الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريم الساعدي تقص حكايات نساء تفيض بالتفاصيل في «أبدو ذكية»

مريم الساعدي تقص حكايات نساء تفيض بالتفاصيل في «أبدو ذكية»
14 فبراير 2010 20:42
عن دار العالم العربي للنشر والتوزيع، وبدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ضمن برنامج “أكتب”، صدرت المجموعة القصصية الأولى للكاتبة مريم الساعدي بعنوان “أبدو ذكية” في قرابة ثمانين صفحة من القطع المتوسط. “أبدو ذكية” ليس كتاباً قصصياً بالمقاييس العادية، لجهة ما يتضمنه الكتاب على الأقل، إذ هناك أربع عشرة قصة يبدأ بها الكتاب تحتل نصفه تقريباً ثم ليستغرق القارئ في قصة أخرى طويلة تحتل نصفه الآخر وبمزاج في الكتابة والسرد مختلف تماماً عما هو في القصص الأولى. غير أن الجامع الأساسي في الكتاب الذي يميزه ويجعله يحمل توقيع صاحبته هي تلك الموهبة اللافتة لدى مريم الساعدي على تحويل أي تفصيل من تفاصيل الحياة الإنسانية إلى مادة للسرد، سواء أكانت هذه التفاصيل حدثاً أم مشاعر فردية هي عرضة للتشكل والتلون. وبداية، فإنه غالباً ما أن هناك شخصية ساردة أنثوية تقوم بفعل القص وتبدو محايدة إلى حد بعيد لكنها هي التي توجه مسارات الأحداث والمشاعر الإنسانية وتحولاتهما بهذا الاتجاه أو ذاك دون توقع من القارئ إنما على نحو عادي تماماً وشديد التلقائية، الأمر الذي يجعل المرء يتساءل هل فعلاً أن كاتبة شابة مثل مريم الساعدي تمتلك هذه البساطة في قول الحكمة وتلعب هذا الدور دون أن تقصد ذلك. في قصتها اللافتة، التي منحت المجموعة عنوانها، أبدو ذكية، فإن الثيمة الأساسية، على الأرجح، هي النوم في سياق علاقة الجسد بالروح، حيث فعل النوم هو غياب للجسد في العتمة وغياب للروح في دهاليز اللاوعي، وحيث الحكاية هي فشل امرأة ووحيدة في إقامة علاقة ناضجة مع محيطها بل ومختبئة في النوم بعيداً عن العالم الذي يحيا فيه الآخرون، فهم الجحيم، وفقاً للعبارة الشهيرة للفرنسي جان بول سارتر، فتقول “وصوت داخلي يؤكد لي: ربما ما كان يجب أن أكون هنا، ربما سقطت من رحم أمي بالخطأ، ربما ما كان يجب أن أكون نطفة أساساً يوماً، ربما كان المقصود بهذه المهمة أحداً غيري. فأختبئ مطولاً حتى أنام”. حيث النوم الطويل أو العودة الأبدية ثانية إلى الرحم هي كناية الموت وهي الصورة الأخرى التي تعبر عن الوصول إلى النفق المظلم للذات الإنسانية والعيش فيه، هكذا باستمرار. ربما أن قول مجموعة الأفكار هذه عن الموت ليس تميزا، لكن تقنية السرد، البسيطة والهادئة، التي تجري في مستوى أفقي واحد لا يعتمد على التذكر بل على فعل الحاضر لا الماضي، هو ما يجعل من “أبدو ذكية” أمرا مباغتا لقارئها. أما القصة الأخيرة “عزف منفرد” تقوم على كتابة اليوميات وتستمد مادتها الأساسية منها، وتتحدث عن امرأة من الطبقة المتوسطة ترغب في كتابة رواية وتشعر بالعجز عن الإتيان بهذا الفعل الصعب. هنا، كسائر القصص الأخرى تقوم مريم الساعدي بتحويل عالمها المحيط بها وجملة مواقفها منه إلى مادة سردية تجعل بساطة الحياة في القصة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©