إعداد- أيمن جمعة:
قال سعيد مبارك الهاجري، المدير التنفيذي لقسم الأسواق الناشئة في جهاز أبوظبي للاستثمار: إن الجهاز يخطط لزيادة تنويع محفظته الاستثمارية مع التركيز بشكل خاص على الأسواق الناشئة، وفي مقدمتها الصين والهند وروسيا، مع ضخ المزيد من الأموال في صفقات الخصخصة التي تقوم بها حكومات في منطقة الشرق الأوسط مثل السعودية والكويت وتونس·
وقال الهاجري في مقابلة مع صحيفة ''فاينانشال تايمز'': إن الجدل الذي ثار في الولايات المتحدة حول صفقة موانئ دبي، لن يمنع الصندوق من التفكير في شراء أصول في أميركا،
وألقى الهاجري الضوء على استراتيجية جهاز أبوظبي للاستثمار في الأسواق الناشئة قائلا: ''بالمقارنة مع المؤسسات الاستثمارية الأخرى فإن قسما أكبر من أصول جهاز أبوظبي للاستثمار موجودة حاليا في الأسواق الناشئة، وتمثل استثمارات الجهاز في أسهم هذه الأسواق وحدها 14 % من إجمالي محفظة الأسهم في الجهاز''·
وأضاف: ''نراهن بقوة على هذه الأسواق، وهذا الرهان يتزايد، الكل لديه سيولة لكن ما يجعلنا مختلفين عن الآخرين هو أننا مستثمرون طويلو الأجل، فاستثماراتنا القصيرة الأجل تكون لخمسة عشر عاما، ولذا فنحن نقوم برهانات استراتيجية ونتحرك على أساس أننا سنكون في الأسواق لمدة 50 سنة''·
وأشارت الصحيفة إلى أن المحفظة الاستثمارية للجهاز متنوعة بشكل كبير، حيث تنتشر في شتى أنحاء العالم وفي مختلف القطاعات، وتقول: ''مثل غيره من الصناديق العربية، قرر خلال الطفرة النفطية الحالية التي تنعم بها المنطقة، توجيه المزيد من الاهتمام إلى الأسواق الناشئة''·
وأشار الهاجري الى ان جهاز أبوظبي للاستثمار مهتم بشكل خاص بالاستثمار في الشركات الصينية المطروحة للخصخصة بما في ذلك العاملة في قطاعات النفط والغاز والتأمين، ومن الأمثلة على ذلك تقدم الجهاز بعرض لشراء حوالي 2,5 % من البنك الصناعي والتجاري الصيني الذي تملكه الحكومة هناك، والذي قال الهاجري: إنه لا يزال ينتظر موافقة الحكومة على الصفقة في مواجهة ضغوط على السلطات لعدم بيع أصول حكومية إلى الأجانب·
كما يتطلع جهاز أبوظبي للاستثمار لشراء حصص في الشركات المالية الهندية التي تركز على أصول في البنى الاساسية·
وقال الهاجري: ''نرى فرصا كبيرة في الصين وكذلك في الهند، ونحن نفهم الهند أكثر، فهم شريك تجاري لنا منذ فترة طويلة·'' وتمتد طموحات الجهاز إلى روسيا وخاصة قطاعات النفط والمصارف وتجارة مبيعات التجزئة· وأشادت الصحيفة باستراتيجية جهاز أبوظبي للاستثمار في أسواق المال المحلية قائلة: ''المشاريع الاستثمارية للجهاز في الشرق الأوسط لا تزال محدودة، وهو لا يستثمر أبدا في أسواق المال المحلية وهى السياسة التي جعلته يتجنب الآثار السلبية للانخفاضات الحادة التي شهدتها هذه البورصات مؤخرا''·
ومع ذلك فإن الهاجري كشف أن جهاز أبوظبي للاستثمار يدرس الآن امكانية المشاركة في عمليات الخصخصة التي تستهدف الشركات الحكومية في المنطقة مثل السعودية والكويت وتونس، وقال: ''لدينا فريق كامل يعكف على هذه النقطة، ونعتقد أننا على دراية واسعة بالشرق الأوسط ومخاطره''، وعن الدروس المستفادة من أزمة صفقة ''بي آند أو'' قال الهاجري: إنه لا يتوقع أن تتأثر استراتيجية جهاز أبوظبي بسبب الجدل الذي أثير حول هذه الصفقة، وتابع قائلا: إن هذه التجربة أسفرت عن عدة دروس في مقدمتها ضرورة الاتصال بشكل أفضل قبل شراء شركات استراتيجية·
وتقول الـ''فاينانشال تايمز'': ''من غير المرجح أن يتعرض جهاز أبوظبي للاستثمار لموقف مماثل، لأنه يتطلع للسيطرة على حصص مهيمنة للشركات التي يستثمر فيها من خلال شركاء استراتيجيين أوعبر تحالف بين عدة أطراف''·
عدد اليوم
