80 قتيلاً باشتباكات دامية في صنعاء

(صنعاء)- قُتل 80 يمنياً، على الأقل، بينهم ستة مدنيين، وأصيب أكثر من 140 آخرين، جراء اندلاع معارك عنيفة بالعاصمة صنعاء بين الجيش المؤيد للرئيس علي عبدالله صالح، وقوات عسكرية منشقة، مدعومة بمليشيات قبلية معارضة، تدعم بقوة الحركة الاحتجاجية الشبابية المطالبة، منذ منتصف يناير الماضي، بالإطاحة بالنظام الحاكم منذ أكثر من 33 عاماً. وأمر صالح، الذي عاد فجأة الجمعة من السعودية بعد غياب دام أكثر من ثلاثة أشهر، بإزالة المظاهر المسلحة كافة في صنعاء، وسط أنباء عن “بوادر إيجابية” لاتفاق وشيك مع الزعيم القبلي صادق الأحمر لوقف إطلاق النار المتواصل منذ الأحد الماضي. وقال مصدر عسكري منشق لـ(الاتحاد) إن 11 جنديا قتلوا وأصيب آخرون، أمس “عندما سقطت قذيفتان على أفراد الكتيبة الثانية “مهندسي” بالفرقة الأولى مدرع”، التابعة للواء علي محسن الأحمر، الذي أعلن في مارس الماضي تأييده للاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح. وأضاف المصدر: “سقطت القذيفتان وراء البوابة الشرقية للمعسكر، عندما كان الجنود يتناولون طعام الغداء”، مشيراً إلى أن انفجارهما أسفر عن مقتل 11 جنديا على الفور “لأن أجسادهم تقطعت إلى أشلاء صغيرة”. وأشار المصدر العسكري إلى أن “عشرات القذائف سقطت على الفرقة ومحيطها” منذ ليل الجمعة السبت، أي بعد ساعات من عودة الرئيس صالح إلى البلاد. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر عسكري منشق آخر قوله إن “حوالي ستين قذيفة” سقطت على معسكر الفرقة الأولى مدرع الذي يتولى، منذ 18 مارس الماضي، حماية آلاف المحتجين المعتصمين، بمخيم احتجاجي، قبالة جامعة صنعاء. وقال محتجون معتصمون بالمخيم لـ(الاتحاد) إن قذائف سقطت، فجر أمس، داخل المخيم ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، مشيرين إلى أن ذلك تزامن مع اندلاع مواجهات متفرقة بين قوات الفرقة ومسلحين مناصرين للرئيس صالح، حول محيط المخيم. وذكرت وسائل إعلام معارضة أن قوات صالح أحرقت بعض الخيام المنصوبة على مقربة من جولة كينتاكي، التي شهدت الأسبوع الماضي، أعمال عنف ومواجهات مسلحة خلفت عشرات القتلى والجرحى، معظمهم مدنيين. وقال مصدر طبي بالمستشفى الميداني بالمخيم إن 5 معتصمين قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 15 آخرين جراء سقوط قذائف على ساحة المخيم، التي أطلقها عليها المحتجون اسم “ساحة التغيير”. إلى ذلك، قال مصدر عسكري موالٍ للنظام الحاكم، لـ(الاتحاد) إن 63 من مقاتلي الشيخ الأحمر قتلوا في مواجهة عنيفة مع قوات الحرس الرئاسي وشرطة النجدة، اندلعت ليل الجمعة السبت، بالقرب من منزل صالح، في منطقة الحصبة، شمال غرب العاصمة اليمنية. وأوضح المصدر أن نحو 150 مقاتلاً من أتباع الأحمر حاولوا مهاجمة منزل الرئيس صالح، المحاط بإجراءات أمنية مشددة، مشيراً إلى أن قوات الحرس الرئاسي، والمدعومة من بقوات من معسكر شرطة النجدة، “تصدت للمهاجمين وقتلت 63 من اتباع الأحمر”. ولفت إلى أن الحرس الرئاسي تمكن من أسر 12 من أتباع جماعة، “أغلبهم أطفال”.وأفاد بسقوط جرحى في صفوف الحرس الرئاسي وقوات النجدة “تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج” اللازم. من جانبه، أقر مسؤول في المكتب الإعلامي للشيخ الأحمر بسقوط قتلى وجرحى في صفوف أتباع الزعيم القبلي. وقال:” لا أعلم عدد القتلى والجرحى .. لكن هناك ضحايا بالتأكيد”، مشيراً إلى “بوادر إيجابية لوقف إطلاق النار”، وفق الدعوة التي أطلقها الرئيس صالح أمس الأول. وأضاف: “الشيخ صادق وافق على دعوة الرئيس لوقف إطلاق النار.. أعتقد أن الأمور في طريقها إلى التهدئة”. وذكرت أنباء أن أحد المارة قتل في اشتباك بين رجال القبائل المؤيدة والمعارضة للرئيس اليمني، ليرتفع إلى 181 عدد قتلى أعمال العنف التي تشهدها صنعاء منذ الأحد الماضي، حسب إحصائية مجمعة من مصادر متعددة. إلى ذلك، وجه صالح، أمس، اللجنة المكلفة تنفيذ هدنة يونيو الماضي، بالعمل على إزالة كل المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء.وحسب وكالة الأنباء اليمنية، فإن المظاهر المسلحة تشتمل إزالة “الحواجز ونقاط التفتيش والمتاريس”، و”إخلاء المسلحين سواء كانوا من الأمن أو القوات المسلحة وإعادتهم إلى ثكناتهم”، إضافة إلى إخلاء التجمعات الشعبية الاحتجاجية من المسلحين القبليين، لضمان “بقاء العاصمة آمنة وخالية من كل المظاهر المسلحة”. وشدد التوجيه الرئاسي على أن قرارات هذه اللجنة، التي شكلها سابقاً نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي، “تعتبر ملزمة لكل الأطراف التي يجب عليها الالتزام بالتنفيذ”. وفي مدينة تعز، سقط جرحى مدنيون جراء قصف مدفعي استهدف أحياء سكنية، ومخيم الاحتجاج بالمدينة، التي اندلعت منها شرارة الاحتجاجات المناهضة لصالح.وقالت القيادية في حركة الاحتجاج بتعز بشرى المقطري، لـ(الاتحاد) إن القصف “استهدف ساحة الحرية وعدداً من الأحياء السكنية في مناطق المسبح، الروضة، وجبل جره”، مؤكدة سقوط جرحى في صفوف المعتصمين والمواطنين. ولفتت إلى أن القوات الحكومية نشرت دبابات في مناطق مطلة على المخيم الشبابي، مبدية مخاوفها من تعرض المعتصمين لهجوم جديد.وقد شهدت مدينة تعز أمس تظاهرتين حاشدتين لآلاف المحتجين الشباب الذين طالبوا بـ”الحسم الثوري”، ومحاكمة الرئيس صالح ورموز نظامه. مقتل مصور «العراقية» في اليمن بغداد (ا ف ب) - أعلن مسؤول في قناة العراقية الفضائية ان مصور القناة في صنعاء حسن يحيى الوضاف وهو يمني توفي اثر اصابته برصاص قناص اثناء تغطية تظاهرات في ساحة التغيير الاثنين الماضي. وقال عبد الكريم حمادي مدير الاخبار، ان “مصور قناة العراقية في صنعاء حسين يحي الوضاف توفي اثر اصابته بطلق من قناص اثناء تغطيته تظاهرة في ساحة التغيير في العاصمة اليمنية الاثنين الماضي”.