توقع خبراء في صناعة الفولاذ ان يتم اطلاق اول عقد دولي للتعاملات الآجلة للفولاذ في بورصة دبي للذهب والسلع في أوائل العام المقبل حيث سيتم اطلاق عقد لفولاذ التسليح يزن 10 أطنان على ان يعقبه عقد خاص بقضبان الفولاذ·
ومن شأن العقود الآجلة ان توفر السبل الخاصة بالحماية ضد تقلبات الاسعار في السلع الأخرى·· ولكن عملية التسجيل سوف تبقى خاضعة للمراقبة اللصيقة من قبل المقاولين في منطقة الخليج والمنهمكين أصلاً في النشاط المزدهر لصناعة الانشاءات في كامل انحاء المنطقة بحيث ان أي تقلبات في أسعار الفولاذ سوف تأتي بآثار خطيرة على الاقتصاديات المحلية·
وحسب مجلة ميد الاسبوعية فإن هناك بعض المؤشرات تشير الى ان أسعار حديد التسليح بدأت تشهد نوعاً من الاستقرار في الأشهر الأخيرة·
ويقول ماثيو واتكينز كبير استشاريي الفولاذ في ادارة بحوث السلع فزصف ''حتى منتصف هذا العام ظلت أسعار الفولاذ تمضي بقوة ملحوظة''، كما ظل الطلب الاقليمي يمثل عاملاً جزئياً في ارتفاع الأسعار في عام 2005 إلا أن عوامل السوق العالمية الأخرى استمرت تلقي بآثارها مما أدى الى ارتفاع الأسعار بمعدل 30 في المئة في النصف الأول من هذا العام بسبب قوة الطلب من أميركا الشمالية والاسواق الصينية بينما شهد العرض العديد من المعوقات بما في ذلك ما تعرضت اليه مصانع الفولاذ من حوادث مؤثرة في أميركا الشمالية والبرازيل·
وادت التكلفة المتزايدة للمواد الخام الى ارتفاع أسعار الفولاذ حيث قفز سعر الحديد الخام في عام 2005 بمعدل 19 في المئة كما أصبح من المتوقع ازدياد هذه الأسعار بنسبة اضافية تبلغ 10 في المئة في هذا العام·
ويذكر ان منتجي الفولاذ في منطقة الشرق الأوسط ظلوا يعتمدون بالكامل تقريباً على الحديد المستورد من الصين والهند وتركيا بالاضافة الى استيراد المواد الخام الأخرى والمواد الوسيطة في انتاج الفولاذ مثل معادن السكراب وقضبان الفولاذ· ويقول عمر رمزي أمين الخزينة في شركة العز للصناعات في مصر ''لا يوجد نقص في المواد الخام ولكن المسألة تتعلق بالأسعار''·
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار السكراب بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع الطلب على قضبان التسليح والفولاذ المسطح فان أسعار كريات الحديد اتسمت بالمزيد من الاستقرار خلال فترة العقد الماضي· ويبدو ان تباطؤ النمو في الطلب والتوصل الى حلول بشأن مشاكل العرض مؤخراً أدت الى استقرار الاسعار ما ادى الى تغيرات طرأت على سوق الفولاذ العالمي تمثلت في تحول الصين من مستورد بالكامل الى مصدر للفولاذ حيث تصدر الآن كمية تبلغ 4 ملايين طن من الفولاذ في كل شهر بارتفاع بمعدل 60 في المئة مقارنة بالعام الماضي·
وادى استحواذ الصين على مرتبة الدولة المصدرة الأكبر في العالم للفولاذ اضافة الى توسع حصتها في سوق قضبان التسليح الى ممارسة الضغوط نحو انخفاض الاسعار العالمية· يقول كاريل كوستنوبل المدير التنفيذي لشركة الشرق الأوسط للفولاذ ''لم يتمكن المصنعون المحليون في المنطقة من مقابلة الطلب· لذا فقد أصبح بمقدور الصين ان تسهم بحصة أكبر في السوق على المدى الطويل''· ووفقاً لاحصائيات المعهد الدولي للحديد والفولاذ فإن انتاج العالم من الفولاذ الخام قد بلغ 105,9 مليون طن في أكتوبر من عام ·2006 أما الانتاج المحلي فقد ظلت تتزعمه الشركة السعودية للحديد والفولاذ ''حديد'' بالاضافة الى شركة قطر للفولاذ ''كاسكو'' وشركة العز للصناعات في مصر والتي استمرت جميعها تهيمن على القطاع بحصة تبلغ 70 في المئة في سوق قضبان التسليح المحلي و57 في المئة في سوق الفولاذ المسطح· الى ذلك تمكنت دولة الإمارات العربية من التحول الى منتج رئيسي لقضبان التسليح بمقدار 3 ملايين طن من أجل تغذية صناعة الانشاءات المزدهرة في الدولة· وفي هذه الاثناء فقد تم اطلاق العديد من مشاريع الفولاذ في مسعى لمواكبة الطلب المتزايد· ففي دولة الإمارات العربية بات من المتوقع ان تعمل المرافق الجديدة على انتاج 4 ملايين طن من الفولاذ سنوياً معظمها من قضبان التسليح والمنتجات والقطع الطويلة· أما الاستثناء الوحيد فسوف يتمثل في مشروع الغرير للحديد والفولاذ الذي يهدف لبناء مجمع للجلفنة بقيمة 300 مليون درهم في منطقة المصفح ويعمل على انتاج الفولاذ المسطح على ان يذهب جزء من الإنتاج الى السوق المحلي· ولكن بعض انتاج الفولاذ في المنطقة ظل يخصص بشكل تقليدي للتصدير حيث ان مصر على سبيل المثال تحتاج الى 800 ألف طن سنوياً ولكنها تنتج كميات تزيد على مليون طن قبل ان يتم تصدير الفائض الى الخارج·
عدد اليوم
