الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هوايات الشباب.. بوابات الثقافة والترفيه

هوايات الشباب.. بوابات الثقافة والترفيه
17 سبتمبر 2015 21:48
** فرصة للترويح عن النفس والتخلص من الشحنات السلبية - آمنة مبارك الحساني ** تكامل بين أركان الشخصية لتصبح قادرة على العطاء - عبدالله المعيني أحمد السعداوي (أبوظبي) تمنح ممارسة الهوايات الشباب، الفرصة الأكبر لفعل ما يحبونه، بما ينعكس عليهم إيجابا ويسهم بتحقيق التكامل في نواحي النضج العقلي والاجتماعي، وتكوين الاتجاهات والأفكار التي ترسم حياة الشاب، وتجعله قادراً على السير فيها بنجاح. تعدد حميد وتقول عائشة علي اليعربي، الطالبة بكلية التقنية العليا، قسم إدارة الأعمال، إنها تميل إلى ممارسة أكثر من هواية، حسبما يسمح الوقت ومنها القراءة والأنشطة التطوعية بالانضمام إلى بعض الهيئات التطوعية في الدولة، بالإضافة إلى ذلك هواية التصوير الفوتوغرافي الأقرب إلى قلبها. وتلفت إلى أن أجمل ما في ممارسة الهوايات خاصة القراءة، الاستفادة من الكتب والمعلومات التي يستنير بها العقل، وتفيد الإنسان في كل مراحل حياته. أما هواية التصوير الفوتوغرافي، فقد حرصت على تنميتها منذ الصغر، وحالياً تعمل على تخصيص أوقات لها، وإيجاد أماكن للتصوير لإبراز جمال دولة الإمارات، وقد شاركت في مسابقة «النخلة في عيون العالم». فيما سمحت لها هواية التطوع بترك بصمة مع فريق «حاضرين» التطوعي، كما أتاحت لها فرصة تصوير أنشطة منها «مهرجان زايد التراثي» ومعرض «عنفوان». وحول الاستفادة من هذه الهوايات، تقول إنها تطور الذات، وتساعد على اكتساب وتنمية القدرات، وتبادل الخبرات، مضيفة: «هواية التطوع علمتني أن أعمل وأحترم ا لمكان والأشخاص». وتضيف: «وفرت لي الهواية فرصة تنمية شخصيتي اجتماعيا، حيث اكتسبت الجرأة في الكلام والتواصل مع أكبر شريحة من المجتمع، وتعلمت كيفية اختيار الطرق المناسبة للتواصل مع الآخرين. فيما ساعدتني هواية القراءة على فهم الثقافات، واختلاف طريق التفكير، مما أدى إلى تنمية مداركي». الطريق إلى الوظيفة وتقول أسماء أحمد الشحي، طالبة السنة الثانية قسم الإعلام في كلية التقنية العليا بأبوظبي للبنات، إن أهم هواياتها القراءة وكتابة الخواطر والمقالات حول بعض الموضوعات، مما سينعكس على عملها مستقبلاً في الإعلام الذي يعتمد بشكل رئيسي على القراءة والكتابة. وإلى جانب الكتابة يحتل النشاط التطوعي جانباً مهما من أوقاتها لأن ذلك ما تعلمته من المجتمع الإماراتي المعروف بالتسابق نحو الخير ومساعدة الآخرين في كل الظروف، وهو ما ترسخ في الأجيال الصاعدة التي تحرص على تعزيز قيمة التطوع ودورها في تحقيق سعادة الإنسان. وتذكر أنها تمارس ما تحب من هوايات بتنظيم جدول شيق ما يساعدها على تنمية قدراتها التي تتوافق مع عملها مستقبلاً في مجال الإعلام حيث تتعرف على أفكار جديدة لخدمة المجتمع والأفراد، وبالتالي تصبح أكثر إلماما بقضايا وأحوال المجتمع، ومن هنا تنمي هذه الهوايات شخصيتها اجتماعياً من خلال تكوين علاقات اجتماعية جديدة. أما الناحية الثقافية، فتتمثل في الإسهام بتكوين شخصية مثقفة عندها حب الاطلاع على كل ما هو جديد والإجابة على كثير من الأسئلة المطروحة في مناحي الحياة المختلفة. وتقول آمنة مبارك الحساني، طالبة البكالوريوس في جامعة الإمارات، تخصص خدمة اجتماعية، إن العطلات هي الوقت الأمثل لممارسة الهوايات المختلفة، ومع ذلك فهي تستطيع ممارسة ما تحب من هوايات طوال العام، عبر تنظيم الوقت. وتتابع: «لقاء الصديقات من أجمل الأوقات في حياتها ولا يقلل منها سوى سفرها خارج البلاد مع الأهل، ولكن حين تعود تبدأ في التقائهم وتعوض ما فاتها». وتضيف أن ممارسة الهوايات فرصة للترويح عن النفس، والتخلص من الشحنات السلبية، وزيادة القدرة على التواصل واكتساب الثقة، ودعم الاستقرار النفسي. بحر وفضاء يمتلك بعض الشباب نوعاً آخر من الهوايات، ومنهم علي المرزوقي، الموظف بإحدى الدوائر الحكومية، الذي يقول إنه يعشق ممارسة الرياضات المائية، مشيراً إلى أنه يمارس السباحة طوال العام، وفي العطلات وحين يسافر بصحبة الأهل والأصدقاء خارج الدولة، فأول الأشياء التي يسأل عنها، أماكن ممارسة الغوص، مضيفاً: «للغوص متعة لا يعرف معناها إلا من مارسها وقضى أوقاتا طويلة تحت سطح الماء». ويقول إن هواية الغوص تعمل على تقوية كل عضلات الجسم وتعطيه شكلاً جذاباً. كما أنها تكسب ممارسها عديداً من السمات الشخصية، أهمها الشجاعة وسرعة البديهة، وتحمل المسؤولية، مشيراً إلى أنه يتحين الأوقات المناسبة، ليبحث عن مكان مثالي لممارسة الغوص حتى لو خارج البلاد ومنها مدينة شرم الشيخ المصرية. ويرى ماجد الظاهري، الذي يدرس القانون بإحدى جامعات أبوظبي، أن الصيف الوقت المثالي لممارسة أنواع كثيرة من النشاط، غير أنه يصف نفسه بالكسول، ويفضل الأماكن المغلقة والجلوس إلى الشبكة العنكبوتية والبقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فلديه أصدقاء من حول العالم، وهو مشارك في أكثر من «جروب» ومنها ما يهتم بالسياحة والتصوير، ومن خلال تواجده فيها، يتعرف على الكثير من الأماكن السياحية في مختلف الدول، كذلك يتعرف على عادات وتقاليد وثقافات مختلفة، وهو ما يراه فرصة لزيادة المعرفة، وتنمية الشخصية. فوائد نفسية وصحية عن أهمية ممارسة الهوايات، يقول الباحث الدكتور عبدالله المغني إن ممارسة الشباب الهوايات المختلفة يصب في صالح التكوين النفسي والاجتماعي السليم، كون الشباب يحتاجون لأوقات فراغ تمكنهم من ممارسة هواياتهم والأشياء التي يحبونها بحرية من دون إجبار، لأنّ الشاب إن لم يجد وقت فراغ ويحسن الاستفادة منه سيعاني من الضغوطات ويعيش في عزلة. وأوضح أن قياس تقدّم المجتمعات مرتبط بإدراك وتقدير أفراد المجتمع خاصة الشباب لأهمية الوقت وكيفية استغلاله، مضيفا أن المهارات البدنية تحتل مكانة أساسية في نمو شخصية الشاب. وهي الدليل الأهم على صحته الجسدية والنفسية والفكرية، فاللعب يبني الروابط المتينة بين الشاب ومن حوله، كما أنه ينمي الروح المرحة عنده. ويوضح أن اللعب الطريقة الفضلى للتعلم، لأن الشاب يكتسب من دون مجهود ومن دون أن يدرك المهارات التي يحتاجها لتطوير إدراكه الحسي والفكري. حيث يسمح المجهود البدني له باستعمال جسمه وحواسه، ويعطيه فرصة ليكتسب ويجمع أكبر عدد من المعلومات. إضافة إلى أن الجهد البدني يمنحه المتعة والسعادة التي تسهم في نمو مشاعره ونفسيته بطريقة إيجابية. ويؤكد أن الشاب يتعلم أيضا من خلال الجهد البدني التركيز واحترام الآخرين. كما يمكنه تكوين مخيّلة واسعة يطورها وينظم بنيتها، لافتا إلى أهمية الموازنة بين الهوايات الفكرية والبدنية حتى تتكامل شخصية الشاب، وعلى الشباب أن يعرفوا كيف يختارون الهوايات التي تناسب قدراتهم وميولهم، على أن تتضمن نواحي ثقافية وترفيهية، حتى يستطيعوا تلبية كافة احتياجاتهم النفسية والبدنية والاجتماعية والثقافية، ما يؤدي إلى تكامل أركان شخصيتهم، فيصبحون قادرين على العطاء لأنفسهم ومجتمعهم بشكل أكثر إيجابية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©