الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أصحاب الأرقام المميزة···بماذا يتميزون؟

أصحاب الأرقام المميزة···بماذا يتميزون؟
24 ديسمبر 2006 00:45
شيخة محمد الصريدي: يقول سعيد محمد (محقق في إدارة الجنسية والإقامة): أنا من الناس الذين يحبون الأرقام المميزة المكونة من رقمين وخاصة التي توضع على السيارة ورقمي المفضل هو 81 لأنه يذكرني بأشياء مهمة· وقد قام صاحب هذا الرقم ببيعه لشخص آخر وكنت أرغب في امتلاكه لكن للأسف لم يكن من نصيبي، اعتقد الآن أنني إذا قمت بشرائه سيكلفني مبلغا كبيرا لا أملكه حاليا وأتمنى في المستقبل إن أمتلك رقما مميزا· سعره باق أما احمد الصريدي (وكيل ثاني في الجيش) فيقول: الرقم المميز يشعرني بالتميز بين زملائي فهم لا يحتاجون للتأكد من سائق السيارة عندما يكونون خلفي أو أمامي··· فقط ما يحتاجونه للتعرف علي بسرعة النظر إلى اللوحة ليعرفوا أنني صديقهم· واللوحة ذات الرقم المميز تحتفظ بسعرها··· فحينما يخلو الجيب يتم بيعها في التو واللحظة لأن هناك شبابا يرغبون في امتلاك الرقم أيا كان سعره، ويقبلون على شراء السيارة وإن كانت بحالة سيئة فقط للحصول على الرقم المميز· والرقم المميز بالنسبة لهويشل محمد (طالب في كلية التقنية) هو لتحقيق ''الخقة'' -شوفة الحال-عند أصدقائه، ''فالذي ينظر إلى حامل الرقم المميز يشعر بتميزه إلا أن لكل شيء حدودا، فلست على استعداد لدفع مبالغ تصل إلى عشرات الآلاف من أجل الحصول على مجرد رقم فذلك نوع من التبذير لا أكثر ولا أقل''· تجارة الأرقام وتشير فاطمة محمد (طالبة في كلية التقنية العليا) إلى أنها ليست على استعداد لدفع آلاف الدراهم في رقم، وقالت: لن أحرق فلوسي في أرقام ليس لها أي قيمة، ولكني أسعى للحصول على الرقم بهدف التجارة في المقام الأول، وحبي لتجارة الأرقام جاء من حبي للأرقام المميزة، فتلك التجارة لا يقبل عليها إلا المتمكنون ماليا رغم أنها لا تقتصر على الأغنياء· في حين يؤكد سيف محمد (طالب في الثانوية العامة) أن السعي وراء امتلاك الأرقام المميزة تصرف غير مسؤول يقدم عليه بعض الشباب، والأرقام صارت تجارة يمارسها الكثير من الناس، ففي السنوات الماضية قامت إدارة المرور ببيع الأرقام في مزاد علني وحصل بعض رجال الأعمال على أرقام معينة بأسعار تجاوزت المعقول· وأشار عبدالله الصريدي (محقق في إدارة الجوازات) إلى اهتمامه بأرقام الهواتف النقالة المميزة وبشكل خاص الرقم الذي في أوله وآخره 89 لأنه يذكره بذكريات جميلة، فقد حصل عليه هدية· وتقول ليلى الخلاقي (طالبة جامعية في قسم التاريخ): أنا من هواة قراءة الأرقام المميزة وخاصة السيارات، فعندما أكون في أي مكان يلفت انتباهي الرقم المميز المكون من رقمين واعتبره كالكلمة وأتمنى الحصول على رقم مميز رغبة في التميز· أرقام متسلسلة في سياق هذا الاستطلاع لاحظنا اهتماما ما من قبل البعض للحصول على أرقام متميزة متتالية ومتشابهة· مثلا 833311 أو 998877 أو 221221 أو رقم ينتهي بأصفار· وأخبرتني زميلة إنها حرصت على امتلاك رقم هاتف موحد للمنزل والموبايل··· والفرق أن رقم هاتف المنزل يسبقه رمز الإمارة بينما الموبايل يسبقه بالطبع 050 ليس بدافع التميز بل لسهولة اتصال الوالدة والناس بها، ولا يعنيها تسلسل الرقم لكن أعجبتها فكرة أن يكون رقم هاتف المنزل هو ذاته رقم الموبايل· وقالت هدى النقبي (طالبة في كلية التربية): أحب الأرقام كثيرا خاصة الموبايلات حيث إن الرقم 3 و19 يذكراني بأحد لاعبي كرة القدم لكني لم احصل على الرقم، وأتمنى الحصول عليه مستقبلا· وأنا مستعدة لدفع مبلغ يتناسب مع قدراتي المالية· ويرى محمد الحوسني (موظف في الجيش) أن أهمية الأرقام المميزة كونها سهلة الحفظ للعائلة والأصدقاء ويقول إنه يمتلك أربعة أرقام مميزة ما بين ثنائية وثلاثية· ويضيف أن احدهم اتصل به عارضا شراء رقمه لكنه رفض بيعه لأنه يرتبط عنده بذكريات جميلة· ولا يهتم علي الحوسني (مهندس معماري) بالأرقام المميزة لأنه يعتبرها كغيرها من الأرقام· ويشير إلى أن العديد من الأشخاص يقومون بدفع مبالغ تصل إلى عشرات الآلاف من اجل رقم ولكن ما الفائدة من ذلك؟ إنه ضياع للوقت والمال· المصدر والفروع من أين يحصل الناس على أرقامهم المميزة؟ يبدو أن البعض يحصل على الرقم المميز من المصدر مباشرة أي من مؤسسة (اتصالات) لكن آخرين حصلوا عليها من محال بيع الأجهزة الهاتفية أو الأشخاص الذين يمتلكونها، ولذلك قصة أخرى يرويها المعنيون بها· يقول محمد محمود (موظف في مؤسسة اتصالات): الأرقام التي أقوم ببيعها تصلني من (اتصالات) وسعرها هو السعر العادي أي 165 درهما فقط ما يعني أن هناك فرقا في المبلغ الذي بيننا وبين المحلات· ويقول علاء حج سليمان (يعمل في محل للهواتف المتحركة) إنه كان يبيع قبل فترة الأرقام المميزة، عن طريق شخص يأتيه بالرقم ويحدد له السعر المطلوب للبيع· وأكد انه كان يملك رقما مكونا من 777 فاتفق على بيعه لشخص بـ 15000 درهم، ولكن في محل آخر قام البائع ببيع الرقم نفسه إلى شخص آخر بـ 30000 بمعنى أن صاحب الرقم الأصلي اتفق مع عدة محلات حتى يربح· وقال إن شخصا أتى لشراء أحد الأرقام فاتفق معه على مبلغ 3500 درهم وبنفس اللحظة عرض أحد الأشخاص الذي استمع إلى الحوار شراء الرقم بـ ،4000 فامتنع عن بيع الرقم للاثنين تجنبا للمشاكل· ويضيف: وقد حدثت جملة مواقف دفعتني إلى التوقف عن تجارة الأرقام المتميزة رغم أنها تجارة رابحة، خاصة بعد أن وصلتنا عدة تحذيرات من ''اتصالات'' تمنعنا من بيع الأرقام المتميزة· ويكشف عبد اللطيف يوسف (يعمل في محل للهواتف المتحركة): إن مصدر الأرقام المميزة هو بعض الموظفين في ''اتصالات'' حيث يقومون بإعطائي رقما وأبيعه، وقد بعت أغلى رقم للآن بـ 1200 درهم، والشباب أكثر إقبالا من الفتيات· أما محمد إسماعيل (يعمل في محل للهواتف المتحركة) فيقول ان الأرقام كانت تأتيه من شخص يعمل في ''اتصالات'' فيقوم ببيعها، وقد وصل أغلاها إلى 5000 درهم، وأكد أن الشباب أكثر إقبالا من الفتيات· إنها ظاهرة، تبدو في ظاهرها طريفة، لكنها تحمل في طواياها دلالات على الخفة والتعلق بالمظهر على حساب الجوهر، وهي مستمرة طالما ان المؤسسة المانحة للأرقام تفتح الباب على مصراعيه للمتاجرة بها وترويجها بين الشباب على وجه الخصوص··· في وقت يتجاهل فيه هؤلاء أن المنافسة الحقيقية هي الحصول على الأرقام الذهبية في المجالات العلمية أو العملية أو في مضامير الحياة العامة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©