الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ثورة السيارات الكهربائية تعيد رسم خريطة الصناعة في اليابان

ثورة السيارات الكهربائية تعيد رسم خريطة الصناعة في اليابان
19 ديسمبر 2010 22:04
في قلب منطقة هاماماتسو باليابان الشهيرة بتصنيع أجزاء السيارات يدرك الجميع أن السيارة الكهربائية ستضر إن آجلاً أو عاجلاً بالعديد من الشركات المتخصصة في صناعة محركات البنزين وأنابيب العادم وشمعات الاحتراق على سبيل الأمثلة وليس الحصر. وهناك دراسة أجريت مؤخراً تتوقع تقلصاً كبيراً لاقتصاد هاماماتسو المعتمد على سيارات البنزين. وتحسباً من نتائج هذه الدراسة تعمل حالياً شركات تصنيع السيارات ومصانع أجزاء السيارات والحكومات المحلية في هذه المنطقة الصناعية الشاسعة في هاماماتسو على تكثيف جهودها استعداداً لمستقبل ينتظر أن تسود فيه المركبات الكهربائية. وساهمت “سوزوكي موتورز” المتمركزة في هاماماتسو في تأسيس تحالف اقليمي في شهر أكتوبر الماضي سيساعد صناع أجزاء السيارات على تطوير تقنيات جديدة للسيارات الكهربائية وصناعات أخرى. ومن المقرر أن يستضيف هذا التحالف ندوة قريباً سيقوم فيها مهندسون بتفكيك محرك سيارة كهربية من صنع” سوزوكي” لكي يدرسه صناع الأجزاء. في ذلك قال أوسامو سوزوكي رئيس الشركة، البالغ من العمر 80 عاماً في حفل افتتاح التحالف في 7 أكتوبر،: “نحن في وسط ثورة صناعية، وينبغي على موردينا أن يبدؤوا دراسة الطريقة التي يمكنهم بها تحويل أنشطتهم”. ويحذر بعض الخبراء من أن هاماماتسو ما هي إلا جزء صغير من تحدٍ كبير تواجهه صناعة السيارات اليابانية التي تتألف من شبكة من المصنعين مثل تويوتا وهوندا مدعومة بآلاف من الشركات التي تصنع أجسام المحركات وأنابيب العادم ومئات من الأجزاء الأخرى الخاصة بسيارات البنزين. وبحسب دراسة نشرها في أغسطس معهد “شيزوكا” للبحوث الاقتصادية يأتي ما يقرب من 30 في المئة من مبيعات أجزاء السيارات في اليابان البالغ قيمتها 34,6 تريليون ين أو 429 مليار دولار من أجزاء ينتظر أن تتضاءل نتيجة انتشار السيارات الكهربية مستقبلاً. وفي شيزوكا المنطقة المحيطة بهاماماتسو ستزيد هذه النسبة على 48%، بحسب الدراسة. وقال هيساشي باكاجيما مدير المعهد ومعد التقرير: “طالما تفخر اليابان بأنها تطور أفضل المحركات وأفضل تكنولوجيا سيارات. وإن لم نفعل شيئاً الآن قد تتحول نقطة قوة اليابان إلى نقطة ضعف”. وتعتبر هاماماتسو في أشد الحاجة لإنقاذ نحو 2000 شركة أجزاء سيارات تشكل ثلثي اقتصاد المنطقة البالغ حجمه 3 تريليونات ين وتوفر قرابة 100000 وظيفة. يذكر أن مجالين صناعيين رئيسيين بالمنطقة هما صناعة النسيج والآلات الموسيقية قد تقلصاً خلال العقود السابقة تضررا من المنافسين الأقل تكلفة في بقية آسيا. وبجانب “سوزوكي” هناك أيضاً “ياماها موتورز” الواقعة أيضاً في هاماماتسو والتي تعد أحد رواد محركات الاحتراق الداخلي اليابانيين والتي تورد لـ”تويوتا موتورز” محركات لبعض أشهر موديلاتها مثل 2000 جي تي وموديلها المحلي “كراون”. ويقوم موردو أجزاء السيارات في منطقة هاماماتسو، والذين يتفاوتون ما بين مصانع صغيرة جداً إلى شركات دولية يتجاوز عدد عامليها 1000 عامل، بتوريد أجزاء إلى جميع مصنعي السيارات الرئيسيين باليابان باستثناء “مازدا موتورز”. وعكفت شركة “هارادا سايكي” طوال الأربعين سنة الماضية على تطوير تقنيتها في تشكيل المعادن لتصنيع أجزاء مثل شمعات الاحتراق وأعمدة المرفق وحلقات المكابس. والآن تصبو هارادا سالكي إلى الاشتراك في التحالف الإقليمي لتبحث ما إن كانت عملياتها الإنتاجية قابلة للتطبيق على محركات السيارات الكهربائية. ويشير هارادا رئيس الشركة ومسؤولون آخرون إلى التحديات المنتظرة. ويقولون إنه لم يتضح بعد مدى سرعة التحول إلى المركبات الكهربائية. وتقدر شركة “جي دي باور” البحثية أنه بحلول عام 2015 ستتجاوز مبيعات مركبات الهجين (التي تعمل بالبنزين والكهرباء) والمركبات الكهربائية ثلاثة ملايين سيارة في العام أو نحو 3,4% من مبيعات المركبات الخفيفة العالمية، ولكن بعد ذلك سيتوقف ذلك بشكل كبير على عوامل مثل السياسات الحكومية وسعر البنزين ومدى سرعة انتشار البنية التحتية للبطاريات وشحنها بحسب محللين. كما أنه ليس من الواضح بعد ما هي التقنيات التي ستسود في نهاية المطاف. ترى سيارات الهجين البنزين الكهربائية أم سيارات الهجين ذات المقبس الكهربي أم السيارات الكهربائية الخالصة أم السيارات ذات خلايا الوقود أو ما إن كانت سيارات البنزين ستختفي تماماً وتعتبر من تقنيات الماضي. وتبدو كبريات شركات تصنيع السيارات غير راغبة في الرهان على تقنية واحدة، نيسان على سبيل المثال، والتي ستستحدث العام المقبل ما تسميه أول مركبة كهربائية خالصة تنتج على نطاق واسع، وسَّعت خط إنتاج سيارات هجين بنزين - كهرباء مؤخراً بالسيارة الجديدة “انفينيتي ام”(Infinity M). ولكن بقدر ما تتحول صناعة السيارات إلى المركبات الكهربائية يرى محللون أن صناعة السيارات اليابانية قد تواجه منافسين جدداً خارج اليابان ومن صناعات ومناطق غير تلك المرتبطة تقليدياً بتصنيع السيارات. فالصين ظهرت كمنافس سبّاق في مجال المركبات الكهربائية بما لديها من مجموعة من الشركات الصغيرة التي تنتج سيارات شحن كهربي رخيصة وبسيطة. كما أن في سيليكون فالي في كالفورنيا تبيع تيسلا سيارات فارهة رياضية تعمل بالبطاريات منذ عام 2008. وتزامن ذلك مع قيام مصانع أجزاء السيارات بتوريد جزء جوهري في السيارة الكهربائية (البطاريات) إلى صناعة الإلكترونيات، حيث تعمل شركات تصنيع السيارات الكبرى بالتعاون مع شركات الإلكترونيات على تطوير وإنتاج البطاريات القوية والمعقدة اللازمة للسيارات الكهربائية. فعلى سبيل المثال تتعاون تويوتا مع “باناسونيك” بينما تتعاون جنرال موتورز مع أحد أقسام “إل جي” الكورية الجنوبية في هذا المجال. بينما يرى العديد من صنّاع الأجزاء وخصوصاً الصغار منهم أن إمكاناتهم البحثية والتطويرية ومواردهم المالية أقل من أن تطور أجزاء لمركبات كهربائية مع الاحتفاظ بتطويرات في إنتاج سيارات بنزين. وقال ناكاجيما من معهد سيرزوكا للبحوث الاقتصادية: “إن خريطة الصناعة يعاد رسمها وفي مثل هذا التغير العظيم يمكن أن يتحول الرابحون إلى خاسرين والخاسرون إلى رابحين”. نقلا عن: انترناشيونال هيرالد تريبيون ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©