الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نقص حاد في خدمات التشطيب

23 ديسمبر 2006 22:56
في إشارة واضحة لبلوغ المشكلة المتعلقة بعمليات الإكساء إلى مستويات مزمنة، يقول أحد المقاولين في دبي: ''إذا كنت تقود سيارتك على طول شارع الشيخ زايد يمكنك رؤية هذه الحقيقة بوضوح فهنالك العديد من المباني التي وصلت فيها الهياكل إلى مستوى 40 طابقاً ولكنها ما زالت هياكل من الخرسانة وتفتقد بالكامل إلى الإكساء''· وكما ورد في ''ميد'' مؤخراً فإن مشكلة الإكساء أخذت تتجلى بوضوح في أمثلة مثل برج دبي الذي بلغ فيه البناء إلى مستوى 95 طابقاً إلا أنه ما زال يعاني من عدم وجود محاولات لإنجاز التغطية الخارجية بشكل بات يهدد الموعد المخطط له لإنجاز المبنى في عام ·2008 ولكن البرج الذي سيصبح الأعلى من نوعه في العالم ليس وحده الذي يعاني من هذه المشكلة فيما يبدو· فما بين المنطقة الحرة لجبل علي ومركز التجارة العالمي توجد مجموعة كبيرة من المباني التي تقف عارية وهي تعاني من عدم الإكساء، حيث يقول أحد المقاولين الأوروبيين: ''إن جميع أعمالنا أصبحت تعاني من التأخير لفترة بحوالى أربعة أشهر بسبب الإكساء· إن الوضع سيئ في حقيقة الأمر''· وفيما يبدو فإن الطلب المتزايد ومحدودية العرض ظلت تمثل جذور المشكلة، ومن الناحية التقليدية فهنالك مجموعة لا تزيد على أصابع اليد الواحد من مقاولي الإكساء استمروا ينفذون جميع مشاريع الإنشاءات والتشييد الرئيسية تقريباً· وفي ظل وجود أكثر من 120 برجاً قيد الإنشاء في مرسى دبي وفي أبراج بحيرة جميرا وحدهما فإن الطلب أصبح هائلاً على عمليات الإكساء إذ يقول أحد مزودي هذه الخدمات ''إن جميع شركات الإكساء باتت تعمل بأكثر من طاقتها من أجل تلبية الطلب المتسارع''· وعلى الرغم من أن الصناعة قد استثمرت بكثافة هائلة في زيادة السعة إلا أن كميات المشاريع استمرت في النمو في الوقت الذي وجد فيه المزودون أنفسهم أنهم غير قادرين على مقابلة هذا الطلب· إذ يمضي مزود خدمات الإكساء قائلا: ''لقد عمدنا إلى توسعة إنتاجنا من الزجاج والألمنيوم والفولاذ غير القابل للصدأ كما عملنا على تحسين المرافق الخاصة بهذا الإنتاج إلا أن المشكلة ما زالت تكمن في وجود أعداد كبيرة من المشاريع''· وفيما يبدو فإن التحدي الأكبر الذي أصبح يواجه مزودي خدمات الإكساء بات يتمثل في موعد التسليم· فمصانع انتاج مواد الإكساء أصبحت تعمل بكامل طاقتها في نفس الوقت الذي تناضل فيه الشركات من أجل إيفائها بمواعيد الإنجاز المتفق عليها بينما رأى البعض أن الحل يكمن في إغلاق دفاتر الطلبيات والتركيز على العقود التي يجرى العمل فيها، إذ يقول مزود خدمات الاكساء ''لقد أصبحنا مجبرين على إغلاق دفاتر الطلبيات الجديدة والتركيز على تشطيب المشاريع التي لدينا· وأعتقد أن زملاءنا الآخرين في المهنة قد اتبعوا نفس هذه الخطوة''· بيد أن الزبائن والمقاولين على حد سواء قد شرعوا في السيطرة على الوضع حيث عمد بعضهم إلى تأمين قدر من إمدادات الاكساء عبر تطوير السعة الداخلية الخاصة بمقدرات الاكساء أو عبر عمليات التملك والاستحواذ أو بواسطة الاستثمار في الشركات القائمة حالياً· وعلى سبيل المثال فإن مطورة العقارات المحلية إعمار للعقارات وعبر شركة اعمار للصناعات والاستثمارات التابعة لها كانت قد تمكنت من الاستحواذ على شركة الألمنيوم المحلية ''ملتي فورمز'' في أواخر عام ·2005 أما في شهر مايو من هذا العام فقد نجحت شركة إي تي ايه اسكون في دبي من تأمين قطعة أرض في مدينة دبي الصناعية من أجل إنشاء مصنع الاكساء الخاص بها· ولكن بقية المقاولين ما زالوا في انتظار عمليات التسليم في الوقت الذي ظلت فيه المزيد من المشاريع الكبرى والرئيسية قيد الإنشاء بشكل انعدمت فيه المؤشرات التي تدل على قرب حل المشكلة· واختتم مزود خدمات الاكساء في دبي حديثه قائلا ''إن السوق بكل تأكيد أصبح في حاجة ماسة للمزيد من السعة· وإذا استمرت الأعمال بهذه الوتيرة فإننا سنحتاج إلى ضعف السعة الحالية ولكن السؤال الأكبر سوف ينصب على عما إذا كانت السوق ستستمر بنفس هذا المستوى من الأعمال والنشاط''؟·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©