الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«فاصل ونواصل» لمسرح بني ياس تقرأ واقع الإعلام العربي وعلاقته بالمجتمع

«فاصل ونواصل» لمسرح بني ياس تقرأ واقع الإعلام العربي وعلاقته بالمجتمع
24 سبتمبر 2011 22:50
(أبوظبي) - اختيرت مسرحية فاصل ونواصل من انتاج مسرح بني ياس لتكون عرض افتتاح مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته الخامسة، ويأتي هذا الاختيار الأول من نوعه لنص مسرحي من أبوظبي، وهو من تأليف وإخراج الفنان حميد المهري، ومن تمثيل الشباب خريجي الورشة المسرحية التي أقامتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وجمعية المسرحيين بالتعاون مع مسرح بني ياس. وتعرض المسرحية يوم السبت المقبل الأول من أكتوبر على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم في دبي. ويشارك الفنان الدكتور حبيب غلوم بوصفه مشرفاً فنياً على المسرحية والفنان المصري محمود الجارحي مساعداً للإخراج والفنان المخرج محمد صالح منفذاً للإضاءة. وتتلخص حكاية “فاصل ونواصل” حول قضية أساسية تواجهها البنى الاجتماعية العربية وهي علاقة الإعلام بالناس وطبيعة مفاصل هذه الأداة المؤثرة في حياتهم. وتعالج المسرحية مجموعة من البرامج التي تقدمها الفضائيات العربية والتي تقارب فيها البرامج الغربية أو البرامج غير الهادفة التي تصنع لعالم يختلف عن عالمنا غير أن تسويقها في مجتمعات محافظة يثير الكثير من الجدل وهذا ما يجعل المسرحية نفسها تثير حالات من الجدل والاختلاف في تقبل فكرتها، بالإضافة إلى أنها تعالج حالات الغزو الفكري الذي يسوق إلى مجتمعاتنا من جهات من الصعب الوثوق بها. تلك هي أهم المفاصل التي تدور حولها المسرحية وتحاول أن تقدم فيها حلولاً عبر تمثل واقعها وتقديمه بشكل يرضي الجمهور ويولد منهم حالة تمتلك الموقف والتساؤل والتجريب. حاولت صفحة ثقافة أن تقترب من رؤى وتوجهات النص لكونه يلفت الانتباه باعتباره يعالج حالة تهم المجتمعات لمختلف سماتها. وحول هذا الموضوع قال الممثل عبدالله بن حيدر رئيس مجلس إدارة مسرح بني ياس الذي يواكب أعمال بروفات المسرحية التي تجري بشكل حثيث في أبوظبي “إنني سأتحدث عن قضيتين، وهما الجانب الإعلامي الذي يخص طبيعة الفكرة كونها عمومية الانتشار وخصوصية التجربة، والجانب الثاني وهو ما يحفل به العمل من خصائص وأهداف ومميزات تجعله راقياً وغير مبتذل الفكرة”. وأضاف “من الجانب الأول وهو ما يخص دور الإعلام وجدنا أن الإعلام لم يعد يملك الهوية التي تجعله قريباً من هموم الناس وأفراحهم وتطلعاتهم، حيث - من وجهة نظري الخاصة - أنه بدأ يفقد مصداقيته وشفافيته، بل تحول إلى كذبة تديرها جهات ليست لها علاقة بالإعلام وتوجهاته وأهدافه”. وقال “ربما يرد على قولي هذا بعض من يتعصَّب إلى هذا التهريج والبرامج التي تبدو مسلية ولكنها في الحقيقة تحاول تسطيح ذهن المشاهد الذي ينشغل بها عن المعرفة، وبهذا فإن هذه البرامج توجه المشاهد نحو الهاوية بكل مفاصلها، وعليه فإننا عندما نعالج هذه القضية في نص مسرحي نضع القضية ذاتها وحلولها أمام الجمهور وما عليه سوى أن يختار قبولها أو عدمه”.وأكد بن حيدر أنه لا يرفض الانفتاح الفكري والتكنولوجي إلا أنه يقف متوجساً مما يشوه الأفكار، وأشار إلى أنه كفنَّان له بصماته في فن التمثيل يجد أن هذا العنصر يصبح فاعلاً عندما يطرح القضايا المهمة، ومن أهمها هذا الموضوع وهو علاقة الإعلام بالمجتمع إضافة إلى أن المجتمع الإماراتي كونه مجتمعاً محافظاً لا يعني هذا أنه في معزل عن التحولات العالمية الكبرى في الفنون والتكنولوجيا والمعرفة إلا أنه يستقبل هذه العناصر بشكل موضوعي وبإيجابية فاعلة وضمن معايير أخلاقية عالية وبيئة موروثة. أما بخصوص الجانب الآخر المتعلق بطبيعة العمل، قال بن حيدر “إنني أعيش مع الممثلين سعادة غامرة وأنا أرى إنجازهم سيكون مقدمة مهرجان دبي لمسرح الشباب وهذا الاختيار يعتبر الأول من أبوظبي لنص مسرحي واعتبر كل هذا الإنجاز لمسرح بني ياس الذي يمثل طليعة ثقافية مهمة بحاجة إلى دعم المؤسسات الثقافية لتوفير مقر للفنانين ولإدارة المسرح كي يقدموا الأكثر جمالاً والأبرع إنتاجاً بعد أن أصبح أعضاء الهيئة العامة يتجاوزون الأربعين عضواً”. من جانبه أكد مؤلف ومخرج المسرحية حميد المهري أنه يشكر إدارة مسرح بني ياس على اعطائه هذه الفرصة ليقدم وجهاً آخر له بعد أن اشتغل كثيراً من الأعمال ممثلاً، واليوم يتقدم بقصته هذا مؤلفاً ومخرجاً، محاولاً تكريس كامل طاقته الإبداعية في صورتها الجمالية. وقال المهري “أعتقد أننا كسرنا قاعدة الاعتماد على نصوص أجنبية ومخرجين معروفين وهذا لا يأتي انتقاداً لأسماء مهمة علمتنا كيف نتعامل مع الخطاب المسرحي، ولكننا بحاجة إلى تقديم رؤيتنا كشباب في العالم من خلال نص مسرحي حاولت فيه أن أعالج فيه قضية تكاد تكون بسيطة إلا أن عرضها كان يحتاج إلى أساليب مسرحية كي يبهر المتلقي”. ولكون التجربة لم تكن سهلة، بل هي خوض في غمار العمل الفني الجاد قال المهري “نعم إنها تجربة صعبة، حيث إنني تعبت كثيراً في تأليف النص كونه أول نص لي وفي رسم ملامح العمل وتناول الموضوعة الحرجة التي تهم الناس وعلاقتهم بالإعلام هذا بالإضافة إلى ما في تنفيذ هذه الفكرة مسرحياً من صعوبة ومحاولة تمثل كل جزء من العمل بشكل حركي يثير الملتقي، ولكن ما رأيته حقاً أن الممثلين الشباب الجدد ومنهم عبدالله الشحي، وعمر الغساني، ومحمد الحمادي، وعبدالله الحمادي، وريحان، وميرة، وعبير “العنود”، جميعهم قد قدموا جهداً متواصلاً ومبدعاً حقاً، بالرغم من أن النص كتب باللغة الفصحى وباللهجة المحكية المتنوعة المصادر ويعتبر الانتقال بين هذين الطريقين اللغويين صعباً بالإضافة إلى مجموعة الحركات الجماعية التي لا بد من أن تؤدي بشكل متناسق ومتناغم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©