طرابلس (وكالات) - دخل الثوار الليبيون امس مدينة سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع معمر القذافي، حيث تحدثت مصادر عن وقوع مواجهات عنيفة اسفرت عن مقتل اثنين من الثوار واصابة 20 بجروح. كما استمرت الاشتباكات في مدينة بني وليد وسط احصاء مصادر طبية سقوط 30 قتيلاً للثوار منذ بداية المعارك مع القوات الموالية للقذافي قبل اسبوعين.
وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود بكثافة في سرت وسط احتشاد الثوار في ساحة الزعفران التي تبعد نحو كيلومتر من وسط المدينة. وتعالت اصوات اطلاق النيران، حيث حرك الثوار الدبابات وقذائف المورتر، وشوهدت شاحنات صغيرة نصب على متنها مدافع آلية تحملهم (الثوار) من جنوب المدينة الى الوسط.
وقال احد قادة الثوار ويدعى التهامي ابو زين في ساحة الزعفران “لديهم (قوات القذافي) قناصة فوق المساجد وفوق المباني.. انهم يستخدمون المنازل والمباني العامة”. واطلق الثوار عند البوابة الغربية للمدينة نيران مدفعيتهم نحو وسط سرت، وتبادلوا اطلاق الصواريخ مع قوات القذافي.
واعلن فاتح ضنيني الطبيب في مستشفى ميداني في مسجد غرب سرت سقوط قتيلين من الثوار واكثر من 20 جريحاً، في حين كانت قافلة من سيارات الاسعاف اتية من خط الجبهة تنقل جرحى. وافاد احد الثوار ويدعى علي محمد وضا عن معارك عنيفة، وقال ان المقاتلين الموالين للقذافي يستخدمون قاذفات صواريخ وقنابل يدوية، وحاولوا اقفال مداخل المدينة، لكن الثوار تمكنوا رغم ذلك من التوغل اكثر في سرت”.
وتواصل نزوح السكان من سرت امس لليوم الرابع على التوالي. وسجل عبور نحو الفي شخص ظهرا عند حاجز المراقبة. وقال احد الثور ويدعى مصطفى عشتاوي “القصف متواصل.. انهم (رجال القذافي) يستخدمون المدنيين دروعا بشرية ويضعون الاسلحة الثقيلة جنب العمارات السكنية ويطلقون الاشاعات بان الثوار سياتون لقتلهم واغتصاب نسائهم”. وقال فيتوري ابو مديم الذي عاد الى سرت بعد ان خرج منها قبل ثلاثة ايام “عدت الجمعة لمساعدة العائلة على الفرار.. بالامكان الهروب في الصباح الباكر وهناك عديدون يريدون الفرار، لكن ليس لديهم بنزين وفي المستشفيات نفد الاكسجين والمستلزمات الطبية، لقد فر معظم الطاقم الطبي”.
وقال احمد شريف وهو يحتضن ابنه وعمره سنة ونصف السنة “ان الطرق الاساسية مغلقة فتعين علينا سلوك طرق غير معبدة في الصحراء”. واضاف “ان رجال القذافي قالوا لنا اذا حاولتم الهروب سنقتلكم ايها الخونة!”. واكد العديد من الاشخاص في قافلات الحافلات الصغيرة التي تنقل الامتعة ان رجال القذافي يرتدون اللباس المدني.
وقال احد قادة الثوار ويدعى اسامة مطاوع صويلي “كنا نواكب عائلات خارجة من سرت، وتعرضت قافلتهم للقصف بنيران مدافع مضادة للطائرة وقاذفات ار. بي. جي، واسلحة خفيفة من قبل قوات القذافي”، واضاف “قتل احد الثوار ودمرت سيارة اسرة قتل جميع ركابها على الارجح بالقرب من المدخل الغربي”.
وقال صويلي “نحاول اخراج جميع العائلات، ونقوم بتسيير ما بين 400 الى 500 سيارة يوميا، كما نحاول نوعا ما تجويع قوات القذافي”، لافتا الى ان المدينة اصبحت بلا مياه او كهرباء، كما اغلقت المتاجر ولم يعد لدى الاهالي من ياكلونه. واكد بعض الثوار ان مقاتلي القذافي يمنعون المدنيين من مغادرة المدينة عبر وضع اكياس من الرمل واطلاق النار على السيارات.
وفي مدينة بن وليد تواصلت المواجهات العنيفة بين الثوار والموالين للقذافي. وقال الطبيب مبروك كرناف الذي تطوع للعمل في مركز طبي يبعد حوالي 30 كيلومترا عن المدينة “سقط 30 قتيلا و50 جريحا من الثوار منذ بداية المعارك قبل اسبوعين”. واكد قائد الجبهة الشمالية للثوار العميد ضو الصالحين الجدك اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات القذافي الذين اطلقوا عشرات القذائف والصواريخ باتجاه مواقع الثوار القريبة من وسط المدينة. وجاءت المواجهات بعدما وجهت اذاعة “بني وليد” المحلية رسالة الى السكان دعتهم فيها الى المشاركة في مسيرة في ميدان النصر بعد صلاة العصر، كما طالبت العائلات التي غادرت منازلها بالعودة اليها، والمسلحين الذين انضموا الى الثوار للعودة الى عائلاتهم وارزاقهم في بني وليد”.
الى ذلك، اعلنت عائشة ابنة القذافي ان والدها بخير ويقاتل، واتهمت المجلس الوطني الانتقالي بـ”الخيانة”. وقالت في تسجيل صوتي بثته قناة “الرأي” التي تتخذ مقرا لها في سوريا متوجهة الى الليبيين “يحق لكم ان تفتخروا بقائدكم العظيم، هو بخير والحمد لله معنوياته مرتفعة، يحمل السلاح ويقاتل هو وابناؤه.. ايها الشعب الليبي الصامد اصبروا وانتفضوا، لا تسمحوا بالمهزلة”.
وسمح لعائشة وشقيقيها هنيبعل ومحمد وصفية الزوجة الثانية لمعمر القذافي باللجوء في نهاية اغسطس الى الجزائر لاسباب انسانية، كما اكدت الجزائر.
انفجار مخزن أسلحة في طرابلس
الدخان يتصاعد فوق طرابلس التي شهدت امس وقوع انفجار كبير تلته سلسلة انفجارات متواصلة في معسكر أبوستة التابع للبحرية على بعد 6 كيلومترات من وسط العاصمة. وقال أحد الثوار ويدعى عبد الباسط حسين إن هذه الانفجارات عرضية ناجمة عن حادث في مخزن أسلحة وليست ناتجة عن “أعمال إجرامية” (أب)
عدد اليوم
