغ الطفل الشهر السادس يحتاج إلى مصادر أخرى للحديد من الغذاء مع الاستمرار في رضاعة الحليب البديل أو الصناعي الذي ربما يحتوي على عنصر الحديد بنسبة أكبر من حليب الأم لكن ليس بالجودة نفسها. وتقول الدكتورة بشرى المسيري، أخصائية تغذية، إن الدراسات تؤكد أن نقص الحديد في أول سنتين من العمر يترك أثرا سلبيا على قدرة الطفل التعليمية والعقلية، ويصعب تصويبه لاحقا. وتذكر: «في السنة الأولى من العمر يرتبط نقصه بالأنيميا الفسيولوجية، وتتراوح نسبة الهيموجلوبين فيها حول عشرة جرامات لكل ديسيليتر من الدم، وعادة ما تترافق الأنيميا الحادة المرتبطة بعيوب الأنزيمات بحدوث تكسر حاد في خلايا الدم الحمراء، وتغير في لون البول، وضعف الطفل، وغالبا ما يحتاج إلى نقل دم»، مشيرة إلى أنه لا بد من فحص العادات الغذائية للطفل في تشخيص فقر الدم الناجم عن نقص الحديد. كما يجب فحص الطفل سريرياً للكشف عن وجود مرض مزمن أو تضخم في الكبد أو الطحال، بالإضافة إلى فحص الأغشية المخاطية والأظافر. علامات النقص عن أبرز علامات نقص الحديد لدى الطفل، تقول إنها تتجلى في نقص الوزن، وشحوب لون البشرة، والشعور بالوهن، وتكرار العدوى، وفقدان الشهية، والسبات، وضيق التنفس، وزيادة التعرق، والرغبة الشديدة في أكل أشياء غريبة، فضلا عن معدل النمو يكون أقل من المتوقع. وتتابع: «الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر إلى سنة، يظهر لديهم نقص الحديد إذا كان نظامهم الغذائي لا يتضمن ما يكفي من الغذاء الغني بالحديد. لذا فإنه عند بلوغه نحو ستة أشهر، يمكن إعطاؤه وجبتين يوميا، تتضمن حبوبا مدعمة بالحديد مع حليب الأم أو حليب الأطفال». وتضيف: «الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى نقص الحديد، فالأطفال يستبدلون الأطعمة الصلبة بالحليب، ما يعرضهم لخطر نقص الحديد». ولتجنب نقص الحديد في الأطفال أقل من 12 شهرا، تقول إنه لابد من الحصول على نظام غذائي غني بالحديد أثناء الحمل، كاللحوم الحمراء، كما ينبغي إجراء اختبارات للتحقق من فقر الدم أثناء الحمل. وإذا وصف لها الطبيب مكملات الحديد، يجب أن تأخذها وفقاً للتعليمات. كيفية التجنب حول كيفية تجنيب الصغار الإصابة بنقص الحديد خلال مرحلة ما قبل المدرسة، تقول الدكتورة بشرى المسيري، أخصائية تغذية، إنه ينصح بتناول الطفل اللحوم الحمراء الخالية من الدهون ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع. وتقديم بدائل اللحوم مثل الفاصوليا المجففة والعدس والحمص والفاصوليا المعلبة والدواجن والأسماك والبيض وكميات صغيرة من المكسرات والجوز، وكلها مصادر مهمة من الحديد في النظام الغذائي، إلى جانب الاهتمام بالأصناف التي تشمل فيتامين C أيضا حيث إنه يساعد الجسم على امتصاص الحديد أكثر، وهو موجود في البرتقال والليمون واليوسفي والتوت والكيوي والطماطم والملفوف والفليفلة والقرنبيط، لافتة إلى ضرورة أن تجري الأم لطفلها الفحوصات الدورية للكشف عن نقص الحديد ومعالجته بإشراف الطبيب.