الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المركبة القاتلة

24 ديسمبر 2006 00:53
''وفاة 3 سائقين في حادث مروري بسبب السرعة الزائدة''· ''5 حوادث مرورية مروعة أودت بحياة أسر وإصابات بليغة''· ''حادث مروري بين سيارة وشاحنة قسمت السيارة إلى نصفين، وأودت بحياة ركابها فوراً··'' لعل هذه العناوين باتت الرئيسية على صفحات الجرائد في وقتنا الحالي، حيث لا يمضي يوم واحد إلا والحوادث تتسابق وتتلاهث على شوارعنا في جميع أرجاء الدولة، لتتصادم بدورها المركبات الخفيفة منها والثقيلة، فهذا يسرع، والثاني يتحدث بالهاتف، والثالث يريد أن يتجاوز ويخالف، والآخر غير منتبه لتنجم من ورائها الحوادث المريرة وتضرب الأخماس بالأسداس، ونتيجة هذه المعادلة المعقدة بطبيعة الحال: عدد مهول من الضحايا والأرواح البريئة تذهب أدراج الرياح! بالفعل نتألم ونحزن ونذرف الدمع على أن تكون دولتنا إحدى الدول التي تتصدر المراتب العليا عالمياً في أكثر الدول من حيث عدد الحوادث المرورية المريرة، ولعلنا اليوم أصبحنا نخاف من الخروج من منازلنا وقضاء حاجاتنا والذهاب إلى عملنا، فقد عهدنا في وقت سابق على قراءة الأذكار والمعوذات مرة واحدة أو مرتين، ولكننا اليوم بتنا نقرأ الأذكار ودعاء ركوب السيارة مليون مرة، حرصاً منا على الوصول بالسلامة إلى مشاويرنا، وخوفاً من أن نتقابل مع المراكب الجنونية المسرعة بدرجة اللامعقول فـ''شوماخر الإمارات'' موجود في كل مكان ومجرمو الطريق ''حدث ولا حرج'' يخرجون من كل حدب وصوب، ليفاجئوك من حيث لا تعلم ولا تحتسب، وما أكثر من يضرب بقوانين المرور عرض الحائط دون أن يحترموها أو على الأقل يكترثوا بأنهم يعيلون أسرا، وبأن هنالك من ينتظرهم من آباء أو أبناء أو غيرهم، فتتحول مركبتهم ومركباتنا بعد كل هذه السرعة الجنونية إلى مركبات قاتلة تقتل وتزهق الأرواح وتحول حياة العديد إلى الجحيم، فالعديد قد ينجو من الموت، والعديد قد يكتب له عمر جديد في الحياة، ولكن ليس بنفس الحياة التي كان يعيشها في الأيام السالفة، فحوادث هذه الأيام تنتج عنها إعاقات مريرة ترافق الإنسان طول الدهر، وتحول حياته من سعادة إلى تعاسة أبدية!! وقفة: ماذا عساي أن أقول؟ خانتني الكلمات وخنقتني العبرات، فقدت أمي في حادث مرير بسبب السرعة الجنونية التي أودت بحياتها لتتركنا أيتاماً في الدنيا نعاني، ولست أملك الآن إلا أن أنبه كل سائق وسائقة مركبة إلى أنهم غاليين علينا، فاتقوا الله فيمن يمشي على الطريق، وأذكرهم بأن أبناءكم وآباءكم وإخوانكم وخلانكم ينتظرونكم ويريدونكم بينهم، نعم الموت حق ولكن يتوجب علينا الحذر من الأسباب التي تودي بالجميع إلى الهلاك، ولعل العديدين يتحججون بالأجواء وبالأمطار، وأرد عليهم بأن المطر نعمة ولكن ينبغي علينا أن نتوخى الحيطة والحذر على الدوام من أجل أن نحافظ على حياتنا وعلى سلامة الطريق ومن يمشي فيه، فالطريق ملك الجميع والقيادة فن وذوق وأخلاق· مسك الختام: أهديكم هذه الأبيات وأبعثها إلى جميع من يقتني المركبات عل وعسى أن تلقى الآذن الصاغية لنصائحنا، وتقلل من السرعة الجنونية وتعدمها من طرقاتنا وتحافظ على أمن حياتنا واستقرارها: إذا ما كنت ذا عقل كبير قد استعصت مشاكله وجلت لنا في كل منعطف مآسي فكم من أسرة نكبت وكانت أتته الحادثات وقد تردى غدو من هول نكبتهم يتامى وكم من نكبة حلت بطيش وخلقت المآسي للثكالى وهذا الشعب أحوج ما نراه لنبني بالجهور رفيع صرح فلا تهمل قوانين المرور على كل المعقد من الأمور يشيب لهولها رأس الصغير تعيش يكبد عائلها الكبير وخلف صبية مثل الزهور فيا الله من سوء المصير فأودت بالبراعم للقبور وأججت العداوة في الصدور إلى الرجل الكبير والصغير يدوم معززاً طول العصور· وإني أتمنى لكم يا مسرعين أن تعتبروا وتتعظوا من حوادث وضحايا من رحلوا بسبب المركبات القاتلة! ريا المحمودي رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©