الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاعيل الحرب السادسة

مفاعيل الحرب السادسة
13 سبتمبر 2012
في كتابه “تداعي الأسطورة/ مقاربات لمشهدية الحرب السادسة” يستعرض د. يوسف نصرالله الكتب الكثيرة التي تناولت في متونها أطروحة الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو واغسطس من العام 2006؛ لغرض تشفيف مشهدياتها، وبيان مقاصدها، والوقوف على ما توسلته من أهداف، وما تمخضت عنه من نتائج، وما حفلت به من تطورات، وما استقرت عليه، وتناهت إليه من خلاصات وحصائل ومخرجات، وما فاضت به من مفاعيل وارتدادات بعدية... ويذكر المؤلف أنه عكف على توسل مقاربة علمية وازنة تعنى بمفاعيل الحرب على الجانب الإسرائيلي؛ تتقصى، وتتحرى دون أن تقطع مع أي من الدراسات ذات الصلة التي توافرت، حيث تبدي وجه الإفادة على غير صعيد، وفي غير مكان. وفي رأي المؤلف إن ما تمخضت عنه نتائج الحرب أدت الى إعادة صياغة وترسيم صورة الإسرائيلي حيال نفسه، وإلى وعيه بحدود قوته وقدراته وإمكاناته، بعد انكشاف مظلته الأمنية التي ظللته في كل حروبه ونزاعاته، ووفرت له صنوف الحماية والأمان والاستقرار؛ لعلها المرة الأولى في تاريخ الصراع التي يدرك فيها الإسرائيلي أنه يقف على خط الزلزال، وأنه يقيم في أتون الخطر الحقيقي، وأنه كان لزمن مضى يعيش تهويمات أمنية سياسية خادعة وكاذبة ومضللة. ويقول: “لقد أطلق الإسرائيلي مسمى الحرب الثانية كتوصيف اصطلاحي لحربه على لبنان في يوليو واغسطس من العام 2006، بوصفها جاءت بعد حربه الأولى في يونيو من صيف العام 1982 والتي حملت حينها تسمية سلامة الجليل. أما سائر الاعتداءات كالتي وقعت في مارس من عام 1978، أو التي وقعت في يوليو من عام 1993، أو تلك التي وقعت في ابريل من عام 1996، أو ما شاكلها من سلسلة الاعتداءات الاسرائيلية الطويلة، المتلاحقة والمتواصلة على لبنان؛ فإنه لم يصنفها حروباً، بل أدرجها في إطار عمليات عسكرية موضوعية. ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، يهتم الأول منها بمقاربة بعض ما شاب أداء القيادة الإسرائيلية على المستويين السياسي والعسكري على حد سواء من عيوب ومشكلات في إدارة الحرب، وفي التخطيط لها، وفي تحديد أهدافها وانتخاب سياساتها الملائمة، فضلاً عن عيوب في التفكير الاستراتيجي، وعيوب ميدانية وعملياتية. أما الفصل الثاني فعكف بدوره على جلاء ما كان للحرب من فضيلة في تجويف منظومة الحماية الإسرائيلية؛ وانكب على تفكيك المركبات التي استوت عليها العقيدة الأمنية الإسرائيلية. وألح على اعمال معاول الهدم فيما انطوت عليه من معايير ومقاييس وبداهات وفروض. لقد سقطت مقولات كثيرة ظن أنها متعالية: سقطت مقولة الردع، وسقط معها مفهوم الحسم والاحتفاظ بالأرض، وانسحب ذلك بدوره على مفهوم نقل المعركة الى ارض العدو، فانكشف العمق الإسرائيلي على نحو غير مسبوق، وأصبح الداخل الإسرائيلي جزءاً من ميدان المعركة، ولعله الجزء الأهم. أما الفصل الثالث من الكتاب، فكان له شأن آخر؛ أن مفاعيل الحرب لم تكن أبدا من طبيعة بالمقدور تجاوزها أو تجاهلها، بمعنى اقتصارها على ما هو آني وظرفي وحسي ومادي، وإنما كانت ليس من اليسير تلقف آثارها، بوصفها تمس الذاكرة والإرادة والوعي والخيال الإسرائيلي الجمعي العام. وحرص المؤلف في الفصل الرابع على عدم إهمال مفاعيل الحرب ووقع الانتصار على الشعوب العربية والإسلامية؛ فعرض لبعض آثار ذلك على الوعي العربي. سواء على الصعيد العاطفي الانفعالي، أم على صعيد الوعي، من حيث وعي العربي بقوته وقدراته وإمكاناته من جهة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©