في هذا العالم الكبير المريب الذي يحمل في جوفه الكثير من المخاطر، محسوم ومقدر أن نواجه مشاكلها حتى نتمكن من العيش والتقدم وتعدي فجوات الحياة، وإن كنت لا تملك الخبرة في هذه الحياة سوف تلطمك أمواج المخاطر العاتية، وقد تقودك للهلاك.
نحتاج لصاحب يقودنا لتجاهل مصاعب الحياه وتجاوزها بما أوتينا من قوة، «أجدادنا المسنين» هم خير صاحب لجيل جديد لا يعلم ماذا تخبئ له هذه الحياه من صعوبات ومطبات في الحاضر والمستقبل، هم من كتبوا التاريخ وخاضوا الكثير من الحروبات ضد مطبات الحياة ومشاكلها، وإضافة على ما يجعلنا نتمسك بصحبتهم، إنهم أصحاب خبرةً وخير طريق نسلكه ونحن ممسكون بيدهم لتجاوز صعوبات الحياة بشتى الطرق.
ومن هذا الجانب، أرى أن مصاحبتنا لأجدادنا ليست فقط لتعلم خبرة الحياة وتجاوز مشكلاتها بل هناك نجمة تضيء في هذه السماء تسمى «صلة الأرحام» تزداد شأناً في عائلتك وفي قلب أجدادك وترتفع منزلتك عند الله وهذا ما نعرفه عن صلة الأرحام بأنها واجبة.
حكاياتهم وخروفاتهم وماضيهم عندما ينتقل من جيل إلى جيل يزرع في صدورنا المحبة والرحمة والتعاون وعدم قطع عادة صلة الأرحام ومن ثم نستطيع أن ننقلها لأبنائنا في المستقبل القريب، ولا تنسين يا من سهيتِ وانشغلتِ عن صلة الأرحام أنكِ في يوم ما سوف تصبحين أماً وسوف تصبح أنت جداً مسناً ستدمع عيناك وتتذكر ماضيك مع أرحامك وما زرعته سوف تحصده بأقرب وقت، لطفاً بقلوب آبائكم وأجدادكم فهم خير صحبة، لم ولن يضروك بشيء فأنت أغلى ما يملكون.
ولله الحمد، من نعم الله تعالى علينا أننا نملك أجداداً يصاحبوننا ويعلموننا ماذا حدث لهم في الماضي ويمازحوننا، وأخيراً دعوني أخبركم عن سعادتي منذ الصغر عندنا أجلس بجانب جدتي وتسرد لي في كل مره خَروفة تبدأ ب (كان يا مكان في قديم الزمان) وتنتهي بمقولة (واحد خر وواحد مر وواحد دفنته تحت الثلاجة أخضر) لا أعلم ما معناها منذ صغري ولكنني أحببتها وأراها مميزة حتى إنني احتفظت بها في ذاكرتي حتى في يوم ما سأسردها لأبنائي وأحفادي على الرغم من أنني لا أعلم معناها.
استفيدوا من خبرتهم وصاحبوا أجدادكم فنحن بحاجة إليهم واستمعوا لحكاياتهم وأفرحوا قلوبهم بزيارتكم لهم فهم من يستحقون أن نسميهم (خير صاحب).
خلفان علي النقبي
عدد اليوم
