المطربات العربيات يتجهن إلى الأغنية الخليجية

تامر عبد الحميد (أبوظبي) التجديد والتطوير والتميز.. عناوين عريضة لنجاح وانتشار الأغنية الخليجية في جميع أنحاء العالم العربي، حيث لمع بريق نجوم صناع الأغنية الخليجية في السنوات الماضية من شعراء وملحنين خليجيين، وجعلوا الأغنية الخليجية تحتل مكانة مرموقة وسط الأغنيات العربية الأخرى بل ومنافسة قوية لها، الأمر الذي دفع العديد من مطربات العالم العربي لأداء الأغنية الخليجية، لتحقيق الانتشار الأكبر في دول الخليج. أداء نجوم الغناء للأغنية الخليجية ليس بجديد، ففي السابق غنى بعض المطربات باللهجة الخليجية وحققن من خلالها نجاحاً وانتشاراً كبيرين، مثل ديانا حداد وأصالة نصري ولطيفة وأنغام، لكن في وقتنا الحالي أصبحت الأغنية الخليجية محط أنظار العديد من المطربات العربيات حتى الجدد منهن.. فما الذي يدفع المطربات العرب للغناء باللهجة الخليجية؟ وهل يسعون من خلالها لفتح أسواق جديدة لهم في منطقة الخليج بعد تراجع الساحة الغنائية العربية في السنوات الأخيرة وسيطرة الشركات الخليجية على سوق الإنتاج الفني. طفرة كبيرة ترى الفنانة اللبنانية نانسي عجرم التي قدمت أغنيتين باللهجة الخليجية منذ فترة وهما «مشتاقة ليك» و«لا تلوم»، أن الأغنية الخليجية تعيش حالياً «عصرها الذهبي»، فمع حفاظها على تميزها وتألق كلماتها الشعرية الرومانسية وإيقاعاتها المتلونة والمختلفة، استطاعت أن تكون عنصر جذب للمطربات العربيات، بعد الطفرة الكبيرة التي شهدتها دول الخليج في السنوات الأخيرة. وتشير إلى أن أداء الأغنية الخليجية يساعد الفنان على الوصول للجمهور الخليجي، الذي لديه الحس الفني العالي بالموسيقى والغناء بشكل عام، لافتة إلى أنها إحدى الفنانات التي تتمتع بقاعدة واسعة من الجمهور والـ «فانز» الخليجيين، الذين طالما كانوا يطالبونها بأداء الأغنية الخليجية، موضحة في الوقت نفسه أن أداء الأغنية الخليجية قد ساعدها على فتح أبواب جديدة للمشاركة في حفلات ومهرجانات خاصة بدول الخليج. موهبة حقيقية الفنانة يارا إحدى الفنانات اللاتي برعن في أداء الأغنية الخليجية، وحققت من خلالها نجاحاً فاق التوقعات، خصوصاً بعد غنائها «صدفة» وهي أغنية خليجية كتب كلماتها منصور الشادي ولحنها ناصر الصالح، وبعد أن لمست النجاح الكبير، قدمت أغنيتين «صاحبة الامتياز» و«أنا إنسانة»، الأمر الذي جعلها تفكر حالياً في إصدار ألبوم كامل باللهجة الخليجية مع منتجها طارق أبو جودة وسفير الألحان فايز السعيد، وعن أسباب اتجاهها لأداء الأغنية الخليجية قالت يارا: استطاعت الأغنية الخليجية أن تفرض حضورها وبقوة على الساحة الفنية، لأسباب عديدة أولها أن القائمين عليها يهتمون بالكلمة واللحن والأداء والتوزيع، فهي تخاطب الوجدان والمشاعر والأحاسيس. وتؤكد يارا التي تعاونت أخيراً مع الشاعرة الإماراتية «أصايل» لإصدار أغنية خليجية جديدة بعنوان «هلا هلا»، أن الساحة الفنية الغنائية ليست حكراً على أحد، حيث من حق كل فنان وفنانة تقديم اللوم الذي يريد تقديمه، طالما أنه يملك القدرة على ذلك، وي النهاية الجمهور أصبح واعياً جداً، ويستطع أن يميز بين الموهبة الحقيقية من عدمها. قاعدة جماهيرية وعن تجربة غنائها الخليجية تقول الفنانة العراقية شذى حسون: حققت الأغنية الخليجية نجاحات كبيرة في ساحة الغناء العربي والخليجي، فهناك العديد من الأغنيات الخليجية التي كتبها أميز الشعراء ولحنها أبرع الملحنين، وأداها بعض نجوم الأغنية، وحققوا من خلالها النجاح الأكبر، وكونوا قاعدة جماهيرية أوسع، وذلك من خلال بث هذه الأغنيات في دول الخليج المختلفة، الأمر الذي يسهم في تحقيق نجاح آخر للفنان في منطقة أخرى جديدة عليه وعلى الجمهور نفسه. وتابعت: الأغنية الخليجية تتمتع بإيقاعات وألحان رائعة تختلف بها عن باقي الأغنيات العربية الأخرى، وفي الوقت نفسه يجب على الفنان أو الفنانة أن تتمتع بمساحات صوت معينة إضافة إلى إتقان اللهجة الخليجية لكي تستطع أداء الأغنية الخليجية «كما قال الكتاب»، لذلك فمن الصعب على أي فنان أداؤها على عكس النوعيات الأخرى من الأغنيات. وكشفت شذى التي سجلت مؤخراً أغنية خليجية بعنوان «مع نفسك» كلمات «مرهف الحس» وألحان حبيب الياسي عن أنها إحدى الفنانات المحبات للأغنية الخليجية، والتي ساعدتها على تحقيق الانتشار الأكبر في دول الخليج، وكونت لديها علاقات جديدة خاصة بصناع الأغنية الخليجية. السوق الخليجي تشير الفنانة الأردنية ديانا كرزون إلى أن الأغنية الخليجية حققت طفرة كبيرة على المستويين الخليجية والعربي، الأمر الذي دفع المطربين العرب على غنائها لتحقيق الانتشار الأوسع، وفي الوقت نفسه دخول السوق الخليجي سواء في تقديم الحفلات أو المشاركة في مهرجانات خليجية. وتبين كرزون التي سجلت مؤخراً أغنية خليجية بعنوان «يا محيرني» من كلمات «مرهف الحس» وألحان «حبيب الياسي»، مدى حبها لأداء الأغنية الخليجية، خصوصاً أنها تتميز بإيقاعاتها السريعة، واعتماد صناعها على آلات العود والطبلة، التي تجعل للأغنية الخليجية رونقها الخاص وسط الأغنيات الأخرى سواء المصرية أو اللبنانية أو المغربية وغيرها. إتقان اللهجة قدمت الفنانة اليمنية أروى أربعة ألبومات باللهجة الخليجية وهو ما حقق لها شهرة واسعة في دول الخليج، وجاء غناؤها بالخليجية لأنها تتقن اللهجة جيداً، خصوصاً أنها عاشت في الكويت في المراحل الأولى من عمرها، إضافة إلى حبها وعشقها لغناء الكلمة الخليجية.